الاعتراف بأزمة الكرة الجزائرية قرار شجاع و لم نهمش أحدا في الندوة
اعتبر عضو المكتب الفيدرالي عمار بهلول الندوة الوطنية المخصصة لتجديد كرة القدم الجزائرية محطة تاريخية في المنظومة الكروية الوطنية، وأكد على أن برمجة هذه الندوة كان بعد القرار الشجاع الذي اتخذه المكتب الفيدرالي بقيادة خير الدين زطشي، لأن الاعتراف ـ حسبه ـ « بالأزمة التي تعيش على وقعها الكرة الجزائرية لم يكن بالأمر السهل، رغم ان هذه الوضعية كانت مسجلة منذ قرابة 6 سنوات، لكن السياسات التي كانت منتهجة في السابق جعلت الجميع يلتزم الصمت، و يوافق على مسايرة الركب، من دون التجرأ على انتقاد أي قرار أو خطوة يبادر إليها المسؤول الأول في الاتحادية».
بهلول و في حوار خص به النصر على هامش اشغال الندوة الوطنية لتجديد الكرة الجزائرية المنظمة بالقصر الدولي للمؤتمرات بنادي الصنوبر أكد بالمقابل بأن مشاركة قرابة 460 عنصرا من مختلف الشرائح في هذه الجلسات على اختصاص التخصصات يعد مكسبا كبيرا للهيئات المشرفة على التنظيم، كما جزم بأن الحديث عن تهميش العديد من الكفاءات لا أساس له من الصحة، ليكشف بأن الفاف عمدت إلى اختيار عيينات من كل شريحة، ومضيفا بأن محمد روراوة كان من بين المدعوين للمشاركة في هذه الندوة، لكنه لم يحضر لظروف شخصية طارئة، وكذلك الحال بالنسبة للإعلامي حفيظ دراجي وبعض الوجوه الرياضية البارزة الأخرى.
برأيكم هل أن أشغال هذه الندوة كفيلة بتشريح الوضعية و تشخيص الداء الذي ينخر جسد الكرة الجزائرية؟
المغزى الأساسي من هذه الندوة يتمثل في إشراك كل الأطراف الفاعلة في المنظومة الكروية الوطنية في مناقشة الوضع الراهن، لأن هذا الحدث الوطني كان مسك الختام لجلسات نظمناها على الصعيد الجهوي، منذ قرابة شهرين، و قد عمدنا إلى الانطلاق من القاعدة، بالاتخاذ من الرابطات الولائية و كذا كرة القدم للهواة كمنطلق لحقيقة المعاناة التي تتخبط فيها الكرة الجزائرية، قبل الوصول إلى القمة، و العائلة الكروية مطالبة بضرورة المساهمة بصورة مباشرة في التجديد الذي يعتزم المكتب الفيدرالي تجسديه ميدانيا، خاصة وأن السلطات العمومية أبدت نيتها الجادة في المرور أوتوماتيكيا إلى مرحلة التنفيذ.
لكن بعض الشخصيات خرجت عن صمتها و تحدثت عن إقصائها و تهميشها، على غرار حيمودي و لكارن؟
قائمة المدعوين للمشاركة ضمت قرابة 500 اسم، كلها من الوجوه الرياضية البارزة في الساحة الكروية الوطنية، واستجابة 460 عضوا للدعوة الموجه لهم دليل على نوايا كل الأطراف في البحث عن سبل فعالة لضخ دماء جديدة في الكرة الجزائرية، على أمل وضع أسس صحيحة لانطلاقة فعلية لمنظومتنا الكروية، و حديث لكارن و حيمودي عن عدم استدعائهما لا يعني بالضرورة بأن اللجنة المنظمة اقصت كفاءات، بل أن سلك التحكيم ممثل في هذه الندوة بشخصيات لها باع طويل مع الصفارة على الصعيدين الوطني و الدولي، أمثال صنديد، بن عيسى، أوساسي و غيرهم، و هي وجوه كانت قد شاركت في اللقاءات الجهوية تمهيدا للندوة الوطنية، و لا يمكن شطبها من القائمة النهائية من أجل استدعاء أشخاص آخرين كحيمودي و لكارن، و هنا أستغل الفرصة لأشير إلى أن المكتب الفيدرالي الحالي لم يهمش أحدا، و فتح الباب أمام كل من يراه قادرا على تقديم الإضافة بخبرته الميدانية، بدليل أننا وجهنا الدعوة للرئيس السابق للفاف محمد روراوة، رغم أنه اعتذر عن الحضور لأسباب شخصية، كما ان الصحفي حفيظ دراجي كان من بين المدعوين، و هو الذي كان قد فتح النار على الرئيس الحالي للاتحادية، لكن حنكته في الاعلام الرياضي اجبرتنا على إدراجه ضمن القائمة الموسعة، فكيف لنا أن نقصي لكارن و حيمودي دون سبب.
من خلال متابعة أشغال الورشات نجد  أن التشريح المبدئي شمل أغلب الجوانب، فما سر ذلك؟
أزمة الكرة الجزائرية ليست وليدة هذه السنة، بل تعود إلى سنوات عديدة، لكن في الماضي القريب كان منتخب الأكابر بمثابة الشجرة التي غطت الغابة، لأن التأهل إلى المونديال في دورتين متتاليتين حال دون تحريك الأوضاع، رغم أن الجميع كان مقتنعا بأن هذه الانجازات ليست الصورة الفعلية لواقع الكرة الوطنية، مادامت منتخبات الشبان و مستوى البطولة الوطنية على اختلاف درجاتها ظلت بعيدة عن تطلعات الأنصار و المسؤولين على حد سواء، و الحقيقة التي لا يمكن إنكارها أن الفضل في برمجة هذه الندوة يعود إلى المكتب الفيدرالي الجديد، لأن التغيير الذي حصل على مستوى الفاف في مارس 2017 كان كافيا لتعبيد الطريق نحو مشروع جديد للمنظومة الكروية الوطنية، على اعتبار أننا و عند مزاولتنا المهام اصطدمنا بواقع ميداني مرير، و لم يكن من السهل الاعتراف بوجود أزمة داخل الهيئات الكروية الجزائرية و انعكاساتها على جميع المنتخبات، إلا بعد التحلي بشجاعة كبيرة من طرف رئيس الاتحادية و كامل طاقمه، الأمر الذي أجبر القاعدة على توسيع دائرة النقاش في هذه الندوة، و العمل على تشريح الوضع في 8 ورشات.
إلا أن هذه المبادرة جاءت و البطولة الجزائرية تخوض موسمها السابع في عهد الاحتراف، فهل من مستجدات بخصوص هذا الملف؟
لقد كانت عبارة « 7 سنوات بركات « التي قالها رئيس جمعية الشلف مدوار في مداخلته صبيحة امس أبرز تشريح لواقع الاحتراف، لأن هذا المشروع ولد من وهم في الجزائر، و كان من التدابير التي فرضتها الفيفا لتجنب عقوبات إدارية، الأمر الذي جعل التطبيق الميداني يكون بطريقة عرجاء، من دون النجاح في وضع «الميكانزيمات» الكفيلة بالسماح للأندية المحترفة إداريا من المرور إلى مرحلة التنفيذ، لأن الاحتراف لم يتجاوز التدابير الإدارية، في ظل عدم القدرة على حل المشاكل التي كانت فرملته، سيما منها قضية مراكز التكوين و دفتر الشروط، و لو أن المستفيد الأكبر من هذا المشروع إلى حد الآن هم اللاعبون، الذين اصبحوا يتقاضون رواتب خيالية، رغم معاناة الأندية من أزمات مالية خانقة، كما أن الجميع مقتنع بأن البطولة الجزائرية ليست محترفة، كونها ظلت عاجزة عن تقديم لاعبين من جميع الأصناف للمنتخبات، و سياسة التكوين تبقى الركيزة الرئيسية لمشروع الاحتراف، و المقترحات الأولية تقضي بتقليص عدد النوادي المحترفة مستقبلا، و الاقتصار فقط على الفرق القادرة على الاستجابة لدفتر الاعباء بكامل بنوده، مع القدرة على ايجاد مصادر تمويل بعيدا عن السلطات العمومية.
حــاوره: صالح فرطــاس

الرجوع إلى الأعلى