لا أقبل بمناصب المسؤولية بسبب صراحتي و تعلمــت فنــون  الطبخ من جــدتي

قال المنشط الديناميكي و الأكثر شهرة في الجزائر و صاحب البرامج الإذاعية الأكثر متابعة على القناة الثالثة مهدي أجاوت بأنه سينزل ضيفا على قسنطينة في شهر أوت لتسجيل عدد خاص من برنامجه المعروف «ياداس» الذي سيعود في ثوب جديد حسبه.صاحب برنامج»ناس ناس» و «بوبشير» الذي تحدث عن تجربته في مجال التنشيط الإذاعي و التلفزيوني أسر للنصر أيضا سبب تخليه عن تنشيط برامج الطبخ و عن سر خبرته الكبيرة في هذا المجال، كما تحدث عن يومياته في رمضان و عن زواجه و أمور أخرى تطالعونها في هذا الحوار.
حاورته :  مريم بحشاشي
النصر: أطلقت حصة إذاعية جديدة في رمضان هلا حدثتنا عن ذلك؟
- مهدي أجاوت:عوضنا برنامج «ياداس» ببرنامج جديد يتناسب و الشهر الكريم يحمل عنوان «زقزاق» و الذي حافظت فيه على نفس روح الحصة الأولى و طرافتها، كما أردت العودة من خلاله أو استعادة النكت القديمة مع المستمعين و ذلك بين الساعة الخامسة و السابعة، نستغل الساعة الثانية فيه لبيع بعض الأغراض الخاصة «راني حاط طابلة في لاشان تروا»(يضحك)، صراحة هو عمل خيري كالعادة نريد من خلاله تشجيع الناس على المشاركة في مثل هذه النشاطات و لو بشيء بسيط، و فكرتنا لا تخلو من الطرافة حيث نطلب من المستمعين الذين يريدون شراء ما نعرضه عليهم من أطباق يساهم في إعدادها زملاء  و منشطون  أو أي شيء يملكونه، المقايضة بلعبة للأطفال، و قد لاقت الحصة تجاوبا كبيرا و جمعنا عددا هائلا من اللعب المتميّزة و الجميلة و التي سنقوم بتوزيعها على الأطفال المرضى بالمستشفيات في عيد الفطر.
لقب شاف أصبح يطلق على من هب ودب
و كيف يفعل المشاركون من خارج العاصمة؟
- نستحلفهم بمنح ألعابهم القديمة و العزيزة على قلوبهم لأي طفل محتاج أو مريض بالمستشفى الموجود بمنطقتهم، حتى تشمل المبادرة جميع مناطق الوطن و ليس فقط العاصمة و ضواحيها و مع هذا تلقينا لعبا من مواطنين من عدة ولايات من بينها قسنطينة و سكيكدة، كما تلقينا لعبا عزيزة على قلوب أصحابها منهم من احتفظ بها منذ طفولته و يزيد عمرها عن الستين سنة و هناك شيخ في الثمانين من العمر أحضر لنا لعبا قديمة لكنها في حالة جيّدة، صراحة تأثرت لمبادرته.
حصصك تحمل أفكارا متميّزة، وغريبة ألا تخشى المغامرة؟
-ليس من السهل إيجاد أفكار جديدة، كما أن أمر تجسيدها بمثابة رهان و تحدي غالبا ما أرفعه و يتخوّف منه المسؤولون بالقناة، لكن ثقتهم في ساعدتني على تحقيق أغلب أفكاري و الحمد لله لم أخيّب ظنهم، فكل البرامج المقترحة نالت حظها من النجاح و حققت نسب استماع و متابعة عالية و أحيانا قياسية و هو ما يحفزني على التجديد و البحث عما هو أكثر تميّزا.
أحمل دكتوراه درجة أولى في تخصص إلكترونيك و روبوتيك
و ماذا عن برنامجك التلفزيوني «فاملتنا» الذي عاد في رمضان؟
- قمنا بنفس المبادرة مع العائلات المشاركة، حيث طلبنا منهم إحضار لعب بدل إحضار شيء تتميّز به المنطقة التي يعيشون بها كما جرت العادة.
ألم تفكر في تأسيس جمعية خيرية؟
في الواقع ليس لدي الوقت للانخراط في أي جمعية كانت و لا حتى تأسيس جمعية و إن كنت لا أترّدد أبدا في تلبية طلب مساعدة أو تطوّع لفائدة أي جمعية تتصل بي، فعملي الإذاعي و التلفزيوني يشغل كل وقتي، و أخشى أن لا أكون قدر مسؤولية تسيير جمعية لأن النشاط الجمعوي صعب و التزام و يتطلب جهدا كبيرا.
نشطت العديد من الحصص الإذاعية فأي حصة حققت أكبر نسبة متابعة؟
- صراحة ليس لدي أرقاما محددة، لكن كل برامجي سواء «بوبشير»، «ناس ناس» و غيرها كانت ضمن البرامج الأكثر متابعة في القناة، و ما يمكنني تأكيده هو أنني أتحدث مع ما يزيد عن 1200مستمع في السنة و إذا قمت بعملية حسابية لمجمل الحوارات المباشرة على مدى 21سنة مدة احترافي التنشيط الإذاعي، فإن الرقم سيفوق ال21ألف حوار مباشر.
و ماذا عن «ياداس» هل تم إيقاف البرنامج نهائيا؟
- منحناه عطلة، و سيعود في شهر أوت في ثوب جديد، حيث سنقوم بتسجيل  عددين أو ثلاثة مع الجمهور بكل من ولايتي قسنطينة و وهران.
يبدو أن الدخول الاجتماعي يبدأ عند مهدي قبل غيره؟
فعلا فأنا أول من يعود للعمل في شهر أوت و أول من يرتدي المئزر ويحمل المحفظة (يضحك).
رفضت عروض العديد من الفضائيات الخاصة
ألم تتلق عروض عمل مغرية بعد كل النجاح الذي حققته برامجك؟
- بلى تلقيت العديد من العروض مع فضائيات خاصة، لكنني رفضت لالتزامات مهنية مع القناة التي أعمل بها منذ 21سنة كاملة، كما أننا لم نصل بعد مرحلة فتح قنوات إذاعية ذات مستوى عالي يحفزك على المغامرة وتحقيق الطموح.
هل نفهم من كلامك بأنك لم تحقق بعد طموحك؟
 ـ  بل حققت أهم طموحاتي بالقناة الثالثة، لكنني لا زالت أطمح إلى ما هو أهم كتنشيط برامج دولية.
لماذا طلقت برامج الطبخ التي كنت فيها «شيفا»حقيقيا لسنوات طويلة فما سر خبرتك في هذا المجال؟
لا تحدثيني عن ذلك، أصبت بالتخمة لكثرة برامج الطبخ التي غزت القنوات التلفزيونية، فلقب شاف بات يطلق على كل من هب ودب، فمن غير المعقول أن يسمح كل من كسب كاميرا لنفسه دخول «الكوزينا» و إعداد برنامج في فن الطبخ، فعلا لا أريد أن أزعج المشاهد أكثر مما هو منزعج، و قد تلقيت عروضا مغرية في فضائيات متخصصة لتنشيط برامج مهمة لكنني رفضتها. أما عن سر خبرتي فالفضل يعود لجدتي ذات الأصول الاسبانية و التي كانت تجيد فن الطبخ بمهارة عالية ولديها خبرة واطلاع على وصفات البحر المتوّسط وقد تعلمت منها كل الأسرار والحيل وأصبحت بفضلها ماهر في إعداد الأطباق التقليدية والعصرية في آن واحد من فخذ الضفادع إلى «البوزلوف».
عرفنا الآن سر مهارتك في الطبخ لكن ممن توارثت خفة الظل؟
- صراحة لا أعرف، فأنا في الواقع خجول جدا و لم أكن أتحدث كثيرا، إلى غاية عملي بالقناة الثالثة، أين ازداد «لساني طولا» لكن قامتي بقيت كما هي قصيرة(يضحك).
أقيم في الجزائر وزوجتي في فرنسا بسبب منصبها الهام
ألم تفكر في إصدار كتاب عن أهم برامجك خاصة تلك التي ساهمت من خلالها في إثراء قاموس معاني الكلمات في اللهجة الجزائرية؟
- بلى لقد فكرت و بدأت العمل على المشروع، كما فكرت أيضا في استعمال تطبيق تكنولوجي حديث للحفاظ على نطق الكلمات كما هي في الواقع مثل تلك التي تتضمن حرف «ق» أو «تشا»، لكن العمل يتطلب وقتا لأنه يقوم على البحث و قد وصلت حتى الآن إلى جمع أكثر من 3آلاف كلمة بمعانيها باللغتين العربية و الفرنسية  أنا متأكد بأنها ستكون مرجعا مهما للباحثين، و هدفي الرئيسي هو الحفاظ على خصوصية اللهجة الجزائرية بالحفاظ على نطق حروفها حتى عند كتابتها.
في سياق الحديث عن البحث الأكاديمي، حدثنا عن تخصصك الدراسي؟
- تحصلت على بكالوريا رياضيات، و تابعت تخصص إلكترونيك و الروبوتيك بالجامعة، و لدي دكتوراه درجة أولى في ذات المجال.
و تخليت عن كل ذلك لأجل التنشيط الإذاعي؟
- لا، لا زلت اهتم بهذا المجال، لكن تعوّدي على مهنتي التي بدأتها و عمري لم يتجاوز السابعة عشر سنة و حققت مسارا مهنيا مشرفا في الإذاعة و التلفزيون جعلني أختارها على تخصصي الأول.
أحيانا تتجاوز تعاليقك الحدود، صراحة ألم تواجه مشاكل مع المستمعين؟
-أبدا الجميع يعرف طريقتي في المزح و تعوّدوا علي، وحتى اليوم لم أواجه أي مشكلة.
لا أقبل بمناصب المسؤولية بسبب صرامتي
لكننا نشعر أحيانا حتى و إن كان ذلك عبر الأثير بأنك منزعج و تبعث رسائل عتاب مشفرة أو انتقادات غير مباشرة؟
-بالفعل أنا لا أجيد إخفاء حزني أو غضبي، و كثيرا ما أعبّر عن ذلك على المباشر و أرمي سهامي على من أساءوا إلي، و غالبا ما تكون مشاكلي مهنية، وسرعان ما أتجاوزها، لأننا في القناة الثالثة كأسرة واحدة ننزعج من بعضنا بعض، لكن  لا مكان للخصام والحقد بيننا.
ماذا عن حياتك بعد الزواج؟
- لقد مر على زواجي سنتين، زوجتي تقيم بفرنسا و أنا بالجزائر، هي لديها منصب عمل مهم بفرنسا و أنا لم أستطع التخلي عن عملي بالجزائر، فاتفقنا على الالتقاء من حين إلى آخر، مرة في الجزائر و مرة بفرنسا وهكذا، و حقيقة الأمر راقني لأنني شخص صعب في الواقع، ولا أحب من يتحكم في، و هي إنسانة متفهمة وثقتنا  متبادلة.
قلت أنك شخص صعب، لكنك تبدو هادئا و مسالما؟
- المظاهر خداعة، في الواقع أنا شخص صارم و عنيد و لا أتنازل على حقي، كما أنني جدي في العمل و غير متسامح، لذا رفضت مناصب المسؤولية، لأنني أدرك جيّدا بأنني سأكسب أعداء بسبب صرامتي.
تحب الإكسسوارات ما سر الخاتم ذي الحجر الأسود الذي لا يفارق إصبعك و الأقراط في أذنك؟
- بالنسبة للخاتم فقد أهداني إياه شخص عزيز على قلبي منذ سنوات طويلة، كما أرتدي قرطا في أذني هذا كل ما لدي، فأنا فعلا أحب الإكسسوارات، لكن لا أبالغ في وضعها، فأنا لا أضع «الحروز» و لا التمائم.
أتحدث مع 1200 مستمع في السنة
ما رأيك في برامج رمضان و ما أهم البرامج التي تفضل متابعتها؟
- لفرط ما تجولت بين القنوات بحثا عن عمل شيّق، لم أتابع برنامجا بعينه، بل تهت بين بهرجة الألوان و الديكور، و فضلت الخلود إلى الراحة و النوم بدل السهر أمام التلفزيون، خاصة و أنني أستيقظ مبكرا، حوالي الساعة السادسة و النصف أو السابعة صباحا.
علاقتك بالأسواق الشعبية؟
-أحب كثيرا التسوّق و شراء الأعشاب العطرية، لأنني أهوى الطبخ و أكرس وقتي له كل يوم جمعة، لقد حضرت «بسطيلة» الجمعة الماضي، وسوف أحضر غدا «القطايف» بماء ورد و زهر مقطر جاءني خصيصا من قسنطينة.

الرجوع إلى الأعلى