الإعلام و شبكات التواصل ساهما في الترويج للأندلسي

أحيت مطربة الأندلسي مريم بن علال مساء الأربعاء الماضي حفلا فنيا ساهرا خيريا لصالح أطفال التوحد، بقصر الثقافة عبد الكريم دالي بتلمسان، كانت التجربة الثانية لبن علال في إحياء الحفلات الخيرية و مساعدة المرضى خاصة مرضى التوحد، كما كانت فرصة للقائها بالمطرب حميدو الذي شاركها الحفل و الجمهور الذي جاء من عدة مناطق من الوطن، للوقوف عند هذا الحدث الذي سبق للنصر نشر خبر عنه، أجرينا هذا الحوار مع مريم بن علال.
. النصر: كيف كان انطباعك عندما قمت بإحياء حفل في نهاية الأسبوع لفائدة مرضى التوحد؟
مريم بن علال:  تفاجأت مساء الأربعاء الماضي بالجمهور الغفير الذي غصت به قاعة قصر الثقافة عبد الكريم دالي بتلمسان والذي جاء من مختلف ولايات الوطن للمشاركة في الحفل الخيري لصالح أطفال التوحد، أما عن مستوى التنظيم فكان أحسن من الطبعة الأولى التي كانت سنة 2014، لقد حاولنا تدارك كل النقائص وأكيد أن الطبعات القادمة ستكون أحسن.
. خارج هذه العملية لمساعدة أطفال التوحد، هل سبق وأن قدمت حفلات خيرية ؟
- في الحقيقة لم أشارك في حفلات خيرية قبلها، بدايتي كانت في 2013 عندما التقيت بأهالي مرضى التوحد و لمست معاناتهم رفقة أطفالهم نظرا لانعدام المساعدات للتكفل بهم،تأثرت كثيرا بالوضع و فكرت في طريقة لمساعدتهم وكانت بتنظيم أول طبعة "أعمل الخير وأنساه" سنة 2014 و كانت ناجحة لأن المحسنين استجابوا وتبرعوا للجمعية التي أصبحت عضوا فيها، و أنشأنا مقرا نلتقي فيه ونقدم الخدمات لهذه الفئة من الأطفال، وسنوسع الخدمات بفضل تبرعات المحسنين في الحفل الأخير، وهذا العمل فتح شهيتي للمشاركة بحفلات في أي عمل خيري من هذا النوع.
. مريم بن علال بدأت الغناء في سن مبكر، أظن كان عمرك  10سنوات، كيف كانت أولى خطواتك و لماذا اخترت الأندلسي؟
- بدايتي مع الفن كانت سنة 1998 . كان  عمري 10 سنوات عندما التحقت بجمعية "أوتار تلمسان" الأندلسية، تعلمت فيها الكثير و اكتسبت خبرة في هذا الفن، مما سمح لي بعد أربعة سنوات بالغناء المنفرد و خوض مساري الفني، حيث أصدرت أول ألبوم سنة 2002 و آخر في 2008 وكذا ألبوم سنة 2011، إلى جانب مشاركاتي في حفلات ومناسبات متعددة ساعدتني في  إثراء تجربتي الفنية. ولوجي عالم الغناء لم يكن بالصدفة لأنني أنحدر من عائلة عاشقة للموسيقى الأندلسية و منذ صغري وأنا أتشبع بهذا التراث الذي قررت أن آخذ على عاتقي مهمة المساهمة في الحفاظ عليه وتطويره.
. هل تعزفين على آلة موسيقية مثل مطربي الأندلسي؟
- داعبت آلة المندولين لسنوات، لكن منذ بدأت الغناء المنفرد، قررت أن أركز على الأداء الصوتي و ألا أشاركه العزف على آلة موسيقية، هذا اختياري.
. كيف شجعك والداك على الفن و كيف يشجعك اليوم زوجك؟
- تشجيع والداي لي لأواصل مشواري الفني لا يزال قائما لغاية اليوم، هما اللذان اكتشفا موهبتي منذ الصغر وشجعاني على خوض التجربة وبالمقابل وقفا إلى جانبي من أجل إنهاء دراستي في الهندسة المعمارية، أما بيني و بين زوجي فهناك تجربة حياتية ممزوجة بالفن، فهو أيضا فنان موسيقي نتعاون في ما بيننا في الأعمال الفنية كل واحد حسب خبرته وتجربته وميدانه وقد تم تتويج هذه الشراكة بإنشاء أستوديو لتسجيل الأغاني خاص بنا.
. الفن الأندلسي استرجع في الآونة الأخيرة مكانته لدى الجمهور والدليل هو التسابق لحضور الحفلات، لماذا كان هذا الفن غائبا عن الجمهور حسب رأيك؟
- لا أعتقد أن الفن الأندلسي كان غائبا عن الجمهور، فهو كان و لا يزال موجودا والدليل هو أن هناك جيل جديد من المطربين والموسيقيين في هذا الفن الذي يتواصل عبر الأجيال ولا يزال يحافظ على هويته، الفرق فقط هو أن في الآونة الأخيرة ساهم الانفتاح الإعلامي على هذا الفن في إبرازه و انتشاره أكثر فأكثر، كما أن شبكات التواصل الاجتماعي ساهمت في التعريف بالجمعيات الأندلسية وبإنتاجها وجلبت جمهورا كبيرا لهذا الفن، مما جعله يظهر في الساحة الفنية الجزائرية و حتى في الخارج بقوة.
. هل لديك إنتاج جديد وهل تصطدمين بمشكل التوزيع؟
- قبل شهر رمضان سأطرح خامس ألبوماتي للسوق، لكنني  لن أكشف عن تفاصيله حاليا، و مثل كل الفنانين في الجزائر مشكل التوزيع و الترويج للألبومات يطرح دائما مع المنتجين، وهذا ما دفعني أنا وزوجي، مثلما سبق وأن ذكرت، لإنشاء دار إنتاج اسمها "فقط الجديد" لضمان أحسن توزيع وتسويق لألبوماتي ولكل الألبومات التي ننتجها.
. مع من تتعاملين في كتابة الكلمات و الألحان؟
- في ألبوماتي السابقة قمت بالتنقيب عن قصائد قديمة لم تكن معروفة وغنيتها والبعض منها أعدت أداءها، الآن في الألبوم الذي سيصدر قريبا كتبت أنا الكلمات و قمت بالتلحين.
. غنيت مع حميدو في الحفلة الخيرية، هل فكرت في أداء أغنية ثنائية معه أو مع مطرب آخر؟
- كان شرف كبير لي عندما أديت رفقة الفنان حميدو أغنية مشتركة "أعمل الخير وأنساه" خلال الحفل الخيري، و سبق لي وأن أديت أغنية ثنائية مع مطرب الأندلسي نور الدين سعودي عنوانها "الحرم يا رسول الله"، كما أديت مع الشاب أنور أغان من الطابع المغربي وأتمنى أن أغني مع أصوات فنية أخرى مستقبلا.
. كيف تستطيعين التوفيق بين الفن و الحياة الأسرية؟
- أنا أؤمن بأن من يحب شيئا فسينظم حياته و يضبطها لتتوافق مع رغباته و طموحاته، هذا ما أعيشه، أحب الفن الأندلسي وأحاول الاجتهاد أكثر فيه والبروز به، و أحب حياتي الأسرية و أكرس وقتي لزوجي و أبنائي الثلاثة. يجب الاعتراف أن محيطي العائلي و الأسري ساعداني كثيرا للتوفيق بين الفن و حياتي الخاصة.
. هل لديك مشاريع هذا الصيف؟
- في البداية سأعمل على الترويج أكثر لألبومي الجديد الذي أعتبره مفاجأة للجمهور، بالإضافة لإحياء بعض الحفلات المبرمجة وكذا التفرغ لكتابة كلمات أغان جديدة.
هوارية ب

الرجوع إلى الأعلى