أحلم  بنقل رسالة الشارع الجزائري إلى العالم عبر  «ستريت وارك آوت»

على الرغم من صغر سنه والذي لم يتعد 19 عاما، إلا أنه قرر أن يكون قدوة لجيله وحاملا لرسالة الرياضة وأهميتها بدلا من إضاعة الوقت فيما هو غير مفيد، هو مهدي برانن، الذي لفت إليه الانتباه بتمارين رياضة الشارع أو ما يعرف بـ "ستريت وارك آوت"، التي بدأت بالانتشار بقوة في الجزائر، بفضل مجموعة من الشباب، الذين كسروا كافة الطابوهات، وفي مقدمتهم مهدي برانن، الذي خص النصر بحوار شيق يتحدث فيه عن كيفية ولوجه هذا العالم، وعن أهدافه المستقبلية، وعدة أمور تخص هذه الرياضة، التي هي خليط بين "الجومباز" و"الباركور" و"البريك دانس".

*بداية قدم نفسك للجمهور الجزائري ؟
اسمي مهدي برانن من مواليد 6 جويلية 1998 (19سنة) بباب الواد بالجزائر العاصمة أمارس رياضة ستريت وارك آوت منذ صيف 2015، عندما شاهدت فيديو للنجم «أنيبال فوركينغ»، وهو من مؤسسي هذه الرياضة العالمية، حيث كان يقوم بحركات جنونية، وتمارين صعبة للغاية، وهو ما لفت انتباهي، وجعلني أهتم بالسير على خطاه.

«بار باست» أول مجموعة  لهذه الرياضة   في الجزائر


* قلة قليلة  تسمع عن رياضة ستريت وارك آوت، هل لك أن تبسط مفهومها وتقنياتها للقراء ؟
تلقب برياضة الشارع، وهي خليط بين «الجومباز» و«الباركور» و«البريك دانس»،  إنها  رياضة حركیة للغایة وتعتمد بشكل أساسي على القوة واللیاقة البدنیة، و على وزن الجسم فقط،  تشمل تمارين كثيرة، ومن  ضمن الأساسيات الضغط والمتوازي، هي رياضة غير مكلفة بالمرة، وكل ما تحتاجه العمود، أو المتوازي.
*كيف بدأت ممارستها ؟
في صغري  مارست كرة القدم، رفقة أقراني من أبناء الجيران، ولكن سرعان ما توجهت لرياضة الفنون القتالية، بعد مشاهدتي لأحد أفلام النجم»بويكا»، حيث قررت الالتحاق بنادي بئر خادم في سن 12، غير أن معاناتي من الإصابات المتكررة جعلتني أضع حدا لمشواري في هذه الرياضة، والانتقال إلى ستريت وارك آوت، الذي تعلمت حركاته عبر قنوات على  « يوتيوب» في البداية،  حيث حاولت إتقانها بدون مدرب، وقد فشلت مرات عديدة،  إلا أن نجحت فيما بعد ،  و أصبحت أتقن حركات عديدة،  حاليا صارت اللعبة تمثل حلمي ومستقبلي لنقل رسالة الشعب الجزائري للعالم ، هكذا كانت قصتي مع هذه الرياضة، التى شجعني الكثير من أصدقائي على ممارستها، بعدما كنت أقوم بالعروض أمامهم، فقد  دفعوني للتمرن أكثر وإتقان مهارات أكبر.

أسعى للسير على خطى البطل العالمي «دانيال لايزانز»


*لماذا اخترتها عن بقية الرياضات الأخرى ؟
«ستريت وارك آوت» هي هوايتي ولعبتي المفضلة، وما يميزها أن أي شخص يمكنه ممارستها في البيت أو حتى الشارع، ولا يحتاج إلى ناد رياضي أو ساحات، وهنا أود أن أكشف لكم بأنني أنتمي لأول فريق في الجزائر، حيث نسعى جاهدين لنشر هذه الرياضة لدى الجيل الحالي،  هذه الرياضة نشأت في أوروبا من عدة سنوات، فيما يعد ممارسوها قلة قليلة جدا في العالم العربي، ويتواجدون خصوصا في مصر و المغرب، في انتظار أن نسير على نفس النهج في الجزائر، لا سيما في حال توفر الظروف المناسبة، نحن لدينا الكثير من المواهب، ولكن قلة منهم تمكنت من الاستمرار والوصول الى النجومية في غياب الدعم و الاهتمام، الذي ينحصر على رياضات معينة.
*هل تنشط مع نادي معين، أم هي مجرد هواية تمارسها رفقة الأصدقاء؟
كنت أقضي فترات طويلة في التدرب، حتى انضممت إلى مجموعة اسمها «BAR BEAST “، وبالمناسبة أشكر هشام ذبيح، الذي ساعدني كثيرا في بداية مشواري، حيث كان بمثابة المدرب، ولم يبخل علي يوما بالنصائح و الإرشادات، كونه أكثر خبرة مني، لأنجح في ظرف وجيز في تسجيل تقدم ملحوظ، سواء من حيث البنية الجسمانية أو حتى من خلال الحركات الصعبة التي بت أتقنها، ما جعلني أصنف في خانة المحترفين، بعد أن كنت مجرد لاعب هاو  انجذب لهذه الرياضة بفضل مقاطع “الفيديوهات”.

نطمح للارتقاء بهذه الرياضة
و تمثيل الجزائر دوليا


*هل صحيح أن هذه الرياضة بدأت تحظى بالاهتمام في الجزائر؟
«ستريت وارك آوت» رياضة جديدة بدأت تفرض نفسها في الجزائر، وكثر الإقبال عليها من قبل الشباب مؤخرا، حيث تمارس في الهواء الطلق، وخصوصا في الحدائق العمومية، وتتكون من قسمين، الأول هو ألعاب القوى، وهو نظام من التمارين على عدة مستويات من الجهد المبذول، و التي تساعد على تعزيز الصحة وتطوير القوة والقدرة على التحمل، والقسم الثاني يعتمد على تمارين الجمباز، التي تعتمد على استخدام وزن الجسم لتدريب قوة العضلات واللياقة البدنية.

اللعبة بدأت تفرض نفسها
 في الجزائر رغم كل شيء


*لماذا  تلقى هذه الرياضة   كل هذا الإعجاب ؟
السبب في إعجاب الناس بها  هو انفراد وجرأة حركاتها، وهو ما يثير شغف الكثيرين في تعلمها, وخير مثال على ذلك لدي آلاف المتابعين على صفحتي الشخصية عبر (الفايسبوك)، كما أود أن أشير بأن معظم الأشخاص الذين يمرون علينا خلال فترة التدريبات يسعدون برؤيتنا، ويطلب البعض منهم الانضمام إلينا، ولكننا نحذرهم من خطورتها في بعض الأحيان، فهي بحاجة إلى تركيز ذهني وإلى لياقة وقوة وخفة.
*هل سبق أن شاركت في بطولات محلية أو دولية؟
للأسف، لا نمتلك اتحادية خاصة برياضة ستريت وارك آوت، والأدهى من ذلك، هناك غياب تام للنوادي، على عكس ما هو موجود في العديد من البلدان العربية، على غرار المغرب و مصر، التي تولي اهتماما كبيرا برياضة الجيل الجديد.
يجب أن تعلموا بأنه رغم كل هذه العراقيل، إلا أننا لم نستسلم، ولم نضح برياضتنا، التي ساهمنا بنشرها عبر كافة أقطار الوطن، من خلال برمجة البطولات المنظمة من طرف بعض الأصدقاء وأصحاب الخبرة في هذا المجال، صدقوني لقد كانت لي فرصة  المشاركة  في بعض المناسبات، في انتظار البطولة العربية التي ستقام شهر جويلية المقبل في تونس، والتي ستعرف حضور نجوم كبار من المغرب العربي.

السبب في إعجاب الناس بها
هو انفراد وجرأة حركاتها

*هل تستعد للمشاركة في مواعيد ومنافسات قريبة؟
بالإضافة إلى البطولة العربية التي أسعى جاهدا للمشاركة بها، أمني النفس في أن أكون حاضرا بالبطولة العالمية المبرمجة بروسيا، خاصة وأن كل بلد سيكون ممثلا برياضي واحد أو اثنين، صحيح أن الأمور صعبة للغاية في المستوى العالي، في ظل وجود أسماء محترفة، ولكن حلمي يبقى التتويج بمثل هذه التظاهرات الكبرى، ولما لا تمثيل الشباب الجزائري أحسن تمثيل، أنا أؤمن بأنه بالعمل والاجتهاد نصل إلى الأهداف المرجوة.
*هل يعمل فريقك على تحقيق أهداف مستقبلية ؟
آمل في النجاح والوصول إلى الشهرة،.. أنا والفريق الذي أنتمي إليه في بداية الطريق، ولكن طموحنا كبير ، كل يوم نتدرب على حركات جنونية نؤديها معا، ونطمح للارتقاء بهذه الرياضة وتمثيل الجزائر في أكبر المحافل الدولية، هذه الرياضة باتت عشقنا، وتعد جزءا من شخصيتنا، نحن نشعر أننا نكبر معها يوما بعد يوم، ويوما ما سنصل مرادنا عند تمثيل الجزائر في مباريات وعروض دولية.

هذه رسالتي إلى المسؤولين


*ما هي أكثـر البلدان اهتماما بـ «ستريت وارك آوت»؟
أكثر الدول اهتماما بهذا النوع من الرياضة روسيا وأكرانيا وإسبانيا وبلغاريا، دون أن أنسى بعض البلدان العربية، التي شهدت قفزة نوعية، في ظل الدعم الذي يحظى به  الرياضيون من طرف الجهات الوصية.
من هو مثلك الأعلى في هذه الرياضة؟
مثلي الأعلى في رياضة «ستريت وارك آوت» هو اللاتفي دانيال لابرانز الحائز على بطولة العالم 2017، فالشيء الذي يجذبني إليه هو احترافيته الكبيرة، وانضباطه اللا متناهي.
*ما هي أهدافك المستقبلية؟
أسعى لتطوير إمكاناتي التي ستفتح أمامي أبواب الاحتراف، خاصة وأن رغبتي كبيرة في تمثيل الجزائر بشكل جيد، أنا آمل أن تنتشر هذه الرياضة في الجزائر، ويكون لها مظلة شرعية تحت اتحاد رياضي ، ونعمل في الفترة المقبلة على الاشتراك فى المسابقات والبطولات العالمية لهذه الرياضة، كما سأعمل مستقبلا على أن أكون مدربا لكل من يرغب في تعلم هذه الرياضة.
*ما هي رسالتكم للمسؤولين؟
أتمنى من كل قلبي أن تتطور هذه الرياضة بالجزائر، وتصبح ممارسة في كافة ربوع الوطن، نرجو  فقط من المسؤولين أن يمدوا لنا يد العون، خاصة وأننا بحاجة إلى إمكانات بسيطة فقط، على عكس بقية الرياضات الأخرى التي تتطلب أموالا كبيرة.
*بماذا تريد أن تختم الحوار ؟
مستوى اللاعبين في الجزائر يتحسن بسرعة كبيرة، ونحن قادرون على المنافسة في جميع البطولات، وأتمنى فقط أن توفر لنا الجهات المختصة السبل اللازمة لممارسة هذه الرياضة، من خلال إتاحة الأماكن المخصصة للعبة في الحدائق العامة و النوادي، كوننا نواجه الكثير من المشاكل، خاصة خلال فصل الشتاء،  حيث لا نتدرب فيه بكثرة، في ظل عدم حيازتنا على قاعات مغطاة تقينا  الأمطار التي تتساقط باستمرار.
حاوره: مروان. ب

الرجوع إلى الأعلى