«كنا نـروي قـميص الخضورة بـدمـائنـا حتى لا نـضيّع نقطة واحــدة في حملاوي»
فتح المدافع الحديدي السابق لشباب قسنطينة أحمد بولفلفل قلبه للنصر في حوار استعاد فيه شريط ذكرياته مع الخضورة و السنافر الذين كانوا يحبونه كثيرا لفدائيته فوق الميدان ودفاعه الشرس على ألوان الفريق، بولفلفل المولود يوم 4 مارس 1965، تدرج في صفوف شباب قسنطينة ثم انتقل إلى بناء قسنطينة ولعب نهائي كأس الجمهورية سنة 1985، ثم عاد لصفوف الشباب وبقي فيه 10 مواسم كان فيها من بين النجوم المفضلين للسنافر بفضل تفانيه في الدفاع عن ألوان الفريق حيث كان يكمل المقابلة مصابا وقميصه مضرجا بالدماء وممزقا.
حاوره :فوغالي زين العابدين
في البداية نود معرفة صحة خبر اتصال إدارة الشباب بك للعمل في الفئات الصغرى؟
أشكر في البداية جريدة النصر على هذه الالتفاتة، فعلا هناك اتصالات من طرف بعض المسؤولين للعودة مجددا للعمل في الفريق بعد أن غادرته في عهد بن طوبال، وبقي فقط الاتفاق على بعض التفاصيل الصغيرة وأنا دائما في خدمة الخضورة في كل وقت.
ماهو السبب الذي جعلك تغادر الفريق الموسم ما قبل الفارط رغم أنك عملت لسنوات في مجال التكوين؟
نعم لقد عملت لسنوات كمدرب للفئات الصغرى في شباب قسنطينة بداية كمدرب للأشبال من 2007 إلى 2009 ثم مدرب الأواسط من 2009 إلى 2011 وأخيرا مدرب الآمال من 2012 إلى 2014، و سبب المغادرة راجع لعدم جدية واهتمام المسيرين في تلك الفترة بالتكوين.
لنعد بالزمن إلى الوراء، كيف كانت بداية بولفلفل مع كرة القدم؟
البداية كانت في متوسطة حسان بورغود أين برزت في دورات المدارس، ونصحني بن حسان بالالتحاق بشباب قسنطينة، وأجريت الاختبارات ونجحت وأمضيت أول إجازة مع أصاغر الشباب سنة 1979.
كيف كان تدرجك في الأصناف الصغرى لشباب قسنطينة وصولا للفريق الأول ؟
لعبت في صنف الأواسط تحت قيادة المدرب لعوبي عبد الرؤوف وبلغنا ربع نهائي كأس الجمهورية، وتعاقب على تدريبي بتينة ورابح زيد ونجار عاشور في صنف الأشبال بالإضافة للمرحوم كيموش ووصلنا لنصف نهائي الكأس أشبال و أواسط، وفي موسم 1983/1984 تمت ترقيتي لصنف الأكابر ولعبت أول لقاء في شلغوم العيد وكنت أنا وزنداوي من الأواسط .
هل صحيح أن تنقلك إلى بناء قسنطينة كان بسبب رفضهم إدماجك في السوناكوم؟
نعم، ففي سنة 1984 قدمت طلب عمل في السوناكوم لكن الرئيس طافر لم يأخذ طلبي بجدية وفي نفس الوقت وصلني عرض من فريق بناء قسنطينة بمقابل عقد عمل وأمضيت للكراك لثلاثة مواسم .
حدثنا عن مشوارك مع الكراك ولعبك نهائي الكأس 1985 ؟
في ذلك الموسم قمنا بتحضيرات في المستوى مع المدرب زيد وكنا نملك مجموعة قوية فيها بن كنيدة ودبشي وبوطبة وقيسمون وغيرهم، ورغم تضييعنا للصعود ذهبنا بعيدا في الكأس وأقصينا فرق قوية مثل شبيبة تيارت ومولودية باتنة وغالي معسكر وواجهنا مولودية وهران في النهائي وخسرنا 2ـ0، وفي موسم 85/86 حققنا الصعود للقسم الثاني وفي الموسم التالي رفقة المدرب عدلاني نافسنا بقوة على الصعود للقسم الأول لكن نقص الإمكانيات حال دون ذلك .
كيف كانت عودتك لشباب قسنطينة موسم 88/87؟
بعد أن لعبت مقابلة كبيرة مع الكراك ضد السياسي اقتنع الجميع بضرورة عودتي للفريق وهو ما حدث فعلا موسم 87/88 ويومها كنت عائدا من فرنسا فوجدت مسيري الفريق في انتظاري في المطار وأخذوني مباشرة لمكتب المرحوم هارون إسماعيل، وتمكنت من فرض نفسي في تلك الفترة بفضل الجدية في العمل ولعبت بجوار لاعبين كبار أمثال العايب وبوعون وشحتاني والشيخ ناصر وغيرهم .
من الصور التي لا تنسى ما حدث  في مقابلتكم ضد  شبيبة سكيكدة سنة 1989 التي أكملتها بقميص ممزق؟
لقد كانت مقابلة كبيرة بملعب حملاوي وكان الضغط علينا كبيرا وفي تلك المقابلة أصيب قريلي بعد أن تعرض لتدخل عنيف من قبل كروط، وتحصلنا على  ضربة جزاء وبحكم اختصاصي في تنفيذها أراد لاعبو الشبيبة التأثير علي ومزقوا قميصي وبقيت تلك الصورة عالقة في أذهان الأنصار .
في سنة 1990 حققت الصعود رفقة المدرب الروسي فلاديمير لكن فيما بعد كانت لك خلافات معه، ماذا حدث بينكما؟
في موسم 89/90 كانت الأمور على ما يرام مع الروسي فلاديمير وكنت ألعب في منصبي في محور الدفاع، لكنه حولني للعب في منصب مدافع أيمن فلم أجد ضالتي وتفاقمت الأمور بالأخص موسم 90/91 لكن فيما بعد جاء مواسة وأشركني في منصب وسط ميدان دفاعي ولعبت براحة وعادت الأمور إلى نصابها.
في مقابلتكم ضد شبيبة القبائل سنة 1991 كان لك دور في التأثير على قرارات الحكم التونسي، كيف حدث ذلك؟
لقد كانت مقابلة صعبة والشبيبة لديها فريق كبير وكانوا أبطال إفريقيا وكان لابد علينا أن نفوز بأية طريقة وفزنا 1ـ0، وأغلب الحكام وقتها كانوا يحسبون لي ألف حساب ليس بسبب الخشونة بل لأنني كنت ألعب بحماس ولا أقبل أن يظلم فريقي .

ضيعتم الصعود في الجولة الأخيرة سنة 1992، ماذا حدث يومها ؟
في تلك السنة كنا نملك فريقا قويا وصل إلى نصف نهائي الكأس وخسرنا بضربات الجزاء أمام الشلف وفي البطولة كنا متصدرين لجولات وفي الجولة الأخيرة كان التعادل يكفينا في خنشلة للصعود وتعادلنا فعلا لكن ما حدث في الدقائق الأخيرة في مقابلة القل والشاوية جعل الصعود يطير من بين أيدينا، وأعتقد أن الكواليس لعبت دورا في هذا.
في سنة 1994 حققت الصعود الثاني مع الشباب في أفضل مواسمك، حدثنا عن تلك الفترة؟
في ذلك الموسم 93/94 جاء محمد بولحبيب بقوة ووضع إمكانيات كبيرة ولم يترك شيئا للصدفة وجلب لاعبين معروفين أمثال قطاي وماتام وبلحمادي ولعور ودريس وغيرهم، ودربنا كل من نجار وبوعراطة وحققنا الصعود بجدارة بعد تنافس شديد مع مولودية باتنة لكن الكلمة الأخيرة عادت لنا خصوصا أننا كنا نملك فريقا كبيرا كان يتفوق حتى على فرق القسم الأول آنذاك.
في ذلك الموسم لعبت ضد شبيبة سكيكدة كمهاجم حر وعدلت النتيجة، كيف تم هذا؟
نعم وكانت موسم الصعود وعشنا يومها ضغطا رهيبا في سكيكدة وضربونا في غرف الملابس وقال لنا نجار يومها (كونوا رجالا وفقط) وأثناء المقابلة كنا منهزمين 2ـ1 وقام عاشور بتحويلي إلى الهجوم وجاء هدف التعادل في الأخير.
أنصار الخضورة يتذكرون المقابلة التي لعبتها بقميص أحمر بسبب الدماء التي نزفت منك،هل تذكرها؟
أعتقد أنها كانت ضد البليدة مطلع التسعينات يوم فزنا 2ـ1 حيث تعرضت لكسر في الأنف وأكملت المقابلة، وهناك مقابلة لعبتها والدماء تنزف من رجلي في منتصف التسعينات ضد الشلف حيث سجلت الهدف بعد ارتمائي في الأرض واحتكاك قدماي بالميدان مما سبب لي جروحا وأكملت المقابلة على تلك الحالة.
تعد من بين المختصين في ضربات الجزاء ؟
هذا يعود للثقة في النفس وقوة الشخصية وسجلت العديد منها في مشواري وضيعت اثنين ضد عزابة سنة 94 والثانية ضد مولودية العاصمة لكنني سجلت ضربة جزاء أخرى في نفس المقابلة.
ضد مولودية العاصمة سنة 1995 ضيعت ضربة جزاء لكنك أصريت على تنفيذ ضربة أخرى وسجلتها، كيف استطعت تحمل هذا العبء؟
اللاعب يجب أن يتخذ القرار المناسب ويتحمل مسؤوليته، وبعد أن ضيعت الضربة الأولى وتحصلنا على ضربة جزاء أخرى في نفس اللقاء أصريت على تنفيذها لأنه لو لم أنفذها لبقيت عقدة بالنسبة لي وفي نفس الوقت لو ضيعتها لا أدري ماذا كان سيفعل بي الأنصار يومها، والحمد الله وفقت وسجل هدف الفوز.
كيف كانت مواسمك الأولى في القسم الأول بعد الصعود؟

في البداية لا أخفي عليك كانت لدي شكوك في إمكانية بقاء الفريق خصوصا بعد مغادرة عدة لاعبين لكن في موسم 94/95 ومع تدعيم العارضة الفنية ببوعلام شارف وقدوم لاعبين قدموا إضافة احتلينا مركزا متقدما وضيعنا المركز الثالث في  بعد خسارتنا في معسكر وضيعنا المشاركة في كأس الكاف، وفي موسم 95/96 مع المدرب تبيب قدمنا أيضا موسما لاباس به واحتلينا مركزا متقدما وكنت هداف الفريق رغم منصبي كمدافع .
لماذا غادرت الشباب موسم البطولة، وكيف كان التحاقك بشبيبة بجاية؟
في بداية موسم 96/97 لم أتفق مع سوسو على بعض النقاط وتمت إعارتي لشبيبة بجاية أين قدمت موسمين في المستوى وتركت انطباعا حسنا هناك وفي موسم 97/98 حققنا الصعود للقسم الأول لأول مرة في تاريخ الفريق بوجود لاعبين معروفين من قسنطينة أمثال بوعون وخزار وباداش وموسى مبارك وباقي المجموعة .
كيف كانت عودتك لشباب قسنطينة واعتزالك سنة 1999؟
في موسم 98/99 طلب مدرب الشباب وقتها رابح سعدان خدماتي وعدت من أجل إرجاع جزء من جميل الخضورة علي، ورغم أنني لم ألعب كثيرا لكنني سعدت بإنهاء مشواري في السياسي رغم أنه كانت لي نية في المواصلة، ففي نهاية ذلك الموسم ومع قدوم الرئيس الجديد أونيس عرض علي قيمة زهيدة جدا ففضلت عدم المواصلة وإنهاء مشواري بعد أن بلغت 34 سنة .
ماهي أفضل مقابلة داربي لعبتها في مشوارك؟
لقد كانت كلها مقابلات تاريخية لا تنسى ولعلمك لم أنهزم ضد الموك، أما أفضل مقابلة هي يوم هزمناهم 3ـ0 سنة 94، وفي نفس الموسم في اللقاء الذي فزنا عليهم2-0 وأثناء استعدادي لتنفيذ ضربة الجزاء كان هناك العديد من أصدقائي لاعبي الموك يطلبون مني تضييعها لينتهي اللقاء 0-0 (يضحك).
في وقتكم كان من الصعب أن تفرطوا بنقطة في حملاوي، ماهو السر؟
في تلك الفترة كان مجرد تضييع نقطة في حملاوي عيبا كبيرا فقد كان من الصعب على الخصم أن يعود بنتيجة أولا للدعم الكبير الذي يقدمه السنافر بالإضافة للروح القتالية للاعبي جيلنا.
ماهو سبب لعب شباب قسنطينة على البقاء في المواسم الأخيرة رغم الإمكانيات المتوفرة؟
هذا راجع لسوء التخطيط من قبل بعض المسيرين بالإضافة لغياب التنسيق بين الآبار و المسيرين، ويجب أن يكون هناك توافق بين الشركة المالكة و المساهمين ويصدر قرار واحد لمصلحة الفريق.
لو كنت مسيرا أو عضوا فاعلا في الفريق ماهي القرارات التي ستتخذها؟
أولا يجب إعادة الاعتبار لمدرسة الفريق وتشبيب التشكيلة وترشيد النفقات.
بماذا تود أن تختم هذا الحوار؟
أود أن أشكر مجددا جريدة النصر وأوجه عبرها تهنئتي بمناسبة عيد الفطر لكافة الأمة الإسلامية و أنصار شباب قسنطينة.                  
ف.ز

الرجوع إلى الأعلى