رفضت المشاركة في  كاميرا خفية  مفبركة
كشف الممثل الكوميدي مراد صاولي لأول مرة  في هذا الحوار لجريدة النصر، عن تلقيه اتصالا من منتج سلسلة كاميرا خفية تعرض حلقاتها خلال شهر رمضان الجاري عبر إحدى القنوات الخاصة بالجزائر، ليعرض عليه فكرة المشاركة فيها مع إطلاعه على السيناريو و عرض مقابل مادي عليه للموافقة على التمثيل في الحلقة المفبركة و التظاهر بالوقوع في المقلب، و رفض الممثل تقديم تفاصيل أكثر عن السلسلة التي يشاهدها الجمهور الجزائري حاليا.  و وصف مراد صاولي ما يقدم في مختلف البرامج التلفزيونية و حصص الكاميرا الخفية بالمهازل التي تعتمد على الخدع، و أكد بأن العديد من الممثلين الذين شاركوا في مثل هذه البرامج  و تظاهروا بالغضب و الانزعاج من المقالب المفتعلة، يعلمون مسبقا بمضمونها،و اعترف من جهة أخرى، بأنه غير راض عن بعض الأدوار التي قدمها و آخرها سلسلة «القصبة سيتي» التي اعتبرها «فاشلة».
حاوره: ع/ بوعبد الله
. النصر: بدأت مشوارك الفني في المسرح بولاية سطيف، و بقيت لسنوات بعيدا عن الأضواء، إلى أن اقتحمت مجال العمل الكوميدي التلفزيوني، ففتحت أمامك أبواب الشهرة، هل هذا النجاح ثمرة عمل جاد و مثابرة؟
ـ مراد صاولي: لا لم أحقق النجاح بعد، أكيد يختلف العمل المسرحي عن الأعمال التلفزيونية التي تمنح فرص الشهرة للفنانين لانتشارها الواسع، لكن يبقى العمل المسرحي هو الأساس بالنسبة إلي في مشواري الفني، و اعتبره الدعامة الرئيسية التي أوصلتني لإتقان الأعمال التلفزيونية و الأدوار الكوميدية على وجه الخصوص، أما عن وصولي للعائلات الجزائرية على اختلافها،  فأعتبر أن الأمر يعود إلى اعتمادي على الشعبوية في حياتي و أدواري، فأنا من الممثلين الذين يميلون أكثر للتعبير عن هموم المواطن و انشغالاته، كما أنني أستمد معظم أدواري من مشاهد قد تكون مشابهة أو منقولة من الواقع المعاش، و أتفاعل في حياتي اليومية مع جمهوري بشكل عادي، و بالنسبة إلي هناك شيء هام يوصل الفنان إلى أرقى المراتب،و هو أن يكون شعبويا في حالة الكوميديا، فالمتفرج عندما يتابعك يحس و كأنك منه و تعبر عن أفكاره في اللغة و التمثيل و تجسيد الأدوار .
دوري في «القصبة سيتي» كان فاشلا
. ماهو تقييمك للأعمال التلفزيونية عبر مختلف الشاشات التلفزيونية الجزائرية طيلة شهر رمضان؟
ـ برامج رمضان هذا العام «كارثة»، خاصة ما تعلق منها بحصص الكاميرا الخفية، التي انتقدناها خلال السنة الفارطة، و قلنا أن الأداء كان تحت المستوى، لكن في رمضان هذا العام الأداء و حتى الخدع المتبعة كارثية، و تعبر عن انحطاط كبير، لهذا أنا منزعج من هذه الأعمال، لأنها تفتقد للمعنى و تخل بالعمل الفني الجزائري و تخل بالذوق العام للجمهور الجزائري.
 . على ذكر الكاميرا الخفية، ألا تلاحظ تكرار ظهور نفس الوجوه في أغلب الأعمال مع تغيير الفكرة؟
ـ نعم... لأن بعض الفنانين متواطئين مع معدي برامج المقالب و الكاميرا المخفية، و أغلب الضحايا كانوا على علم بسيناريوهات هذه البرامج المفبركة، و لكي تتأكد من كلامي، سأكشف لك و لأول مرة أن أحد معدي هذه البرامج اتصل بي و عرض علي فكرة المشاركة في «كاميرا كاشي مفبركة» بسيناريو محبوك، و قال لي أن المطلوب مني الإطلاع على السيناريو و تقمص دور الضحية (السلسلة لا علاقة لها بحصة الواعرة)، لكن رفضت الفكرة احتراما لجمهوري و خوفا على سمعتي و كنت سأتلقى مقابلا ماديا عن المشاركة و التظاهر بالوقوع ضحية لمقلب الكاميرا الخفية و الخدع المقترحة لتمثيلها، كما أني في الميدان و أعلم جيدا كواليس هذا النوع من البرامج، و أعلم أن حوالي 80 بالمائة من أصدقائي الفنانين شاركوا في برامج الكاميرا الخفية و هم على علم بذلك قبل التصوير.
النصر: هل لنا أن نعرف عنوان البرنامج؟
اعذرني أتحفظ على ذلك، لأنه ليس البرنامج الوحيد الذي يعتمد على هذه الطريقة، و بالتالي لا أريد إلقاء اللوم على معدي هذا البرنامج لوحدهم، بل على ظاهرة اتسعت بمرور الوقت و تعبر عن عدم احترام المشاهد.
80 بالمئة من زملائي شاركوا في مقالب مرتبة مسبقا
.أنت تعتمد في أدوارك على الإيماءات و تعابير الوجه، و لا تكتفي  بحركة الجسد و الكلام ، هل هذه موهبة أم هي نتاج لعمل و تجربة صقلت بالتكوين؟

ـ هذه موهبة اكتشفتها في نفسي و أقوم بها تلقائيا، وجدت نفسي أوصل الرسالة المرجوة بتعابير الوجه و اكتشفت أن الجمهور يتفاعل مع هذه التعابير، ما يزيد من عامل القبول لدى  المتفرج أو الجمهور في حالة المسرح، كما أن الإيماءات توصل الرسالة و الحالة الشعورية للممثل أفضل بكثير من الكلام و الحديث الممل، و لا أخفي أن هذه الميزة هي ملكة من عند الله، لكن عملت أيضا على صقلها بالعمل و التجربة و في المسرح الذي تعلمت منه أبجديات و فنون التمثيل و التعبير لأن المسرح أب الفنون، فالممثل المسرحي يستطيع النجاح تلفزيونا و سينمائيا، أما الممثل السينمائي و التلفزيوني، قد يصعب عليه النجاح في المسرح، لأنه يحتاج إلى جرأة و قدرة كبيرة على الإقناع و التحكم في الخشبة، و قدرة على تصويب الأخطاء، لأن الوقوع في الأخطاء أو الارتباك أثناء تقديم أي دور مسرحي و لو كان صغيرا ، سيكون بمثابة بداية الفشل للممثل الذي يبحث عن جذب اهتمام جمهور الخشبة، بعيدا عن المؤثرات التقنية في الأعمال التلفزيونية و السينمائية التي يمكن من خلالها للممثل أن يعيد أداء الدور، في حال عدم إتقانه له أو ارتكاب أي خطأ في تجسيده.
أستمد أغلب  أدواري من الواقع
. برزت موهبتك كممثل فكاهي من خلال مسابقة “قهوة القوسطو” و الآن أنت مطلوب بكثـرة من مؤسسات الإنتاج، ما رأيك في هذا النوع من المسابقات و هل استطاعت أن تبعث بجيل جديد من الممثلين؟
ـ أكيد المسابقة التي شاركت فيها فتحت أبواب التمثيل التلفزيوني و الكوميدي لعدد معتبر من الفنانين الذين برزوا في أدوار متعددة و في مختلف الأعمال التلفزيونية و الكوميدية، لكن ما أود الإشارة إليه، هو أن المسابقة التي حققت نجاحا كبيرا هي مسابقة “قهوة القوسطو” ، خصوصا في طبعتها الأولى، لأنها كانت التجربة الأولى في قطاع الإعلام الخاص، فأخذت زبدة الفكاهة في الجزائر من ممثلين شباب، أي أن المشرفين عليها اختاروا أبرز الممثلين الكوميديين الذين لهم تجربة في المسرح، و أغلبهم كانت لديهم خبرة تتراوح  بين 10 إلى 15 سنة في الخشبة. و في الطبعة التي تلتها مباشرة انخفض المستوى، لأن أغلب المشاركين ليس لهم علاقة بالمسرح.
. ما السر وراء ظهورك البارز في شهر رمضان الحالي بمشاركتك في عديد الأعمال، و كيف حققت هذا القبول لدى المنتجين و الجمهور؟
ـ ليس نجاحا، لا أزال  أبحث عن النجاح،  ليس لأجلي فقط، بل لإرضاء أذواق الجمهور، لأن رأسمال الممثل هو الجمهور و مدى قبول أعماله، فعندما ألتقي بالمواطنين و يؤكدون لي أنني أمثلهم و أعبر عنهم، و”نبردلهم قلوبهم”، حسب التعبير الشعبي الشائع كدليل عن الرضا، فذلك هو السر، لأن جمهوري هو رأسمالي و لولاه لما قدم لي أي عرض، سواء في الأعمال الكوميدية التليفزيونية أو في المسرح الذي قضيت فيه أغلب سنوات عمري.النجاح هو أن أمسك العصا من الوسط و أبقى متواضعا لجمهوري، كما أنني أرتاح عندما أجد متابعي أعمالي من جميع الفئات العمرية و الطبقات  حيث ألتقي بأطفال و شيوخ و عجائز في الشارع يشجعونني و يبدون إعجابهم بأدواري و يعترفون لي بأنهم يضحكون عندما يشاهدونها، وهذا شيء يشعرني بالسعادة.
برامج رمضان «كارثية»
. يوعز الكثير من المحللين في مجال الدراما و الكوميديا و الأعمال السينمائية الجزائرية أسباب انخفاض المستوى و انحطاطه إلى  المنتجين و المخرجين الذين يعتمدون على المحاباة في اختيار بعض الفنانين لمختلف الأعمال، دون إجراء “كاستينغ” أو الاهتمام بالقدرات الفنية، هل زيادة الطلب عليك في الأعمال الرمضانية راجع إلى القبول الذي تتلقاه من قبل الجمهور أم أن هذا لا يكفي و على الفنان تكوين دائرة معارف شخصية لضمان المشاركة في مختلف الأعمال؟
ـ بالتأكيد لم أعتمد منذ دخولي عالم التمثيل على المحاباة أو الوساطة لدى المخرجين و المنتجين، و أؤكد أني طيلة مشواري المهني و منذ دخولي مجال الأعمال التلفزيونية و الفكاهة، لم أتودد لأحد لكي يساعدني أو طلبت من أي مخرج تلفزيوني أو مسرحي أو سينمائي إشراكي في أعماله، بل أتلقى عروضا بناء على ما أقدمه للجمهور و ما يراه المنتجون و المخرجون من مصالح متبادلة، و ربما لما يروه من مؤهلات أمتلكها لأداء الدور بشكل يخدم موضوع السلسلة أو العمل المراد تقديمه للمشاهدين، أما عن المحاباة ، فهي موجودة في مجال التمثيل و كل شيء يبنى على الباطل سيكون مآله الفشل و التجارب كافية للتأكد من كلامي.

. ما هو العمل المفضل بالنسبة إليك من بين الأعمال التي تقدمها في رمضان و أين تشعر بالارتياح ؟
ـ أشعر بالارتياح في سلسلة “جورنان القوسطو”، رغم التعب و الجهد المبذول لانجاز حلقات هذه السلسة الرمضانية، دون أن أقلل من شأن مشاركتي في سلسلة “تحت المراقبة” لكن أجد نفسي في “جورنان القوسطو”.
. ألا تخشى على صورتك من كثـرة الظهور في أعمال مختلفة؟
ـ أنا أحقق رغبة الجمهور و لا يخفى عليكم أن الفنان الجزائري يعمل في شهر رمضان فقط، كما أردت أن أقيم نفسي في عملين أو أكثر و تجريب عديد الأدوار، لأقيم نفسي  إذا كنت قادرا على تنويع أدواري و ما هي الأدوار التي أرتاح فيها و أبدع فيها أكثر، و كذا لقياس درجة قبول الجمهور لأعمالي والدور الذي يفضله الجمهور و بالتالي عدم  حصر تجربتي في قالب واحد. من هذا المنطلق أعتبر دور بابيدو الذي تقمصته و هو دور البطولة في سلسلة “القصبة سيتي” فاشلا ، لأنني وضعت نفسي في ظروف عمل غير مواتية، فللقصبة ناسها و كان بإمكاني تقديم الأفضل في هذه السلسلة، لو تلقيت الدعم الكافي من قبل زملائي الممثلين.
المسرحي ينجح تلفزيونيا و سينمائيا
لكن كان بمقدورك رفض العمل من البداية بعد اطلاعك  على السيناريو و الأسماء المشاركة في هذه السلسلة الكوميدية؟
مراد صاولي: في الأول العمل كان وفق ما أردت، حيث اتفقنا على كل الأمور بما فيها اختيار ممثل يشاركني دور البطولة من الممثلين الذين أرتاح للعمل معهم ، لكن في الأخير وجدت نفسي وسط “حمام” تغير فيه كل شيء.        
ع/ب

الرجوع إلى الأعلى