غياب فرق نسائية يهدّد فن البنوتات بالإنقراض
يتجه فن البنوتات نحو الإنقراض والزوال في ظل غياب فرق نسائية مهيئة لاستلام المشعل ، حسب الفنانة فلة الفرقاني ، عميدة أغنية البنوتات ، الذي يعد اختصاصا وحكرا على عائلة الفرقاني بعد أن ورثته عن عمتها زهور وقبلها زلوخة الفرقاني . فلة تأمل في فتح باب التكوين أمام المواهب خارج العائلة ، وذلك بفتح مدرسة تختص في هذا الفن ، حفاظا على تنوع النغمة الأندلسية ، الذي تتميز به قسنطينة على غيرها من الحواضر التي حلت بها ذات النغمة حينما وفدت من أندلسيا.
فلة قالت للنصر أنها تضع نفسها ووقتها من أجل تكوين أصوات نسائية ممن تتوفر فيهن الموهبة ، على أن يكون مكان التكوين يعكس أجواء عادات وتقاليد قسنطينية ، وفي الأجواء النسوية التي تؤدى فيها أغنية البنوتات ، التي تأمل أن يطبع تراثها وأغانيها في أقراص مضغوطة ، للتعريف به لدى وفود الضيوف الذين سيهلون على مدينة الصخر العتيق الشهر القادم ، وذلك بتوزيعه عليهم ، وهي التفاتة من شأنها إعادة بعث الحياة من جديد في ذات النغمة النسوية الفريدة المهددة بالإنقراض.
محدثتنا أضافت أن فرق كثيرة تنتمي للفن الأندلسي ، أصبحت لا تفرق بين مناسبات أداء طبوعه ، فالهدوة التي أصبحت تزف بها العروس هي في الأصل ، كانت خاصة بالحجاج ، وتؤدى مدائحها على إيقاع الطبول وتيقة والزرنة والناغرات ، دون دربوكة ولا بندير ، بينما العروس تخرج من بيت أهلها ، وتزف إلى بيت زوجها على أنغام الفقيرات والبنوتات الذي يعد اختصاصا نسائيا ، والذي ما زالت تؤديه فلة على أصوله كما ورثته دون دمج آلات أخرى ، وفي جو عائلي ، ففرقتها تتكون من أفراد أسرتها جراء الموهبة التي تتميز بها عائلة الفرقاني ، التي يسري الهوى الفن في عروقها ، وهذا ما جعلها تورثه للأحفاد بنقل الرسالة بين الأجيال.
فلة الفرقاني تقول أن فرص الطلب على خدماتها جد محدودة رسميا ، على الرغم من أنها الأقدم والأعرق في الأصوات النسائية والوحيدة حاليا التي تؤدي وتختص في فن متميز لا يؤديه غيرها ، ممثلا في البنوتات الذي يعد أحد شعب الفن الاندلسي القادم من مدرسة اشبيليا في قسنطينة ، الذي يضاف إليه المالوف والفقيرات واللذان لهما فرق كثيرة ، بينما البنوتات اختصاص فلة وحدها في المدينة ، وهذا ما يجعلها تدق ناقوس الخطر ، من أجل فتح مجال توريثه ، خارج دائرة عائلة الاختصاص ، حفاظا عليه من الانقراض ، جراء الظروف التي قد تمنع فتيات من داخل العائلة الفنية من الظهور مجددا على درب زلوخة وزهور وفلة ، لذا فإعادة التعريف به ونشره يصبح أكثر من ضرورة  بل واجب على القائمين على الثقافة في قسنطينة وهي تتوج عاصمة للثقافة العربية تقول عميدة الاصوات النسوية في مدينة الصخر العتيق.         
ص.رضوان

الرجوع إلى الأعلى