شركات قطرية طلبت التعاقد معي و أحلم بإنشاء مدرسة للموضة بالجزائر
اختار المصمم الجزائري الواعد والطموح ريان أطلس جريدة النصر لتوجيه نداء إلى المسؤولين، متمنيا أن  يلتفتوا إلى طلبه، المتمثل في إنشاء مدرسة للموضة بالجزائر ، كما تحدث المتسابق الجزائري ، الذي صنع الحدث عبر برنامج «بروجكت ران واي»، عن تلقيه بعض العروض الخارجية المغرية، مؤكدا بأن تصاميمه نالت إعجاب مشاهير عرب وجزائريين.
حاوره: مروان. ب
-كيف اكتشفت موهبتك في فن التصميم؟
اكتشفت موهبتي عن طريق الرسم في البيت، قبل أن أقوم بتطويرها مع مرور الوقت، رغم الصعوبات التي واجهتها، بحكم انحداري من منطقة بشار، التي تخلو من مدارس الموضة والخياطة، لقد اخترت في بادئ الأمر العمل في مجال التصميم الداخلي للبيوت، لأقوم بعدها بفتح محل خاص بالخياطة سنة 2006، وشرعت في إطلاق بعض الأعمال عبر مختلف مواقع التواصل الاجتماعي، التي نجحت  بفضلها في إظهار موهبتي في فن التصميم، لم أكن أرغب في أن تبقى أعمالي منحصرة في بشار، ولذلك قررت التنقل بعدها إلى العاصمة بحثا عن فرص أكبر للعمل، وقدمت أول عرض خاص بي في 2010، غير أن الأمور لم تسر كما أريد، بالنظر إلى غياب ثقافة التصميم، ما جعلني أصل إلى قناعة مفادها الخروج من الجزائر، إذ توجهت إلى البلد الجار تونس، الذي عشت به قرابة أربع سنوات قمت خلالها بتطوير موهبتي أكثر، خاصة وأن الفرصة كانت سانحة من أجل الاحتكاك ببعض المصممين المتميزين، ما مكنني من الحصول على عرض مغر للمشاركة في مهرجان “الموضة” للبحر الأبيض المتوسط، وكنت الجزائري الوحيد الذي تشرف بالتواجد في تظاهرة بهذا الحجم.
اختياري للتراث الجزائري حال دون فوزي باللقب
-عملت لفترة بتونس هل ساعد ذلك على  تطوير موهبتك ؟
تونس تعد بلدا أكثر تطورا في عالم التصاميم والموضة، مقارنة بالجزائر التي لا تزال تفتقد لهذه الثقافة الفنية، لقد كان انتقالي إلى تونس مفيدا بالنسبة لي، كوني تلقيت العديد من عروض العمل هناك، حيث ساهمت في بعض الأفلام، من خلال تقديم بعض التصاميم الخاصة بي للممثلين، أو المشاركة في اختيار الألبسة لهم، بحكم أني مختص في المجال، ولدي دراية أكبر في توجيههم نحو الألبسة، التي تليق بالعروض التي يقدمونها، لقد أفادتي تلك التجربة كثيرا، وجعلتني أكسب بعض المال، الذي مكنني فيما بعد من فتح متجر ضخم في ولاية بشار، لقد كنت أفضل البقاء لفترة أطول بتونس، ولكن الأمور الأمنية جعلتني أعود إلى بلدي، الذي لم يعرف ما يسمى بالربيع العربي، كما كان الحال في تونس ومصر وبعض البلدان العربية الأخرى، لقد سخرت وقتي بعدها لإعداد بعض التصاميم، التي قمت بعرضها عبر الإنترنت، ما جعلني أتلقى العديد من العروض، خاصة من فرنسا، وبعض البلدان الأوربية المجاورة التي أعجبت بما أنتجه، وكانت ترغب في الظفر بتصاميمي، التي اعتبرت في تلك البلدان مميزة وعالمية، لقد نجحت في ظرف وجيز في الوصول إلى تحقيق البعض من أحلامي، خاصة وأنني شاركت في العديد من العروض والمهرجانات، إذ تواجدت بيوم الموضة في العاصمة و وهران وتلمسان، كما شاركت في ليلة الموضة بالعاصمة وفرنسا.
-لماذا كانت أعمالك مختلفة عن بقية الأعمال الجزائرية؟
أظهرت خلال الأعمال الأولى التي قدمتها أشياء جديدة ومتميزة، مقارنة بما هو مألوف في الجزائر، والمتمثل في الأزياء التقليدية التي تفتقد للمسة العالمية، لقد كنت أحرص دوما على إظهار الجديد بالجمع بين الأصالة والمعاصرة في التصاميم، التي كنت أقوم بإنجازها باستمرار، وكنت مركزا على أن أستوحي كافة أفكاري من الهندسة العالمية المنتشرة بقوة في بلدان الموضة، على غرار باريس ونيويورك، وهي الأمور التي لاقت إعجاب المختصين، ما جعلني أتلقى اتصالا هاتفيا من قناة “آم.بي.سي”، التي كانت تبحث عن مصممين متميزين في الوطن العربي، من أجل إطلاق برنامج جديد ومختلف يخص عالم الموضة، لقد أعجبني العرض، وقررت المشاركة في “بروجكت ران واي”، من خلال التوقيع على عقد مع مؤسسة “أم.بي.سي”، التي اشترطت علي عدم الحديث عن أعمالي إلى غاية عرضها عبر شاشة التلفزيون، لقد انتظرت لثمانية أشهر كاملة، قبل أن أظهر كمشارك في ذلك البرنامج، الذي لاقى إعجاب الناس، وجعل الجمهور الجزائري يكتشفني كمصمم مبدع، بإمكانه أن يكون أحسن سفير للجزائر في هذا المجال المتميز والمختلف عن بقية المجالات الأخرى، بالنظر إلى صعوبته، واستحالته الصمود فيه في حال غياب الموهبة والإبداع.
هناك من حاول عرقلتي بحجة أن أبناء بشار لا يفقهون في الموضة
-كيف تقيّم تجربتك في برنامج “بروجكت ران واي” ؟
لقد كانت تجربة مفيدة بالنسبة لي، كونها مكنتني من الاحتكاك بمصممين كبار، في صورة المصمم اللبناني العالمي إيلي صعب، وعارضة الأزياء التونسية الإيطالية عفاف جنيفان، إلى جانب ضيفة البرنامج والعضوة الثالثة كارين روتفولد، لقد حاولت أن أستفيد قدر المستطاع من الأعضاء المشكلين للجنة التحكيم، والذين لم يبخلوا علينا بالنصائح طيلة عمر البرنامج، لم أكن أحلم بفرصة كهذه، خاصة وأنني تمكنت من الوقوف على إمكاناتي الحقيقية، والتي نجحت في تنميتها بشكل كبير، لقد كنت المترشح الوحيد، الذي لم يتخرج من المدارس ومعاهد التصميم، وكنت أحاول أن أعوض هذا النقص بالتركيز على موهبتي، التي أوصلتي إلى النهائي، متفوقا على كافة المتكونين، لم يكن أحد يؤمن بمقدرتي على النجاح وفرض نفسي في برنامج بهذا الحجم، والأكثر من ذلك، هناك من نصحني بالتوقف، بحجة أنني بعيد كل البعد عن عالم الموضة، بالنظر إلى انحداري من منطقة بشار، التي لا تملك أي صلة بهذه الأشياء، ولكن إصراري على النجاح جعلني أرد على كافة المشككين.
-من وجهة نظرك لماذا لم تفز باللقب  رغم بصمتك الخاصة؟
أود الحديث عن الصعوبات التي واجهتني طيلة الفترة الماضية، حيث لم يكن أحد يؤمن بموهبتي إلى غاية المشاركة في برنامج “بروجكت ران واي”، هذه هي مشكلتنا في الجزائر أن المواهب والطاقات تفتقد للدعم والمساندة، ما يجعلها تستسلم أو تقرر المغادرة نحو بلدان أخرى تمنحها الفرصة، لقد كان مروري في ذلك البرنامج إيجابيا، حيث أثبت للجميع بأن هناك مبدعين قادرين على تشريف الجزائر في الخارج، بدليل أني كنت قريبا من التتويج بذلك اللقب، لولا تركيزي على الأعمال التقليدية الجزائرية، التي كنت مقتنعا بأنها لن تمنحني المرتبة الأولى، على اعتبار أن لجنة التحكيم تميل أكثر للأعمال العالمية المستوحاة من كبرى بلدان الموضة، صدقوني لم أكن مهتما باعتلاء منصة التتويج، بقدر ما كنت أرغب في أن أكون أحسن سفير لبلدي الجزائر، الذي هو غني بالأزياء التراثية الجملية، التي هي بحاجة إلى إدخال أفكار جديدة عليها من أجل تقديمها في قالب مختلف، لقد كنت فخورا باللقب الذي أطلقه عليّ جمهوري، والمتمثل في “سفير الزي التقليدي” أكثر من افتخاري بالوصول إلى المرحلة الختامية من ذلك البرنامج الذي سأبقى ممتنا له، كونه أعطاني اسما في الجزائر وفي مختلف البلدان العربية الأخرى، التي تجاوبت مع أعمالي.
-البرنامج مكنك من الاحتكاك بنجوم كبار في عالم الفن، كيف كانوا ينظرون إلى تصاميمك؟
أولا كنت سعيدا بالمشاركة في ذلك البرنامج، الذي دعمت من خلاله السياحة و المنتوج الجزائري، وأقنعت الجميع بأن هناك مصممين متميزين في الجزائر، على عكس ما يشاع بأننا لا نمتلك أي ثقافة في هذا المجال، صدقوني لو حافظت على نفس الطريقة التي كنت أعمل بها قبل مشاركتي في “بروجكت ران واي” لنجحت في الظفر باللقب في آخر المطاف، والدليل الإعجاب الكبير، الذي كنت أحظى به من طرف ضيوف البرنامج، والبداية بفنانة  خليجية التي إختارت “عباية القفطان” كأحسن عرض وقررت ارتداءه ، وهو زي  اختير  فيما بعد كواجهة لمعرض”لها” بالخليج العربي، إذ عرضت علي العمل هناك، مع التمسك بالأعمال التقليدية، التي تحتاج إلى بعض العصرنة فقط.

لقب سفير الزي التقليدي أغلى عندي من التتويج
 دون نسيان الكلام الرائع الذي خصتني به الفنانة هيفاء الرائعة هيفاء وهبي، وكذلك زميلتها في المجال الغنائي نانسي عجرم، التي أعجبت بأفكاري الجديدة، ويكفيني فخرا الثناء المستمر، الذي كنت أتلقاه من طرف إيلي صعب، الذي توقع لي أن أكون مصمما عالميا في المستقبل، شأنه في ذلك شأن الجزائرية فريدة خلفة، التي نصحتني بعد البرنامج بالتركيز على أوروبا، كوني سأقتل موهبتي لو عدت إلى الجزائر.
-لماذا اختفيت بعد العودة إلى الجزائر ؟
عدت إلى الجزائر وكلي أمل أن أحظى بالدعم اللازم، كوني شرفت الجزائر في أحد أكبر البرامج العربية، ولكني صدمت بعد أول ظهور تلفزيوني لي، عبر إحدى القنوات الخاصة، حيث لم يمنحن مقدم الحصة الفرصة من أجل نقل انشغالاتي، ما جعلني أقرر مقاطعة الصحافة، قبل أن أفضل الحديث إليكم، بعد أن تعهدتم لي بنشر كل كلامي، لقد كنت بحاجة إلى مساندة الجميع، خاصة المسؤولين، الذين أطمح أن يستجيبوا إلى طلبي الصغير، والمتمثل في فتح مدرسة خاصة بالموضة، وفن التصميم، لا سيما وأننا نمتلك المواهب.
-من دعم ريان أطلس، وماهي مشاريعك المستقبلية ؟
تلقيت الدعم من بعض الفنانين الجزائريين، على غرار نجمة ستار أكاديمي سهيلة بن لشهب، التي كانت أول من اتصل بي، رفقة كل من بلال العربي، و”محمد بي ام دي” من فريق “ذا فايف”، ، وأمل رجاء المتواجدة في بريطانيا، وكلهم وعدوني بالعمل معي مستقبلا، دون نسيان جمهوري عبر مختلف مواقع التواصل الاجتماعي، والذي جعلني أقترب من مليون معجب عبر صفحتي بـ “أنستغرام”، أنا أستغل الفرصة من أجل توجيه الشكر لكافة هؤلاء المحبين، خاصة وأنهم يحاولون مساعدتي بطريقتهم الخاصة من خلال نشر أعمالي عبر الإنترنت.
هيفاء ونانسي أعجبتا بتصاميمي و إيلي صعب يراني فنانا عالميا
-هل صحيح أنك تفكر في إحتراف التصميم  بالخارج ؟
لم أتخذ قراري بعد، رغم أنني أمتلك عدة عروض مغرية، على غرار الاتصال، الذي تلقيته من شركتين قطريتين عرضا عليّ التعاقد ، ولكني لم أتفق مع أي منهما بعد، بالنظر إلى بعض الشروط التي لم تعجبن، سأحاول البقاء لمدة شهر في بشار من أجل ترتيب بعض الأمور الشخصية، وبعدها سأكون على موعد لتقديم أحد العروض بالجزائر العاصمة شهر فيفري المقبل، وهو ما جعلني أتحرك في كافة الاتجاهات، من أجل إنجاح العمل، الذي لا يعد تنظيمه بالأمر السهل، بالنظر إلى أني أعمل بمفردي، ولا أتلقى الدعم اللازم من السلطات.
م. ب

الرجوع إلى الأعلى