اتركــوا ماجــر يعمــل و كفـاكــم من التشكيــك في مؤهلاتـه

لبى مرة أخرى أسطورة كرة القدم التونسية ومحلل قنوات «بي. إن. سبورتس» طارق ذياب طلب النصر بصدر رحب، لإجراء حوار مطول معه بخصوص أوضاع الكرة الجزائرية و العربية و العالمية، حيث استغل الفرصة لمطالبة الشارع الرياضي الجزائري بضرورة منح الفرصة للناخب الوطني رابح ماجر، الذي قال بأنه قادر على إعادة الاعتبار للخضر، إذا وجد الظروف المناسبة.
حاوره: مروان. ب
*ما رأيك في تعيين رابح ماجر مدربا للمنتخب الجزائري؟
اعتقد بأن اختيار رابح ماجر قرار صائب من الاتحادية الجزائرية لكرة القدم، بالنظر إلى معرفته الجيدة بأحوال الكرة الجزائرية، أنا أتمنى له كل التوفيق، و ثقتي فيه كبيرة من أجل إعادة الاعتبار للكرة الجزائرية، التي تتخبط في العديد من المشاكل والأزمات مؤخرا.
وجب على زطشي اتخاذ التدابير اللازمة قبل فوات الأوان
*هناك من عارض تعيين ماجر، بحجة ابتعاده عن أجواء التدريب لعدة سنوات، ما تعليقك؟
صحيح أن ماجر مبتعد عن مجال التدريب لعديد السنوات، ولكنه ظل قريبا من عالم الكرة، بحكم عمله كمحلل رياضي، وهو ما قد يساعده في مهمته الجديدة على رأس المنتخب الجزائري، كما لا تنسوا بأننا كعرب دوما نقف ضد الكفاءات المحلية، ولا نمنحها الفرصة، ونفضل الخيار الأجنبي، حتى ولو كان مستواه لا يليق حتى لتدريب منتخب ضعيف، على غرار ما حدث مع الخضر عند تعيين البلجيكي جورج ليكنس، أنا أتساءل هل ماجر أفضل أم ليكنس؟؟؟،.... اعتقد بأن الإجابة لا يختلف فيها اثنان، وهي أن ماجر أفضل منه على كافة الأصعدة والمستويات، كونه يعرف بيت الخضر جيدا بصفته لاعب دولي سابق، وأشرف على المنتخب الجزائري في إحدى الفترات، وهي كلها نقاط تصب في صالحه، وتعزز من حظوظ نجاحه.
*إذن أنت متفائل بنجاح ماجر على رأس الخضر؟
بطبيعة الحال متفائل للغاية، بالنظر إلى معرفتي الجيدة بصديقي ماجر، الذي يمتلك شخصية قوية، وقادر أن يضع بصمته على المنتخب الجزائري، لو يلقى الدعم والمساندة من الشارع الرياضي الجزائري، سواء جمهور أو صحافة، أنا أتمنى له التوفيق، وبحول الله سيعيد الاعتبار للكرة الجزائرية، التي تحظى بمكانة خاصة لدى الشعب الجزائري، بدليل أن لا شيء يعلو على المنتخب، وهي أمور لا يجب أن تستمر، كوننا مطالبين بالاهتمام بأشياء أخرى، إلى جانب متابعتنا لكرة القدم، التي باتت تشغل بال الجماهير العربية أكثر من اللزوم.
الاتحادية الجزائرية أصابت بالاستنجاد بكفاءة بحجم رابح سعدان
*هل توافق ماجر في خيار الاعتماد على المحليين؟
نصيحتي أتركوا ماجر يقوم بما يراه أنسب للمنتخب، وكفاكم من التشكيك في إمكانية نجاحه، أنا أوافقه في قرار الاعتماد على المحليين، كونهم أكثر انتماء، كما أن الاعتماد على محترفين ينشطون في فرق ضعيفة لا جدوى منه، وبالتالي على ماجر أن يدافع عن فلسفته، وأن لا يرضخ لأي ضغوطات، أنا متأكد بأن ماجر سيتخذ القرارات المناسبة، كونه ملم بأحوال الكرة الجزائرية، التي يجب أن تعود إلى سابق عهدها في أقرب وقت، بالنظر إلى تعلق الجمهور بها.
*ما رأيك في التغييرات التي طرأت على الكرة الجزائرية؟
اعتقد بأن أحوال الكرة الجزائرية ازدادت سوءا بعد رحيل الاتحادية السابقة، حيث تضاعفت مشاكل الأندية، وأطل مارد العنف من جديد، بالإضافة إلى العديد من الأشياء السلبية الأخرى، وبالتالي وجب على رئيس «الفاف» الجديد خير الدين زطشي اتخاذ التدابير اللازمة، من أجل إصلاح الأمور في أقرب الآجال، خاصة وأن أوضاع الكرة الجزائرية باتت مقلقة، بدليل التراجع الرهيب للمنتخب الجزائري الذي كان شماعة للكثير من الأشياء.
*ما رأيك في الاستعانة بأصحاب الخبرة من أمثال رابح سعدان الذي منحته «الفاف» مسؤولية قيادة المديرية الفنية؟
سعيد للاستنجاد بخدمات كفاءة مثل رابح سعدان، الذي يمتلك تاريخا حافلا مع الكرة الجزائرية، التي قادتها للتأهل إلى المونديال في مناسبتين، اعتقد بأن»الشيخ» قادر على جلب الكثير من الأمور الإيجابية، شأنه في ذلك شأن العديد من اللاعبين القدامى، في شاكلة رابح ماجر ولخضر بلومي، على اعتبار أنهم على دراية بالمعطيات الموجودة، إلى جانب حرصهم على خدمة وطنهم، على عكس الاستعانة بالخبرات الأجنبية التي لا تهتم سوى بملء الجيوب.
محرز وصلاح مفخرة العرب في أكبر البطولات العالمية
*هل الكرة الجزائرية قادرة على العودة إلى سابق عهدها؟
الجزائر بلد يزخر بالمواهب، بدليل أنها قدمت العديد من الأسماء اللامعة على مدار التاريخ، على غرار جيل الثمانينيات، الذي هزم الألمان، وجيل رياض محرز، الذي تألق في مونديال البرازيل، وبالتالي وجب إصلاح الأمور في أقرب وقت، اعتقد بأن المسؤولين أمام رهان صعب، في ظل المشاكل الكثيرة، التي تتخبط فيها الكرة الجزائرية، الغائبة عن المحافل الدولية في كافة الأصناف، خاصة الفئات الصغرى، التي لا نراها على الإطلاق، وهو ما يعني بأنها تعاني من التهميش، ما انعكس بالسلب على المنتخب الأول.
*ما رأيك فيما يقدمه الثنائي العربي رياض محرز ومحمد صلاح؟
نحن نتحدث عن موهبتين فذتين، نجحتا في رفع أسهم العرب في أحد أكبر البطولات في العالم، ويتعلق الأمر بالدوري الانجليزي الممتاز، الذي لا يستقطب سوى نجوم الصف الأول، محرز وصلاح فخر العرب، في وقت تعاني فيه مجتمعاتنا على كافة الأصعدة والمستويات، أنا أهنئهما بما وصلا إليه، حيث فاز محرز بلقب أحسن لاعب في «البريميير ليغ»، في انتظار تتويج صلاح هذا الموسم، كونه يقدم عروضا خرافية مع ناديه ليفربول.
أرفع القبعة لزيدان الذي أبقى الريال في القمة لثلاث سنوات متتالية
*......ولكن المقارنة بينهما تسببت في بعض المشاكل بين الجماهير الجزائرية والمصرية، ما رأيك؟
يجب على الجماهير العربية أن تتخلى عن هذه التصرفات التي أصفها بالصبيانية، وتنظر إلى الثنائي محرز وصلاح بأنهما قدوتان، بالنظر إلى ما وصلا إليه من مراتب متقدمة شرفت بلديهما، نحن كعرب لا ننظر سوى للأمور السلبية، وبالتالي نرى هذه المشاحنات بخصوص النجم الأفضل، من وجهة نظري كلاهما من طينة الكبار، وإلا لما نجحا في الظهور بهاته المستويات الراقية، التي جعلتهما محط أطماع كبرى الأندية في العالم.
*ما رأيك في فشل صفقة انتقال محرز إلى مانشستر سيتي خلال الميركاتو الشتوي الماضي؟   
الجميع تابع مسلسل رياض محرز، الذي كان على بعد خطوة واحدة من الانتقال إلى متصدر الدوري الانجليزي الممتاز، ولكن الصفقة فشلت في آخر لحظة، بسبب المطالب المالية الضخمة لنادي ليستر سيتي، اعتقد بأنه من حق «الثعالب» المطالبة بمبلغ خرافي مقابل التنازل عن خدمات محرز، الذي يعد من خيرة اللاعبين في العالم، وليس الدوري الانجليزي الممتاز فقط، اعتقد بأن محرز سيغادر نهاية الموسم باتجاه مانشستر سيتي أو تشيلسي أو أرسنال، على اعتبار أن هذه الأندية لن تفرط في موهبة بحجم محرز، الذي نجح في البروز رغم أنه ينشط في نادي متواضع.
من حق ليستر المطالبة بمبلغ خرافي للتخلي عن محرز
*بحكم متابعتك الجيدة لدوري أبطال أوروبا، من ترشح للتتويج بهذه البطولة العريقة؟
دوري أبطال أوروبا منافسة قوية جدا تتطلب الكثير من التضحيات في سبيل الوصول إلى معانقة اللقب، وبالتالي من الصعب جدا على الأندية، التي لا تمتلك تعدادا ثريا أن تصل إلى محطات متقدمة، وهنا أرشح قطبي الكرة الإسبانية ريال مدريد وبرشلونة في المقام الأول، بالنظر إلى النجوم الناشطة في هذين الفريقين، ويتقدمها ليونيل ميسي وكريستيانو رونالدو، إلى جانب متصدر الدوري الانجليزي الممتاز مانشستر سيتي، الذي يقوده مدرب داهية ويتعلق الأمر بالأسباني بيب غوارديولا، دون أن ننسى ليفربول الذي قد يكون المفاجأة السارة، في ظل العروض المتميزة التي يبصم عليها هذا الموسم بقيادة النجم المصري محمد صلاح، الذي أرشحه للفوز بلقب أحسن لاعب في الدوري الانجليزي الممتاز هذا الموسم.

*بالحديث عن الريال، ما رأيك في العمل المقدم من طرف زيدان، وماذا تغير مقارنة بالموسم الماضي؟
يجب أن نرفع القبعة للمدرب زين الدين زيدان لأنه ليس من السهل أن تظل في القمة لثلاث سنوات متتالية، لقد نجح في ظرف وجيز في الفوز بكافة الألقاب الممكنة، والبداية بلقبين متتاليتين في مسابقة صعبة جدا بحجم دوري أبطال أوروبا، التي تتنافس فيها كبرى النوادي العالمية، من العادي جدا أن نرى هبوطا في المستوى للفريق «الملكي» هذا الموسم، ولكن المعدن الحقيقي للريال يظهر في الوقت المناسب، والدليل ما بصم عليه رفاق كريستيانو في باريس، حيث فازوا عن جدارة واستحقاق، حاسمين ورقة التأهل بفضل الشخصية القوية التي يمتلكونها،... اعتقد بأن زيدان نجح في جلب الكثير للريال، وسيكون من الخسارة التفريط في خدماته، حتى ولو خرج الريال خالي الوفاض هذا الموسم، لا سيما إذا ما علمنا بأنه ينافس على جبهة واحدة، بعد تضييع البطولة والإقصاء من كأس الملك.
أتابع تألق شباب قسنطينة باهتمام وأتمنى تتويجه باللقب
*كنت من أشد المدافعين على النجم كريم بن زيمة، رغم تراجع مستواه، ما رأيك فيما يمر به اللاعب ذو الأصول الجزائرية؟
اعتقد بأن بن زيمة يمر بأحد أصعب فتراته خلال مشواره الكروي، حيث بات عرضة للكثير من الانتقادات، خاصة من طرف جماهير الريال والصحافة الإسبانية، التي أثرت عليه بشكل واضح، مستغلة ضعف شخصيته، مقارنة بلاعب بحجم رونالدو، لقد مر البرتغالي بظروف أصعب، ولكنه نجح في تجاوزها بفضل ثقته الكبيرة في نفسه، وهي الأمور التي يفتقدها بن زيمة، الذي تراجع مستواه بشكل واضح، ما قد يكلفه غاليا، رغم الحماية التي يجدها من مواطنه زيدان، الذي تحدى الجميع من أجله، ولكن بن زيمة لم يكن عند مستوى التطلعات، بدليل مروره جانبا أمام باريس سان جيرمان، هو لاعب مهاري خارج منطقة العمليات، ولكن ابتعاده عن التهديف قد يكلفه غاليا في نادي لا يمنحك الكثير من الفرص.
*ما رأيك في حظوظ المنتخبات العربية خلال مونديال روسيا 2018 ؟
اعتقد بأننا قادرين على أن نقدم شيئا لو نؤمن بحظوظنا، ونثق في إمكاناتنا الهجومية، لقد نجحنا في التألق خلال السنوات الماضية، بفضل اللعب دون قيود والأمثلة كثيرة، على غرار ما قدمه الخضر مع ألمانيا خلال مونديال 1982، وما بصموا عليه مع المدرب وحيد حليلوزتيش في البرازيل، دون أن ننسى الأداء الباهر للمنتخب التونسي أمام المكسيك، أين فاز نسور قرطاج بثلاثة أهداف لهداف واحد، وهو نفس الحال مع المنتخب المغربي، الذي تخطى عقبة البرتغال، أنا أنتظر الكثير من منتخباتنا العربية، خاصة المنتخبين التونسي والمغربي، ولكن شريطة أن لا يعطي مدربونا المباريات أكثر من حجمها، كوننا نعلم بأنهم يخشون على سجلاتهم، ويفضلون الخطط الدفاعية، مخافة التعرض لهزائم قاسية قد تعجل برحيلهم.
*هل أنت متابع للبطولة الجزائرية؟
بطبيعة الحال أنا متابع جيد للكرة الجزائرية، وسعيد لتواجد شباب قسنطينة في ريادة الترتيب العام، وهو ما يؤكد بأن الأمور في الجزائر مغايرة عن البطولات العربية الأخرى، التي تحتكرها أندية معينة، أنا أتمنى حظا موفقا للسنافر، الذين يمتلكون قاعدة جماهيرية كبيرة جدا.
الريال و البارصا أبرز مرشحين للتتويج برابطة الأبطال إلى جانب «السيتي»
*بماذا تريد أن تختم الحوار؟
أشكركم على اتصالكم بي، وأنا تحت تصرفكم في أي وقت.
م. ب

الرجوع إلى الأعلى