الآذان فقد خصوصيته و طريقة الإلقاء الجزائرية ستختفي مع الوقت
اعتبر المؤلف و الباحث سليم دادا أن تأثر المؤذنين الشباب بالمدارس السعودية و غيرها و اعتبارها أكثر قداسة، بات له أثرا سلبيا على الهوية الصوتية التي كانت تبرز من خلال خصوصية و تميّز آذان كل منطقة ببلادنا.
قائد الأوركسترا الذي تعامل و رافق كبار الموسيقيين العالميين و هو باحث في جامعة السوربون و رئيس فرقة «شلوق»الثلاثية تحدث للنصر، عن بعض محطاته المفعمة بالانجازات، و عن جديده الفني في الجزائر و الخارج، كاشفا عن مشروع عرض»فرهودة و بن مرزوق»التي كتب موسيقاها التصويرية، و كذا مشروع «وصلة الأشواق»التي سيعكف على تحضيرها مع تشكيلته الجزائرية.
• النصر: سنبدأ حديثنا مع سليم دادا الفنان قبل الباحث، و نطلب منك جديدك كمؤلف و مؤد.
- سليم دادا: أعكف حاليا على كتابة موسيقى تصويرية للباليه الوطني و عنوان العمل»فرهودة و بن مرزوق» و هي قصة حب جزائرية وقعت في منطقة سهبية بالجزائر و العمل في مرحلة التحضيرات و قد انطلقت التدريبات مع مصممي رقصات أحمد خميس جزائري مقيم بفرنسا، و مديرة البالي ناموس..و هي محاولة لإعادة القصص الجميلة و الوردية إلى الركح بعد أن طغى عليه مؤخرا الطابع المأسوي أو السياسي أو التهريجي..و سيكون العرض الرسمي في نهاية مارس أو بداية أفريل المقبل و قد يتزامن مع نهاية فعاليات تظاهرة قسنطينة عاصمة الثقافة العربية، لكننا سنقوم بعرض جزئي يوم 22دسمبر المقبل بالمسرح الوطني بالعاصمة في حفل اختتام المهرجان الدولي للرقص المعاصر.
• و ماذا عن جديدك ضمن تشكيلتك الموسيقية الخاصة؟
- لدي تسجيل مع فرقتي الثلاثية «شلوق» بمدينة نوتو الواقعة بمقاطعة سرقوسة بصقلية مسقط رأس الشاعر ابن حمديس الذي نتغنى بأشعاره و ارتأينا الانطلاق من مكان ولادته قبل اتمام رحلتنا.
• لماذا ابن حمديس بالذات؟
- أنا و أعضاء فرقتي معجبين بأشعاره المفعمة بنوستالجيا الموطن و حب الطبيعة و الإنسان و احترام الآخر، كما اكتشفنا فيه الخطاب العصري، و صورة لما يحدث اليوم من صراعات و رسائل كثيرة نحتاجها.
• أكثر تشكيلاتك الموسيقية كانت مع أجانب ألم تفكر في تأسيس فرقة محلية بعد عودتك إلى الجزائر منذ أكثر من سنة؟
- هذا ما قمت به مؤخرا، لقد شكلت جوقا بولايتي الأغواط»جوق الموسيقى العربية» و يتكوّن من 12عازفا و نحن بصدد التحضير لعمل فني ضخم «وصلة الأشواق» و هدفي نقل خبرتي التي اكتسبتها بالخارج إلى غيري و هذا من خلال تكوين الأساتذة أو البحث بالمركز الوطني للبحوث في عصور ما قبل التاريخ، علم الإنسان و التاريخ، إلى جانب الانجاز الفني الفردي.
• في سياق الحديث عن البحث، أين وصلت دراستك بخصوص الآذان؟
- «الآذان» محور رسالتي للدكتوراه و يخص بعض المقارنات بين الأساليب الصوتية له بين مختلف مناطق البحر المتوّسط و علاقة أساليب الآذان بالموسيقى المحيطة بها و كيف لها أن تشكل الهوية الصوتية لأي منطقة، فنحن من خلال الطبوع و المقامات المستعملة و اللهجات يمكننا تحديد المنطقة التي نحن بها سواء كانت الجزائر المغرب أو تونس و حتى تحديد المدينة..و باختصار إشكاليتي تدور حول تمحور المشهد الصوتي للآذان ببعض المناطق بسبب التأثيرات و الانتساب إلى مدارس أخرى كالسعودية مثلا بحكم إيديولوجي، لأن هناك من المؤذنين الشباب من يرون بأن الآذان على الطريقة السعودية يكون أكثر قداسة من الطريقة الجزائرية أو غيرها، و ثمة من أصبحوا ينتقدون طريقة الآذان التقليدية المعهودة بالمغرب مثلا و يقولون أن المؤذن يغني، و هو تصوّر اعتبره خاطئا و نتائجه قد تكون وخيمة، و قد تتسبب في اختفاء الهوية الصوتية للآذان ببلدان البحر المتوسط.
• ألم تواجه انتقادات بهذا الخصوص؟
-على مستوى البحث لا، لكن مع أشخاص بلى فثمة من يرفضون إمكانية الحديث عن الآذان كمادة موسيقية، رغم أن الكثيرين يعرفون أن النبي عليه الصلاة و السلام اختار سيدنا بلال لهذه المهمة لأنه كان أندى صوتا من غيره، و من خلال اختيار من لا ينطق عن الهوى، يأتي المعيار الصوتي و الجمالي و الله جميل يحب الجمال و وصلنا عن الرسول أنه كان يقول من لا يتغنى بالقرآن فليس منا و غيرها من الأمور التي تؤكد لنا بأنه لا توجد مشكلة مع الحس الطيب، لذا فأنا لا أجد حرجا بين الموسيقى و الآذان بل بالعكس أرى بأن الباحث في مجال الموسيقى لديه كل الأدوات العلمية و الموضوعية لدراسته دون التطرّق للجانب الفقهي ، لأن لها أهلها.
• ما سر ميلك لفن الاركسترا؟
- نشأت في بيئة تقليدية «قصبة و بندير» (يضحك) و أول مرة اكتشفت فيه أركسترا كان عمري 20سنة، ترك فيا أثرا كبيرا و قررت منذ ذلك الوقت أن أكون مؤلف موسيقي للاركسترا، لما وجدت فيه من ألوان و سحر و أساليب فنية رائعة، و التنوّع الكبير في التشكيلة و الآلات الموسيقية التي لها أصول عربية و أندلسية كاليراعة»كلارينات»و الربابة و النقرات..و غيرها و هو ما أفعله شخصيا من خلال حرصي على استعمال المقامات و النغمات العربية و الجزائرية في الأركسترا الغربية، التي اعتبرها كلوح ألوان يختلف استعماله أو نتائج الألوان المأخوذة منه من رسام إلى آخر و حتى عند الرسام نفسه، الذي قد يبدع به أعمالا جسدها في بلد غربي ليس كتلك التي جسدها في بلد عربي مثلما هي أعمال نصر الدين دينيه الذي تختلف أعماله التي رسمها بفرنسا كثيرا عن تلك التي حققها في مدينة بوسعادة الجزائر رغم أن اللوح نفسه و الألوان أيضا هكذا أرى الاركسترا.
• أصبحنا نسمع عن الكثير من الباحثين الجزائريين في مجال الموسيقى بالخارج، فإلى أي مدى أسهموا في رأيك في إثراء المكتبة العلمية الجزائرية؟
-في الواقع البحث الجاد في المجال الموسيقي ببلادنا لا زال في بدايته و لم نحقق بعد مكتبة كبيرة، لكن هناك خطوات جادة و ثمة مساعي في مجال كتابة الموسيقى الجزائرية، و هناك رسائل دكتوراه مهمة في هذا المجال و نذكر منها رسالة عن طبع «الياياي» للباحث عبد الحميد بن يوسف التي يعود تاريخها إلى سنة 1984و التي قدمها بجامعة ميونيخ و هناك ماية سعيداني التي قدمت بحثا عن المالوف بجامعة السوربون و رسالة فتحي صالح بجامعة إسبانيا..و اليوم يوجد الكثير من الباحثين الشباب المهتمين بتراثنا المحلي.
• فهل يوجد تعاون بين الباحثين و الموسيقيين عندنا؟
-لا زال هناك شرخا كبيرا بهذا الخصوص، رغم وجود الكثير من المساعي في مجال البحث و تنظيم الملتقيات العلمية في هذا المجال، لكن لابد من تبسيط هذه الأبحاث أو بما يمكننا أن نسميه دمقرطة الأبحاث العلمية و نقلها إلى رفوف المكتبات و جعلها في متناول المهتمين.
• هل المساعي التي تقوم بها بعض الجهات المهتمة بتدوين النوبات و كذا الطبوع التراثية التي يخشى عليها من الاندثار قادرة على إعادة بعثها أم أنها ستساهم في جعلها أكثـر جمودا، و قد يرقد أثرها في ثنايا الكتب؟
- يمكن للتسجيل السمعي و المرئي أن يعوض التلقين الشفوي المباشر تعويض الشيخ و الجمعية، لكن الكتابة الموسيقية دون تسجيل فلا..فالتدوين مفيد للتحليل و لفهم ما يوجد، لكن التقليد و النقل فله حياة عضوية تقتضي تطوّره و تطّوّره مع الوقت و إلا أصبح جامدا و بات صالح للمتاحف، فمهمة الباحث ليس الحفاظ على التقليد بل مهمته المراقبة و أن يكون لسان حال لحظة معيّنة و كذا التعريف بالتراث التقليدي و دراسته بعمق و يمكن إلهام الآخر باستعمالها.. و نحن بالجزائر لحسن الحظ لا زالت تقاليدنا الموسيقية حية لأنها مرتبطة بالحياة و الوظائف الاجتماعية التي لا زالت محفوظة..و الموسيقى حية و لا يخشى عليها، حتى و إن كانوا في السابق لا يثقون في الكتابة الموسيقية لأنه في غياب التسجيل يمكن قراءة النوطات خطأ و بالتالي تشويه أو تغيير اللحن، كما كان هناك من يقول بأن موسيقانا لا تكتب لأنها تفقد بذلك روحها، و ثمة من يقول أنها بدائية و فيها الكثير من الأخطاء لكن اليوم بات كل لحن موثق تسجيلا و كتابة.
مريم/ب
المايسترو و الباحث سليم دادا للنصر
- التفاصيل
-
المعمارية والمؤرخة سامية هني في حوار للنصر: المعمار الكولونيالي ليس مكسباً و فرنسا فجرت العائلة الجزائرية بمنازل ضيقة
* فرنسا أرادت تقسيم الجزائر مثلما فعلت إسرائيل بالفلسطينيينتكشف المؤرخة و المعمارية الجزائرية...
نائب رئيس الكنفدرالية الجزائرية لأرباب العمل نذير بوعباس للنصر
نقترح إنشــاء مناطق فلاحيّــة نموذجيــة وشبّــاك موّحد للمتعاملين أكد نائب رئيس الكنفدرالية الجزائرية لأرباب العمل نذير بوعباس في حوار للنصر بأن تشجيع...
الخبير الطاقوي الدكتور مهماه بوزيان للنصر
أسعار النفط ستبلغ 65 دولارا للبرميل هذا العام• ارتفاع الأسعار يجعلنا نفكر بأسلوب منهجي بعيدا عن الضغوطات • علينا الاستمرار في خفض فاتورة الواردات و تفعيل...
الخبير الأمني و المراقب في بعثة الأمم المتحدة أحمد كروش للنصر: أعداء الجزائر يراهنون على ضرب الجبهة الداخلية بالإشاعات والدعاية
أكد الخبير الأمني و المراقب الدولي السابق في بعثة الأمم المتحدة للسلام، أحمد كروش ، أمس، أن أعداء الجزائر...
الباحث أسامة مطاطلة من جامعة بريستول البريطانية يؤكد للنصر
التفاعل الإنساني الحاسوبي مجال شبه منعدم في المؤسسات الجامعية الجزائريةيُعرفنا الدكتور أسامة مطاطلة، الباحث الجزائري بجامعة بريستول في المملكة المتحدة، في هذا...
لاعب الترجي التونسي عبد الرحمان مزيان للنصر
- عدل ومساواة - بلماضي يبقيان الأبواب مفتوحة أمام المجتهدينيرفض اللاعب عبد الرحمان مزيان، الاستسلام في سبيل العودة إلى صفوف المنتخب الوطني، وقال اللاعب...
عضو اللجنة الطبية الفيدرالية كمال تواتي للنصـر
تعديل البروتوكول الصحي لا يعني التساهل في الإجراءات الوقائيةاعتبر عضو اللجنة الطبية الفيدرالية التابعة لاتحادية كرة القدم الدكتور كمال تواتي، القرار الذي اتخذته وزارة...
مدرب المنتخب الوطني للملاكمة رجال أحمد دين للنصر
نملك جيلا مميزا ولن نعود خائبين من اليابانيراهن مدرب المنتخب الوطني للملاكمة أحمد دين على دورة الألعاب العربية بالكويت، لتحسين أداء وجاهزية أشباله، تحسبا لدورة باريس...
3 أسئلة لجمال بن زيادي رئيس حزب الحرية و العدالة بالنيابة
الانتخــابـاتُ القادمــــة هـــي التــــي تبني مؤسَّسات شرعية وتُعيد الثقةيؤكد جمال بن زيادي، رئيس حزب الحرية و العدالة بالنيابة أن الجزائر تمر بأكبر مرحلة حساسة منذ الاستقلال لوجود...
نائب رئيس حركة البناء الوطني أحمد الدان للنصر: التطبيع مع الكيان الإسرائيلي تعبير عن الضعف
• تقوية الجبهة الداخلية تتم بقانون انتخابات يضمن الشفافيةأكد نائب رئيس حركة البناء الوطني أحمد...
الصحفية الجزائرية بتلفزيون «العربي» آمال عراب للنصر
الاستخدام الصحيح و الأنيق للعربية يحرّرها من شبهة التطرّفترى الصحفية الجزائرية بتلفزيون "العربي" و صاحبة فيديوهات اللغة العربية الشهيرة على مواقع التواصل الاجتماعي،...
الممثل مبروك فروجي للنصر
أنا ابن المسرح و ظهوري في التلفزيون يتوقف على نوعية العروض* لا حديث عن صناعة السينما في الجزائر في ظل غياب دور العرضاعتبر الممثل مبروك فروجي السينما الجزائرية...
الباحثة الحاصلة على منحة الجمعية الأمريكية للسرطان، الدكتورة كريمة آيت عيسى للنصر: أطمح لنقل معارفي لبلادي و هذه رسالتي للباحثات الجزائريات
أثارت الباحثة الجزائرية المختصة في مجال البيولوجيا، الدكتورة كريمة آيت عيسى، اهتمام الرأي العام...
البـاحث عبـد الرحمـان بوثلجــة للنصــر
إنجاح التعليم عن بعد يتطلب التكوين في التكنولوجيات الحديثة يرى الأستاذ الباحث عبد الرحمان بوثلجة، أن إنجاح التعليم عن بعد و تعميم الرقمنة في الجامعات و تطوير الاقتصاد...
عالم البيوتكنولوجيا البروفيسور أحمد شنة في حوار للنصر: تطعيم كورونا قد يغطي العالم في 2022 وأعراض لقاح فايزر غير مقلقة
يرى البروفيسور أحمد شنة، الباحث بشركة «مونوغرام ساينسيز» المتخصصة في اختبارات الأمراض المعدية...
الممثل و مقدّم البرامج جواد زهر الدين للنصر
الجائحة صفعة أيقظتني من سبات عميق* أحضّر لإطلاق مشروع إعلامي خاص على الويب أرجع الممثل جواد زهر الدين سبب توقفه عن تقديم برنامج «كوفي تايم» عبر قناة تلفزيونية خاصة،...
البروفيسور عمر بودهان رئيس مصلحة الإنعاش الطبي بمستشفى قسنطينة: المواطن مخير بين الكمامة و قناع الأوكسيجين
* توصيل الجسم بالأجهزة دون استشارة طبية لا يعالج مشكل التنفس حذر البروفيسور عمر بودهان، رئيس مصلحة الإنعاش...
باحثة في علم الأدوية بالكلية الملكية البريطانية للنصر: الحديــث عـن مخاطـــر لقاحـــات كورونــا سابق لأوانـه
ترى الدكتورة ميس عبسي، الأكاديمية و الباحثة السورية في علم الأدوية بالكلية الملكية البريطانية في لندن، بأنه لا يوجد...
<< < 1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 > >> (11)