هكــذا أنقـذنــي عـز الديــن ميـهـوبـــي مـن عـــدي صــدام حـسيــن!

فتح النجم السابق لمنتخب العراق وشباب باتنة سنوات التسعينات سعد قيس، قلبه للنصر في حوار استرجع فيه أهم المحطات في مشواره الكروي، وتجربته المميزة مع الكاب، ومن كان سببا في قدومه إلى الجزائر، بالإضافة للخلافات التي كانت مع مواطنه العراقي عامر جميل، الذي كان سبب مغادرته للكاب، علاوة على ذكرياته مع منتخب العراق وعدي صدام حسين الذي كان رئيس الاتحادية العراقية سابقا، وأسباب مغادرته العراق زمن الحصار.
حــاوره: فوغـالي زين العــابدين
• في البداية نود معرفة جديد سعد قيس الذي انقطعت أخباره عن جمهور الكاب؟
بعد مغادرتي العراق مرغما في جانفي 2001، وبعد رحلة عذاب طويلة فضلت الاستقرار مع عائلتي في النرويج، وحصلت على شهادات تدريبية من الاتحاد الأوروبي والنرويجي وأعمل حاليا مدربا لفئة البراعم.
• كيف غادرت العراق مرغما قبل سنتين من الحرب؟
كانت العراق وقتها تحت الحصار، وكان ابني مريضا ولم يكن الدواء متوفرا، فبعد معاناة طويلة تمكنت من الفرار واللجوء إلى النرويج، كما كان لابد أن أغادر بعد الذي عانيته في سجون عدي.
عدي كان يعتقلنا بعد الخسارة ويأخذ نسبا من عقود اللاعبين
• ماذا حدث بالضبط بينك وبين عدي صدام حسين؟
عدي كان مولعا بكرة القدم وكان وقتها رئيسا للاتحادية العراقية، وكنت حينها هداف المنتخب، وفي حالة خسارتنا لأي مقابلة كنا نتعرض للاعتقال في سجون الرضوانية كعقوبة، وقام بإنشاء فريق الرشيد وأجبر أفضل لاعبي العراق على اللعب فيه، وأجبرني على مغادرة فريقي المحبوب الشرطة، وكان يكرمنا بالهدايا بعد كل فوز، وفي المقابل يعاقبنا بعد كل خسارة، وفي سنة 1998 لما عدت لفريق الشرطة لعبنا في تركمانستان أمام فريق كوبرتاج وانهزمنا (4-0)، وبعد العودة إلى بغداد قام أحد جواسيسه في الفريق، والذي يكن لي حقدا كبيرا باستغلال الهزيمة، و أخبر عدي بأنني كنت السبب الرئيسي فيها، فتعرضت لتعذيب قاس لن آنساه طوال حياتي.
• هل صحيح أنه هددكم قبل اللقاء المصيري بين العراق و إيران في تصفيات مونديال 94؟
لقد تعودنا على مثل هذه التهديدات، خصوصا في مقابلات منتخب العراق مع المنتخبات التي كانت أنظمتها معادية لنظامه مثل إيران والسعودية وسوريا، وفي نهائي كأس العرب 88 ضد سوريا، بلغتنا أنباء لست متأكدا من صحتها، أن عدي هدد في حالة خسارتنا بتفجير طائرتنا و اتهام أمريكا، وقبل لقاء إيران سنة 1993 أرسل لنا شريط مسجل، فيه تهديد و وعيد في حالة الخسارة، ويومها لم يتمكن أحد من النوم، ومع هذا فزنا على الإيرانيين 2-1.
• لنع د إلى نقطة البداية ...كيف كانت بدايتك الكروية؟
بدايتي مع كرة القدم كانت بالأزقة الشعبية في بغداد، حتى وصلت للاختبار الحقيقي في نادي الشرطة العريق، وبالتحديد مع شباب النادي ونجحت باختبار صعب، ونلت ثقة الإدارة الفنية حتى لعبت مع الشباب موسما واحدا، وبعدها لعبت للفريق الأول حتى وصلت لمنتخب العراق الوطني.
جناح أيسر لسنوات، وكنت أسجل الأهداف وأصنعها، وأحيانا ألعب مهاجما لتلبية حاجة الفريق، رغم أني بالأساس لاعب وسط ميدان.
• ما هي الأندية التي لعبت لها طيلة مشوارك؟
لعبت مع نادي الشرطة من سنه 1983 لسنة 1986، وبعدها لعبت للرشيد حتى سنه 1991 وبعدها تحول اسم الرشيد لنادي الكرخ، ولعبت معه موسما وعدت إلى النادي الأم الشرطة وغادرت بعدها إلى قطر سنه 1993، ولعبت هناك موسمين مع الريان والوكرة، وبعدها لعبت لشباب باتنة  لموسمين، ولكنني لم أكمل الموسم الثاني لظروف خاصة مع المدرب العراقي عامر جميل، وبعدها لعبت سنة في لبنان مع نادي السلام زغرتا، قبل العودة إلى لنادي الشرطة العراقي الذي نلت معه لقب الدوري العراقي سنة1998، بعد 18 سنة من الانتظار، وبسبب الظروف الصعبة التي عشتها أجبرت على مغادرة العراق والاعتزال، وعند استقراري في النرويج لعبت لفترة مع نادي فاجيرنس.
سوء أرضية الملاعب الجزائرية حال دون تألقي بسرعة
• ما هي التتويجات التي حصلت عليها طيلة مشوارك؟
فزت بالدوري العراقي 4 مرات مع الرشيد(1987-1988-1989 )والشرطة (1998)، كأس العراق مرتين مع الرشيد (1987-1988)، بطولة الأندية العربية مع الرشيد 3 مرات (1987-1988-1989)، ومع المنتخب العراقي كأس العرب 1988، وكأس الخليج في نفس السنة.
• من هم المدربون أصحاب الفضل عليك في بداية مشوارك؟
مع الأندية أدين بالفضل للمدربين محمد طبره و دكلص عزيز، لأنهما كانا السبب في بروزي على المستوى المحلي، ومع المنتخب كان المرحوم الكابتن عمو بابا، شيخ المدربين العراقيين هو من اكتشفني و استقدمني للمنتخب الأول سنة 1987.
• حدثنا عن أبرز المحطات مع منتخب العراق؟
بعد أن لعبت لأول مرة مع العراق سنة 1987، بقيت في المنتخب كأساسي إلى غاية 1993، ولعبت عدة منافسات من بينها تصفيات كأس العالم 90 و 94، وتوجت بكأس الخليج في السعودية 1988، وكأس العرب في الأردن في نفس السنة، ولم نلعب كأس أسيا، بسبب ظروف حرب الخليج، كما شاركت في الألعاب الأولمبية في سيول 1988، وفي رصيدي 50 مقابلة دولية سجلت فيها 13 هدفا، ولعبت إلى جانب نجوم كبار في المنتخب أمثال أحمد راضي و ناطق هاشم وعدنان درجال وحبيب جعفر وحسين سعيد وغيرهم.
•كنت أحد نجوم تصفيات مونديال 94 لكنكم لم تتأهلوا، فما هو السبب؟
يمكن القول أن منتخب العراق 93 كان من أفضل المنتخبات الأسيوية وقتها، ولم نتأهل لعدة أسباب، أولها خسارتنا المفاجئة أمام كوريا الشمالية بالإضافة لظروف الحصار، كما أن المونديال لعب في أمريكا و بلغتنا أخبارا أنه في حال تأهلنا لن تمنح لنا التأشيرة، وهو ما حط من معنوياتنا، ومع هذا حققنا نتائج كبيرة منها الفوز التاريخي على إيران 2-1، وكنا سببا في عدم بلوغ اليابان النهائيات بعد تعادلنا معها 2-2.
• لنعد إلى تجربتك في الجزائر، كيف التحقت بشباب باتنة سنة 1996 ؟
كان صاحب الفكرة رئيس النادي السيد رشيد أبو عبد الله، الذي كانت لديه الرغبة بالتعاقد مع لاعبين من العراق، أما من جسد الفكرة فهو الإعلامي عز الدين ميهوبي، الذي كان لحضوره إلى بغداد وقتها الأثر في الاتصال بي والتحدث معي بخصوص هذه التجربة لمعرفته السابقة بي، حيث سبق وأن التقينا وأجرى معي حوارا بصفته صحفي، وبدون تفكير قدمت إلى باتنة رفقة مواطني المدافع شرار حيدر.

• هل صحيح أن عدي صدام حسين أخذ نسبة من منحة إمضائك في الكاب ؟
بالتأكيد أن عدي كان يأخذ نسبا معينه من عقود اللاعبين العراقيين الذين يحترفون بالخارج، وبالطبع أخذ هو نسبة من عقدينا مع شباب باتنة أنا وحيدر ، ولم تكن وقتها قوانين الاحتراف، التي تضمن حقوق اللاعب موجودة.
فررت من العراق وقت الحصار وأنا مقيم بالنرويج
• هل تذكر أول لقاء لك بألوان الكاب؟
إن لم تخني الذاكرة أول لقاء لي كان ضد نصر حسين داي، وانتهت المقابلة بالتعادل الأبيض.
• ...و أول أهدافك ؟
كان ضد بلوزداد في باتنة، وسجل بشكل جميل، ولذلك أعتز بهذه المباراة وبهذا الهدف، وفزنا يومها 1-0.
• هل وجدت صعوبة في التأقلم في الجزائر من الناحية الرياضية و الاجتماعية؟
أكثر شيء قيد حركتي هي أرضيات الملاعب السيئة في ذلك الوقت، وحتى في باتنة لم نكن نملك ملعبا صالحا، وأنا من طبعي أهوى المراوغة، ولكن الملعب لم يكن يساعدني أبدا وربما لو عدنا للمباريات التي برزت فيها بشكل كبير، هي تلك التي لعبناها على عشب طبيعي، ومازلت أتذكر لقاءنا بمولودية الجزائر في ملعب 5 جويلية، وكيف قدمت مستوى رائعا، وماعدا ذلك فأنا تأقلمت بسرعة سواء مع هذا الشعب الطيب الذي احتضنني، وكل شيء كان يسيرا و رائعا.
*ما هو الحديث الذي دار بينك وبين ماجر بعد نهاية لقاء الكاب ومولودية العاصمة؟
يومها لعبت أفضل مقابلة لي في الجزائر، وكان لي حديث مع ماجر الذي كان ناخبا وطنيا، حيث شكرني وقال لي أنني لو لم ألعب لمنتخب العراق، لطالب بتجنيسي و إشراكي مع المنتخب الجزائري.
• وما هو سبب مغادرتك للكاب في الموسم الثاني؟
كان بسبب الخلاف مع المدرب العراقي عامر جميل، الذي حضر إلى باتنة بموافقتي وموافقة زميلي شرار حيدر، ولكن جل الجماهير العراقية تعرف بأن عامر جميل هو مدرب لفئات عمرية فقط، ولم يدرب في العراق نادي درجة أولى سوى مرتين، وفشل لأن سياسته مع اللاعبين الكبار سيئة، وهو من النوع الذي يخاف سطوة وتاريخ واسم اللاعب الكبير، بسبب ضعف شخصيته، وأتذكر بأننا كنا في تونس نقيم تربصا وقدمت مستوى رائعا جدا في المباريات الودية، وتلقيت عرضا للاحتراف في أحد الأندية الكبيرة في تونس، بعدها صار يفكر في إحالتي على الاحتياط ، فقررت الرحيل وعدت للعراق وحققت لقب الدوري العراقي مع نادي الشرطة، واحترفت بعدها في لبنان وكان هذا ردي على عامر جميل.
قال لي ماجر لو لم تلعب لمنتخب العراق، لطالبت بتجنيسك
*من هو المدرب الذي أعطاك حرية أكبر في اللعب في باتنة؟
ارتحت باللعب مع المدرب عبد الله مشري، الذي عرف كيف يوظف إمكانياتي.
 • من المدافع الذي كنت تحسب له ألف حساب؟
أغلب المدافعين كانوا يلعبون بخشونة، لكني كنت معجبا بطريقة لعب لعزيزي مدافع مولودية الجزائر.  
• مع من كنت تتفاهم فوق أرضية الميدان؟
كنت أرتاح إلى جانب كوليب و قشير، رغم ارتياحي لكل اللاعبين لأنهم أذكياء وفهموا طريقه لعبي، وبالنسبة لقشير أعتبره لاعبا كبيرا كان يستحق اللعب لفترة طويلة مع المنتخب الجزائري.
المدرب عامر جميل يخشى النجوم وكان وراء مغادرتي الكاب
• ما هي الأكلة الجزائرية التي نالت إعجابك؟
بالمناسبة أنا مدين لأغلب العائلات الجزائرية في باتنة، التي احتضنت أسرتي، و كانت تستهويني أكثر الأطباق الجزائرية الخاصة بشهر رمضان.
• زرت باتنة في سنة 2001 كيف وجدتها مقارنة بآخر مرة في1996، ومن هم أصدقاؤك المقربون في المدينة؟
زرت باتنة خصيصا عام 2001، قبل هجرتي إلى أوروبا والتقيت بأصدقاء الأمس ومناصري الفريق، الذين سعدوا بمشاهدتي وطلبوا مني العودة واللعب ولكن للعمر أحكام، وكنت سعيدا جدا بلقاء الأخ والصديق عز الدين ميهوبي، وبعض الأصدقاء في باتنة مثل الأخوة زولي ( زياد وحسين ).
ف.ز

الرجوع إلى الأعلى