لابد من امتلاك أدوات تقييم مخاطر الكوارث لاستباق أضرارها
قال، عمر خميسي، الخبير المختص في الزلازل بالولايات المتحدة الأمريكية، في حوار للنصر، أن أحسن مقاربة ومنهجية لتسيير مخلفات الزلازل، هو امتلاك أدوات لتقييم هذه المخاطر من أجل استباق مخاطرها، داعيا إلى ضرورة الوصول إلى هذه الإمكانية بالجزائر.

بحكم تجربتكم الطويلة في الميدان ،ماهي أحسن مقاربة لتسيير مخلفات الزلازل؟
عمر خميسي: لدي خبرة تقارب 35 سنة في ميدان الكوارث الطبيعية، وقد اشتغلت في مكتب دراسات في كاليفورنيا وفي نيويورك ولدي خبرة خاصة في ميدان تقييم المخاطر التي تأتي عن طريق الكوارث الطبيعية، وكيفية التقليل والتقليص منها.
و ما قلته في مداخلتي هو أنه لابد أن تكون لدينا أدوات لتقييم هذه المخاطر ، وبطبيعة الحال هناك خبراء بإمكانهم القيام بهذا العمل، إلى حد الآن الكثير من الدول لديها أدوات تستعمل لمعرفة الخسائر المتوقعة في حال حدوث كارثة، هذه الأدوات بإمكانها إظهار الأشياء الضعيفة حتى نقوم بإصلاحها قبل وقوع الكارثة، وعليه أقول أنه من الأحسن أن تكون للجزائر هذه الإمكانية، وهذا لا يعني أن الجزائر لا تملك هذه الأدوات، لكن ما أردت قوله أن أهمية هذه الأخيرة في تقييم مخاطر الكوارث الطبيعية والتعامل معها بشكل مسبق.
وما هي هذه الأدوات بالضبط؟
هي برمجية أو تطبيق يقوم به المهندسون يمكنه تبيان خطورة الكوارث وما يمكن إصلاحه قبل الوقوع، يمكن تشبيه ذلك بلوحة القيادة في السيارة التي تخبرك عن كل ما يتعلق بأجزاء السيارة أثناء السير.
وما أوصي به هنا هو ضرورة استعمال هذه الآليات في كل مكان وفي كل قطاع حتى في البلدية وفي الولاية، في قطاع الصحة والمواصلات والتعليم وغيرها، كل هذه القطاعات يمكنها القيام بمحاكاة، ثم يقيمون النتائج، هل فيه نقائص آم لا، مثلا هناك مستشفى مبني حسب المعايير وأحدث التقنيات لكن هناك جسر يؤدي إليه، وفي حال وقع زلزال ودمر هذا الجسر لا يمكنك الوصول إلى المستشفى، إذ لابد لك من طوافة للوصول إليه، أو مثلا نفس المستشفى وبنفس المواصفات لكنه يقع وسط بنايات قديمة وهشة ربما تهدم بفعل الزلزال، وهو ما يمنعك من الوصول إليه في حال وقوع الكارثة حيث يصبح معزولا.
 إذن فدراسات من هذا النوع هي التي تبين ما هي النقائص، والنقائص دائمة موجودة وحتى لو  تم الاعتماد في  تشييد كل شيء على الدراسات، مثلا البنايات المقامة في اليابان هي من الأحسن في العالم، لكن بعد وقوع زلزال 2011 لاحظنا الخسائر التي تكبدوها ولم يكونوا ينتظرونها.
ولهذا  ومهما كانت درجة التحضير يمكن أن نتفاجأ بأشياء لم نكن ننتظرها، ولهذا من واجبنا كمهندسين وكمسؤولين أن نبذل الكثير من الجهد في مجال التوقع حتى يمكننا تصليح ما يمكن تصليحه.
ودائما في هذا المجال لابد أن نراقب جيدا البناء الجديد ونتأكد من أن قوانين العمران حديثة أولا ،  ونتأكد من أن المهندس القائم على أي مشروع له ما يلزم من الكفاءة وذلك لا يعني فقط الشهادة الجامعية ولكن أيضا الخبرة في الميدان وكيف حصل عليها، وهنا لابد أن يعمل ويحتك بالمهندسين ذوي الخبرة حتى يستطيع كسب تلك الكفاءة المطلوبة، أو نفعل كما هو موجود في أمريكا، إذ أن المهندسين الشباب يعملون تحت اشراف مهندسين ذوي خبرة وفي الأخير هم الضامنون لهم.
وبعد كل هذا تأتي مرحلة الرقابة التقنية التي لابد أن تكون موثقة ولا غبار عليها، كما يجب أيضا الاهتمام بالبنايات القديمة التي يمكن أن تتأثر بالزلزال، وقد لاحظنا ذلك في زلزالي  بومرداس  والأصنام التي كنت حاضرا فيهما، إذ لابد من تقويم هذه البنايات القديمة وإصلاحها، ولم لا تهديمها إذا كانت تشكل خطرا حقيقيا.  والمرحلة الأخيرة من كل هذه العملية هي لابد أن نعرف من أين نأتي بالأموال لتمويل العلمية في حال وقوع زلزال ما دون الانتظار أو التوجه إلى أي جهة أخرى.
إلياس -ب

الرجوع إلى الأعلى