الدامة و 11 /11 أخرجا القليل من قدراتي

قـالت الممثلة السينمائية، التلفزيونية و المسرحية، سهى ولهة، أن بروزها في شهر رمضان من خلال عملين حققا نجاحا كبيرا، ساعدها على إخراج جزء من قدراتها الفنية التي أكدت أنها ستعمل جاهدة لإبرازها في أعمال أخرى، و عبرت عن فرحها الشديد بمشاركتها في العملين السينمائيين الثوريين الكبيرين «صليحة» و «العربي بن مهيدي»، معتبرة أن كل ما يقدم لأمثال هؤلاء يعتبر قليل مقابل ما قدموه للوطن، كما تروي للنصر قصتها مع الغناء، و تفصل في الكثير من مراحل عملها، بداياتها و طموحاتها.

 حاورتها إيمان زياري

النصر: برز  اسم سهى ولهى في رمضان بعملين مهمين، حدثينا قليلا عنهما.
هذه السنة و الحمد لله كان لي دوران في عملين دراميين هما دور ليندة في مسلسل «الدامة» و دور مريم في مسلسل «11/11»، و هما العملان اللذان جسدت فيهما دورين متناقضين من حيث التركيبة، لكن يجمعهما الحب و الإخلاص، و هما العملان اللذان نالا إعجاب الجمهور و حتى أهل الفن، و هذا أمر مفرح و نتيجة أعتز بها كثيرا.
النصر: بين دور ليندة و مريم لمسنا نوعا من التناقض بين الشخصيتين، كيف تمكنت من إتقانهما مع التصوير في وقت واحد؟
دور ليندة هو دور سيدة قوية الشخصية، إلا أن نقطة ضعفها كانت في الحب الكبير لعلام بكل قوة حتى و إن كانت على علم بتعلقه بامرأة أخرى، إلا أنها لم تستسلم و ظلت تثابر كي لا تخسره، تدعمه و تسانده، الدور كان صعبا نوعا ما، لكن ما ساعدني على تقمصه بإتقان كاتبة السيناريو سارة برتيمة التي كانت توجهني و تعطيني الخطوط العريضة لأتمكن من تشكيل الشخصية، أيضا المخرج يحيى مزاحم الذي قام بعمل كبير لدعمي، و الفضل الآخر للكاريزمي مصطفى لعريبي الذي كان الشريك الأفضل و الأمثل في هذا العمل، غير أن ليندة هي في الأصل جزء من شخصيتي، أما شخصية مريم زوجة ضابط الشرطة، هي أيضا جزء من شخصيتي، شخصية شجاعة، لديها كبرياء و تقدر ذاتها و تضع حدودا لتصرفاتها، على عكس ليندة التي تخطت كل الخطوط الحمراء، الشخصيتين و إن اختلقتا في الخطوط العريضة، فإن الحب الصادق جمعها.
ما الذي يساعدك في تقمص أي شخصية و في أي عمل؟
الممثل أو الفنان و حتى الرياضي أو أي كان، يجب أن يعمل على صقل مواهبه، من خلال التدريبات، الثقافة و العمل و الاحتكاك مع الممثلين و المخرجين، كما يشاهد الأفلام و الأعمال في قاعات السينما و المسارح، يجب أن يقوم بكل ذلك ليتمكن من تطوير ذاته و ليقدم الأفضل في أي عمل يشارك فيه.
بدأت المسرح الاحترافي في سن 26
سهى ولهى ابنة الخشبة المعروف على أبنائها إتقانهم للأدوار حتى أمام الكاميرا أكثـر من غيرهم، لماذا لم نرك في أعمال بهذا الحجم من قبل؟
أنا ابنة المسرح فقد بدأت التمثيل في المسرح الهاوي منذ الصغر بفضل والدي و خالي و أخي، كنت أهوى الغناء أيضا، لكن في سنة 26 بدأت المسرح الاحترافي ببجاية، أين مارست المسرح الغنائي مع الموسيقي الكبير بازو، شاركت في العديد من المسرحيات الغنائية كالضوء و القنديل و عسلامة، و أعمال أخرى مع مصطفى لعريبي و عزيز مكروني، فعلا تمكنت من البروز هذا العام على التلفزيون، لكن من قبل كانت لدي تجارب كثيرة فيه كأول مسلسل شاركت فيه أسرار الماضي الجزء الثاني سنة 2013 /2014، مع المخرج بشير سلامي، حب في قفص الاتهام، الرايس قورصو، و المسلسل الجزائري السوري «ورد أسود»، أيضا دور في مسلسل «الخاوة»، «بابور اللوح» و غيرها من الأعمال.
نعرج على السينما التي تأخذ حيزا من أعمالك، حدثينا قليلا عن تجربتك.
بعيدا عن التمثيل التلفزيوني، الحمد لله كانت لي أعمال سينمائية طويلة و أخرى قصيرة، كما أنها نالت إعجاب الجمهور داخل و خارج الوطن، منه الفيلم القصير «سيعود» للمخرج يوسف محساس، و الذي نال العديد من الجوائز المحلية و الدولية.
التقرب من عائلة الشهيدة صليحة مكنني من اتقان الدور
جسدت دور الشهيدة «زبيدة ولد قابلية» في الفيلم الثوري «صليحة»، كيف كان العمل؟
أنا كنت أول ممثلة جسدت شخصية شهيدة ثورية لا يستهان بها هي الشهيدة زبيدة ولد قابلية المدعوة «صليحة»، كان شرفا عظيما لي، عشت شهرين قبل استشهادها، و صورنا مقاطع الفيلم في مدينتها معسكر و التي استشهدت فيها أيضا، و احتكاكي بأفراد من عائلة الشهيدة مكنني من التقرب أكثر من شخصيتها و لو بنسبة 10 %، خاصة أنها كانت تتميز بشخصية قوية، و مؤمنة برسالتها المهنية كطبيبة و كمجاهدة في سبيل الوطن، من خلال رؤيتها البعيدة و احترامها للإنسان و ترفق الحيوان.
و  ماذا عن فيلم «العربي بن مهيدي»؟

فيلم الشهيد البطل «العربي بن مهيدي»، في هذا العمل لم نسلط الضوء فقط على هذه الشخصية الفذة، بل برزت إلى جانب اسمه أسماء شهداء أبطال آخرين، الفيلم لم يخرج بعد إلى قاعات السينما، لكن لا بد و أن يرى النور يوما ما لأنه بالفعل عمل يستحق المشاهدة بالنظر للرسالة التي يحملها و للمجهود الكبير المبذول من طرف المخرج بشير درايس و كل الطاقم الذي شارك في إنجاز العمل، أما عني، فقد كان لدي دور صغير، لكن عندما نجسد دور شخصية ثورية فهو إنجاز عظيم و شرف كبير لي، و مهما قدمنا لشهدائنا يبقى قليل مقارنة بما قدموه لأجل الجزائر و لأجلنا لنحيا بسلام.
سهى المغنية لم تظهر بعد
* سهى ولهى تهوى الغناء أيضا، ما نصيب هذا الفن في مشوارك و هل من جديد بشأن ذلك؟
سهى المغنية لم تظهر بعد، أشجع نفسي منذ أعوام على اتخاذ الخطوة الأولى بهذا الشأن، لكن للأسف مازلت لم أبدأ بعد، فعلا بين الفينة و الأخرى أعيد أداء بعض الأغاني الجزائرية التراثية سواء كانت للمرحومة زليخة أو المرحوم إيدير، لكن لابد و أن يأتي يوم أفرض فيه نفسي كمغنية، أنا حاليا «أدندن» فقط، الفن الجزائري بحاجة لأبنائه، أرغب حقا بإعادة أغاني لفناني جزائريين الأحياء أو من غادرونا.
النصر: كان لك الحظ في العمل مع ممثلين من جنسيات مختلفة كالسوريين، المصريين، الأتراك، ما الذي أضافه لك هذا الاختلاط؟
كان لي الشرف أني تعاملت مع العديد من الجنسيات في مجال الفن، سواء تعلق الأمر بإخواننا السوريين، الأتراك، المصريين، و حتى الفرنسيين، الإيطاليين و الإيرانيين، فالاحتكاك بجنسيات أخرى في نفس مجال التمثيل السينمائي و التلفزيوني يضيف لنا الكثير، فنحن نتعلم من بعضنا، نتعرف على ثقافات أخرى، نطلع على حلول و جديد، أطمح للاحتكاك بجنسيات أكثر لما لا، لأن كثرة التجارب تعطي خبرة أكبر و هذا ما نستفيده من خلال الأعمال المشتركة، أتمنى أن تصبح الجزائر قطبا سينمائيا عربيا و حتى عالميا، لما لا فنحن نمتلك كافة المقومات لإنشاء قرى سينمائية و بالتالي يزيد حجم التبادل بين الفنانين.
تتحدثين كثيرا في لقاءاتك عن رغبتك الكبيرة في التمثيل أمام الفنان الأمريكي ليوناردو دي كابريو، ما الموضوع؟
كل فنان لديه قدوة أو شخصية يراها مهمة في مجاله و يطمح للعمل معها، و الوقوف أمام الممثل مصطفى لعريبي يشبه كثيرا الوقوف أمام دي كابريو، و أنا جادة في قولي.
النصر: هل حققت سهى كل أحلامها، أم هنالك أحلام أخرى تنتظر و هل أنت راضية عما وصلت إليه؟
الحمد لله حمدا كثيرا لتوفيقي من الله في تحقيق الكثير من أحلامي، كما أشكر عائلتي و من وثقوا بك، لكن ما دمنا على قيد الحياة، تبقى أحلامنا قائمة كأي شخص و في أي مجال، أما عن الشخصيات التي أطمح للتمثيل معها، فكل شخصية أتقاسم معها أدواري سواء من الجيل الذي سبقني أو الجيل الحالي، فهو شرف لي سواء كان الاسم كبيرا أو صغيرا، مازالت لدي قدرات كبيرة أطمح لإظهارها في أعمال أخرى، الحمد لله ثقة المخرجين مزاحم يحي و أسامة قبي هذا العام ساعدتني على إخراج القليل مما أدخره من قدرات، و أطمع للمشاركة في أعمال جديدة مستقبلا تكون بوابة لإخراج قدراتي و حبي للتمثيل.
النصر: من من الشخصيات التـي لم تعملي معها بعد و تتمنين ذلـك؟
هناك مخرجين جزائريين أتمنى العمل معهم مثل المخرج جعفر قاسم، و آمل أن أتشرف بالعمل معه و مع غيره من زملاء المهنة سواء كانوا جزائريين أو أجانب.
 إ.ز

الرجوع إلى الأعلى