اعتبر رئيس رائد شباب بوقاعة فيصل واعلي، نجاح فريقه في اقتطاع تأشيرة العودة إلى قسم ما بين الجهات،
بعد 5 مواسم من المعاناة في الجهوي من ثمار إستراتيجية العمل المنتهجة هذا الموسم، رغم اعترافه بصعوبة المهمة، بالنظر إلى المنافسة الكبيرة التي كانت مع العديد من الفرق، لكن استخلاص الدروس والعبر من التجارب
 القاسية، التي كانت خلال المواسم الفارطة كان كافيا لتعبيد الطريق نحو منصة التتويج، مع المراهنة
على الصعود إلى الرابطة الثانية كهدف أساسي.
*في البداية، ما تعليقكم على الانجاز المحقق، سيما وأن الفريق نجح في تحقيق حلم العودة إلى حظيرة ما بين الجهات؟
التتويج بلقب بطولة الجهوي الأول لم يكن هدية تلقيناها، بل أننا قطفنا ثمار موسم شاق، قمنا خلاله بعمل جبار، لأن الجميع يدرك بأن فريقنا كان باستطاعته تحقيق الصعود منذ عدة مواسم، لكن تلك التجارب القاسية مكنتنا من استخلاص الدروس، لذا فقد استخلصنا العبر رغم قساوة المشوار، ورسمنا خارطة طريق لبلوغ الهدف المنشود، لتكون النتيجة في نهاية المطاف الظفر بتأشيرة الصعود إلى قسم ما بين الرابطات، وهو انجاز تجسد ميدانيا بفضل المجهودات الجبارة التي بذلتها كل الأطراف، انطلاقا من العمل الذي قام بها اللاعبون والطاقم الفني، مرورا بالدور الكبير الذي لعبه الأنصار، وصولا إلى الإستراتيجية التي انتهجها المكتب المسير.
جهوي قسنطينة كان بنكهة سطايفية واجتزنا بطولة «ديربيات»
*وماذا تقصدون بالعبر التي استخلصتموها من التجارب السابقة؟
صعودنا هذا الموسم جاء بعد إخفاق في عدة مناسبات متتالية، لأن المتتبعين لبطولة الجهوي الأول لرابطة قسنطينة، يعترفون بأن رائد بوقاعة ظل من أبرز أطراف معادلة الصعود طيلة المواسم الخمسة الأخيرة، لكن «سيناريو» السنة الماضية كان الأكثر قساوة، ومن الصعب تجرع مرارة الفشل في انتزاع تذكرة الصعود بفارق الأهداف، ومع ذلك فقد طوينا تلك الصفحة، وحافظنا على كامل التركيز والتوازن، فقررنا خوض مغامرة جديدة، مع تشريح السياسة المنتهجة من جميع الجوانب، سعيا للوقوف على العقبات التي كانت سببا في عدم الصعود منذ 2018، لأننا في ذلك الموسم كنا الأقرب إلى الصعود كأفضل ثاني، إلا أن الموازين آنذاك رجحت كفة جمعية عين كرشة، وبعدها كنا في صراع شديد مع نجم بني والبان، لتتوقف البطولة قبل 4 جولات، فكان صعود نجم بني والبان بقرار إداري من الفاف، وهو ما أجبرنا على الركون إلى الراحة الإجبارية بعيدا عن المنافسة لسنة كاملة بسبب جائحة كورونا، بعد تعليق المنافسة في الجهوي، والاستئناف كان بتجربة قاسية أخرى، تنافسنا فيها على الصعود مع اتحاد الفوبور، قبل أن نصل إلى المبتغى في نهاية الموسم الجاري.
*وما هي الخطوط العريضة لسياسة العمل التي انتهجتموها وكللت بالنجاح؟
كما سبق وأن قلت، فإن التجارب الماضية لم تكن كافية للحد من عزيمتنا، بل زادت في إصرارنا على ضرورة تحقيق الهدف المنشود، مع الحرص على توفير كل الأجواء الكفيلة بالتجسيد الميداني للصعود، رغم أن المهمة كانت في غاية الصعوبة، وعليه فقد ضبطنا تعدادا وفق حاجيات التشكيلة، مع السعي للمزاوجة بين الخبرة والطموح، وقد حافظنا على تقاليدنا، من خلال إقامة تربص مغلق خارج إقليم الولاية، سواء في فترة التحضير للموسم أو خلال «الميركاتو» الشتوي، فضلا عن استقدام المدرب نيبوشة، الذي له خبرة طويلة في البطولة الجهوية، ويعرف جيدا خبايا المنافسة في هذا القسم، ولو أن استقرار الطاقم الفني، بإعطاء ورقة بيضاء للمدرب طيلة موسم كامل، ساهم بشكل مباشر في خلق توازن داخل المجموعة، وهذا واحد من أبرز النقاط التي مكنتنا من تجاوز أصعب العقبات التي اعترضتنا في المشوار، لأن الاستقرار كان أهم الأسلحة التي استعملناها، فكانت ثمار ذلك تتويج باللقب.
*لكن المنافسة كانت شديدة، والصعود لم يترسم سوى في آخر جولتين من المشوار؟
تركيبة الجهوي الأول لرابطة قسنطينة هذا الموسم كانت بطابع «خاص»، لأن نصف عدد الفرق المشكلة للمجموعة كانت من ولاية سطيف، الأمر الذي جعل نكهة «الديربي» تطغى على كل المباريات، فضلا عن تصنيف رائد بوقاعة في خانة أكبر المرشحين للتنافس على تأشيرة الصعود، كما أن المنافسة كانت قوية منذ البداية، والصراع كان إلى غاية انطلاق مرحلة الإياب بين كوكبة من الأندية، في ظل تمسك فرق محطة أولاد رحمون، جيل منزل الأبطال وشباب الميلية بحظوظها في الصعود، قبل أن يخرج هذا الثلاثي من السباق، ويبقي التنافس محتدما بين 3 أندية من ولاية سطيف، وهذا «السيناريو» زاد في صعوبة المهمة، لكننا نجحنا في تعبيد الطريق أكثر نحو منصة التتويج بفرض التعادل على «الصاص»، لأن تلك النقطة وضحت الرؤية أكثر، سيما وأننا نجحنا في المحافظة على كامل النقاط في ملعبنا، مع قطع الطريق أمام عنصر المفاجأة.
كورونا و»فارق الأهداف» عطلا ارتقاء الرائد إلى القسم الثالث
*وكيف تنظرون إلى مستقبل الفريق في قسم ما بين الجهات؟
منذ تولينا تسيير النادي كانت طريقة عملنا واضحة، وذلك بالسعي لتوفير كل الظروف التي من شأنها أن تساعد على تحقيق الأهداف المسطرة، إلى درجة أننا كنا دوما نسرق الأضواء، من خلال الاستقدامات التي نقوم بها، وكذا التربصات التي يجريها الفريق سواء بتيكجدة أو جيجل، وقد حافظنا على هذه التقاليد لمواسم عديدة، رغم أن الفريق ظل ينشط في الجهوي الأول، في الوقت الذي تبقى فيه الكثير من أندية ما بين الرابطات غير قادرة على مسايرة ريتم المنافسة بسبب مشكل الإمكانيات المادية، وعليه فإن طموحاتنا لا تتوقف عند عتبة هذا الانجاز، بل أننا نراهن على مواصلة المسيرة بنفس الريتم، بحثا عن مكانة في الرابطة الثانية، مادامت مقومات النجاح متوفرة.
حاوره: صالح فرطــاس

الرجوع إلى الأعلى