الدراما السورية بعد الأزمة تجاوزت حدود الحشمة
اعتبرت الممثلة فاديا خطاب أن الجزائر لم تقصّر في دعم السوريين على مختلف المستويات ،مضيفة بأن تكريمها للفن السوري في مهرجان الفيلم المتوّج، أكبر دليل على ذلك، كما تحدثت في حوار للنصر، عن تأثر الإنتاج السينمائي و الدرامي السوري بالأزمة التي تمر بها سوريا منذ فترة، مشيرة إلى بعض المواقف المؤثرة التي عاشتها في السنوات الأخيرة.
الفنانة قالت في حوار خصت به النصر على هامش الأيام السينمائية للفيلم العربي المتوّج، بأن بعض أعمال الدراما السورية تجاوزت حدود الحشمة، مؤكدة بأنها ضد الإباحية التي لا تخدم في رأيها لا الفن و لا المجتمع.
النصر: بدوت متأثرة خلال حفل الافتتاح و تمنيت أن تكون اللمة وطنية و سياسية و ليست فقط سينمائية، فماذا قصدت باللمة السياسية؟
- فاديا خطاب: تمنيت كما يتمنى كل مواطن تعاني بلاده من التدمير أن تكون هناك هبة لدعمها سياسيا و نضاليا، و الجزائر لم تقصّر في هذا الجانب، و تكريمها للدراما و الفن السوري دليل على مساندتها الدائمة للشعوب التي تمر بمحن مهما كان نوعها.
إلى أي مدى تأثر الإنتاج الدرامي بالأزمة السورية؟
- لم تؤثر الأحداث في ثقة المبدعين في أنفسهم و لا إيمانهم برسالتهم و لو اهتزت الدراما  السورية قليلا، غير أنها لم  تأفل و الدليل عدد المسلسلات المجسدة في السنة الأخيرة و التي تجاوزت الأربعين عملا اعتبرها شخصيا ناجحة لأنها صمدت رغم الحالة النفسية التي مر بها الجميع، فليس من السهل سماع صوت الدمار و القصف و أخبار الموت و الاغتيالات و مواصلة العمل كما لو لم يحدث شيئ.
لكن الكثير من المخرجين اضطروا إلى تصوير أفلامهم خارج سوريا...
-السينمائيون من مخرجين و منتجين و ممثلين تأثروا في البداية، و ساهم ذلك في تراجع الإنتاج و أنا شخصيا كنت بأماكن تصوير، أين شعرنا بمرور القذائف بقربنا و انتابنا خوف شديد لكننا واصلنا عملنا، و اليوم يمكن القول أننا تعوّدنا أو بالأحرى اقتنعنا بأن الحياة لابد أن تستمر، و تعايشنا مع الوضع لأننا مؤمنين بأنه لن يصيبنا إلا ما قدّر الله لنا، و ليس كل المخرجين أو المنتجين اختاروا تصوير أعمالهم خارج سوريا بل هناك من يعمل حاليا بكل صمود.
صراحة ألم تفكري في مغادرة سوريا لإتمام مشوارك الفني الـثـري؟
- لم أفكر و لن أفكر في ذلك، و مثلما عشت في سوريا في عز رخائها و أمنها سأبقى فيها و هي تعاني المحن و المآسي، حتى و إن كنا نعيش خوفا أعتبره طبيعيا و أشك في كل شخص غريب قد يقف أمامي خشية أن يغدر بي و يغتالني.
عرفت الدراما السورية سابقا اهتماما من قبل شركات الإنتاج العربية، فهل لا زالت كذلك اليوم؟
- هناك تراجع من حيث التمويل العربي، لكن الدراما السورية لم تتوّقف حتى بالتمويل البسيط الذي يوّفره بالكاد بعض الصامدين و المثابرين لأجل استمرار الفن و الثقافة ببلادنا.
ما رأيك في ما يقدم من أعمال جديدة عن سوريا؟
- عندما تنتهي الأزمة و النصر قريب إن شاء الله سترون هول ما عاشته سوريا و ما قدم مؤخرا لا يعكس إلا جزء قليل، و أنا لو كنت مكان المنتجين و المخرجين ما كنت تسرّعت لنقل صور لا تزال غير واضحة الأبعاد في رأيي.
  هل لا زال للفن كلمة على السياسيين في داخل و خارج الوطن من وجهة نظرك؟
- طبعا فالفنان له قوة و قدرة كبيرة على التأثير، فأنا عندما أقف و أقول بأنني لن أغادر وطني فإن هذه الرسالة قد تؤثر على الكثيرين و كل فنان له معجبين و محبين يستمدون منه طاقة إيجابية يتمكنون من خلالها من الصمود في وجه كل من يريد الشر لوطنه أو لمجتمعه.
مدى تأثر الدراما السورية بالتركية؟
- أنا ضد الإباحية و أرفض ما ظهرت عليه بعض المسلسلات بعد الأزمة،لأن الدراما السورية كانت دائما تحترم المجتمع و العائلة التي كان جميع أفرادها في السابق  يمكنهم متابعة فيلم واحد دون اشمئزاز حتى لو كان الموقف حميمي، لكن ما يعرض اليوم خرج عن تقاليد الدراما الاجتماعية هذا على الأقل رأيي أنا فادية الخطاب التي تراعي كثيرا الحشمة.
 هل قناعتك هذه زادت بعد أدائك لشعائر الحج؟
- هذه قناعتي منذ الصغر و حتى قبل تأدية الحج، لكن ما غيّرني فعلا هي الحياة التي علمتني الكثير من الأمور، يمكن أن أقول أنها إعادة حسابات لما عشته و وقفت عليه من قبل، بعد أن أدركت بأن الحياة لا تحتاج لكل هذا الركض، كما أصبحت أكثر استيعابا و تفهما لغيري.
ماذا عن خطاب الممثلة بعد الحج، هل فيه تغيير و إعادة نظر في الأدوار التي ستقدمينها مستقبلا ؟
- انتقائي للأدوار كان منذ بداياتي، لقد رفضت الكثير من الأدوار غير المحتشمة أو الإباحية و التي تكون فيها قبلات مثلا، و الكثيرون يعرفون ذلك، فأنا لا أناقش ذلك حتى لو دفعوا لي ملايين الدولارات.
أي الأدوار التي لم تجسدها بعد فاديا الخطاب و لا زالت تحلم بتقمصها؟
- كل الأدوار التي لم تطرح بعد، وقد أكون رئيسة وزراء أو أم لفتاة تعرضت إلى الاغتصاب مثلما يبيّنه الواقع الأليم لهذه الأزمة.
أهم المواقف المؤثرة التي عشتها خلال الأزمة؟
- الكثير من المواقف، كل أخبار الوفاة و الاغتيالات أثرت في، لقد فقدت الكثير من الأحبة منهم ابن أختي.             

م/ب

الرجوع إلى الأعلى