جنينا ثمار تضحيات 10 سنوات و أعد القسنطينيين بالثلاثية
 عجزت راضية فرتول رئيسة ومدربة فريق فتيات وئام قسنطينة عن وصف شعورها بعد التتويج بأول لقب لبطولة الكرة النسوية، معتبرة ذلك ثمار جهد وتعب وصبر عقد كامل من الزمن، تحملت خلالها شح التمويل وثقل المسؤولية.

• أخيرا توجت رفقة فريقك فتيات وئام قسنطينة بلقب البطولة، ما شعورك؟
انتباني شعور لا يوصف، ولا يمكن اختزاله في كلمات، بعد التتويج بأول لقب بطولة في تاريخ هذا الفريق، الذي أسسته سنة 2004، قبل أن نشرع في العمل الرسمي مع الفئات الصغرى سنتين بعد ذلك، لتكون أول مشاركة لنا في البطولة الجهوية موسم 2008 / 2009، لقد كانت سعادتنا كبيرة بهذا التتويج، الذي أتى بعد جهد كبير، وتضحيات دامت ل10 سنوات كاملة، تحلت خلالها الفتيات بالتحدي والإصرار والعزيمة، ما مكنهن من الوصول إلى هذا الحلم.

لا أحد تصدق علينا باللقب وجلبناه بعرق جبيننا

• شاهدنا فرحة هستيرية من اللاعبات، هل السبب يعود لاستعصاء هذا اللقب على فريقك ؟


كما تعلمون فريق فتيات وئام قسنطينة «صنف كبريات»، خسر خمس نهائيات متتالية، وهو ما أثر بالسلب على نفسية الفريق، وانتابه في بعض الأوقات اليأس، ولكن بفضل العمل الجبار، الذي قمت به تمكنت من إعادة الثقة للاعبات، اللواتي بصمن على مشوار متميز سواء هذا الموسم أو حتى خلال المواسم الماضية، عندما خسرنا أربع نهائيات أمام فريق آفاق غليزان الفريق المتمرس، كما لم يسعفهن الحظ أمام الأمن الوطني. صدقوني لقد كانت الفرحة هستيرية من اللاعبات بعد التتويج هذا الموسم، على اعتبار أن هذا اللقب قد طال انتظاره، إلى درجة أنه كاد يشكل لنا عقدة.
• لماذا فشل فريقك في معانقة اللقب طيلة الفترة الماضية؟
يجب أن تعلموا بأننا نمتلك ثلاثة أصناف، أقوم بالإشراف عليها بمفردي، في ظل غياب رئيس أو أي مسير آخر، ولكن بالثقة التي وضعتها اللاعبات في شخصي نجحنا في رفع التحدي، وتمكنا من الوصول إلى الحلم الذي استعصى علينا طيلة العشر سنوات الماضية، لقد خلفت خسارة النهائيات وقعا سلبيا في نفسيتي، وهو ما جعلني أقوم بإعداد حصيلة شاملة نهاية الموسم الماضي، من أجل الوقوف على الأسباب، التي كانت وراء فشلنا في معانقة اللقب، حيث وصلت إلى قناعة، مفادها أن فريق الوئام بحاجة إلى تدعيمات نوعية بلاعبات يمتلكن الخبرة لصنع الفارق في اللحظات الحاسمة.

ننتظر احتفال مدينتنا بتتويج آخر من صنع شباب قسنطينة

•ماذا تغير هذا الموسم مقارنة بالسنوات الماضية؟
اعتقد بأننا نجني ثمار الاستقرار في الطاقم الفني، حيث أتواجد على رأس الفريق منذ عشر سنوات كاملة، كما كنت وراء تكوين غالبية اللاعبات تقريبا، دون أن أنسى التخطيط الجيد الذي قمت به، من خلال الحفاظ على نفس التعداد تقريبا، مع تدعيمه ببعض الأسماء المتميزة، لقد تحدينا كافة الظروف الصعبة، وتمكنا رغم انعدام الإمكانات، من التفوق على فرق أفضل منا من حيث الموارد المادية، صدقوني فريقي لم يتلق أي إعانة من البلدية طيلة الفترة الماضية، غير أن ذلك لم يحد من عزيمتنا، وواصلن العمل إلى غاية الوصول إلى المجد، أنا أشكر اللاعبات على التضحيات المبذولة، ولولا هذه المجموعة المتماسكة لما نجحنا في إهداء قسنطينة هذا اللقب الغالي.
• هل أنت راضية اليوم على العمل الذي بدأته منذ سنة 2004 ؟
أكذب عليكم لو قلت بأنني لست راضية، خاصة وأنني بدأنا العمل سنة  2004 بغلاف مالي لم يتجاوز 20 مليون، قبل أن تتحسن الأمور نسبيا بمجيء مدير الشبيبة والرياضية الحالي، الذي أشكره بالمناسبة على وقوفه إلى جانبنا، أين رفع قيمة الإعانات من 150 مليون إلى 250، ورغم ذلك تبقى الإعانات متواضعة جدا، مقارنة بميزانية فرق أخرى، والتي تتراوح ما بين مليار إلى مليارين سنتيم في الموسم الواحد، دون أن ننسى عقود “السبونسور” التي يستفيدون منها، لقد عملنا في غياب أدنى الشروط، والدليل أنني كنت أحضر كل شيء في منزلي الخاص، في ظل عدم امتلاكنا لمقر، كما اضطررت في الكثير من المناسبات للإنفاق من مالي الخاص، ولجأت أحيانا حتى للاقتراض، من أجل تلبية حاجيات اللاعبات، اللائي أشكرهن على تفهمهن للوضعية المالية الصعبة، لقد كان همنا الوحيد أن نشرف مدينة قسنطينة، التي ابتعدت عن منصات التتويج لسنوات طويلة.

حولت منزلي مقرا للفريق وعلى المسؤولين المحليين التحرك

• ماذا تنتظرين من السلطات المحلية بعد هذا الانجاز؟
لكي نعطي كل ذي حق حقه، يجب أن أعود إلى الوقفة التي كانت للوالي الأسبق نور الدين بدوي، الذي أقام حفلا على شرف فريقي، بعد تتويج فئة أقل من 20 سنة، بأول لقب لصالح الوئام، لتتغير الأمور فيما بعد، أين لم نتلق أي دعم بما في ذلك الدعم المعنوي، ولكن هناك الجديد هذا الموسم، خاصة بعد الحديث الذي جمعني بالوالي عبد السميع سعيدون، حيث طمأنني بأنه سيدعمنا ماديا، من أجل التخلص من الديون الكثيرة، التي نتخبط فيها، كما قدم لنا ضمانات بمنحنا مقرا جديدا في الأيام المقبلة، مع وعود بتحفيزنا بمبلغ 200 مليون سنتيم في الأيام القادمة، من أجل تسوية بعض ديون اللاعبات، اللائي ضحينا كثيرا، كما أنهن بحاجة إلى مثل هذه الخرجات، من أجل استكمال المشوار المتبقي بنجاح، كوننا لا نزال ننافس على جبهتين متبقيتين، ويتعلق الأمر بكأس الجمهورية وكأس الرابطة.

لم أخلط بين رئاسة فريقي وعضوية المكتب الفيدرالي

• بماذا تردين على أقاويل راجت بخصوص استفادة الوئام من عضويتك في المكتب الفيدرالي؟
تواجدي في المكتب الفيدرالي كان نقمة أكثر منه نعمة، حيث تسبب لي بضغوطات كبيرة جدا، منذ أول عهدة لي سنة 2013، لقد كنت واضحة مع الرئيس الأسبق للاتحاد الجزائري محمد روراوة، الذي أكدت له بأنني سأظل متمسكة بعملي مع فريق الوئام، وهو ما وافق عليه، كونه يدرك بأنني محترفة، ولا أخلط بين الأشياء، لقد حاولت طيلة الفترة الماضية أن لا أشتكي كثيرا، حتى لا تستغل بعض الأطراف هذه الأشياء، من أجل الترويج لأمور لا أساس لها من الصحة، لقد استفاد فريقي مني الكثير كمدربة ومسيرة، ولكن كعضو فعال في المكتب الفيدرالي لم يستفد الوئام أي شيء، بل على العكس ازدادت مسؤولياتي، ولم يعد لدي الكثير من الوقت، صدقوني لقد عشت فترات صعبة، ولكن حبي لعملي جعلني أقوم بتضحيات لا يتقبلها العقل، على غرار الإشراف على الصغريات يوم الجمعة بشرق البلاد، والتنقل لوهران لقيادة الكبريات في اليوم الموالي مباشرة، دون أخذ أي قسط من الراحة، بالمختصر المفيد لقد استنجد بي روراوة لكفاءتي ولأي شيء آخر، ومن لديه العكس فلينظر إلى سيرتي الذاتية.

بدأنا العمل بـ 20 مليونا وتفوقنا على فرق تنفق مليارين في الموسم

• قسنطينة متفائلة بتتويج آخر من صنع شباب قسنطينة، ما رأيك ؟
لدي إحساس كبير جدا، بأن مدينتنا ستحتفل مرة أخرى بالتتويج، ولكن هذه المرة عن طريق فريق شباب قسنطينة، الذي قدم مشوارا متميزا في الرابطة المحترفة الأولى لكرة القدم هذا الموسم، باحتلاله صدارة الترتيب العام منذ الجولة الخامسة، ويقترب أكثر من أي وقت مضى من التتويج باللقب الذي انتظره السنافر كثيرا، أنا أرى بأن أشبال المدرب عبد القادر عمراني يتواجدون في السكة السليمة، ولكن أنصح الجمهور القسنطيني بعدم فرض أي ضغوطات إضافية على الفريق، الذي سيكون على موعد مع مباريات حاسمة إلى غاية نهاية الموسم الكروي، ثقتي كبيرة في المدرب عمراني والمناجير العام طارق عرامة، الذي يستحق أن يفرح بهذا الإنجاز، بالنظر إلى التضحيات التي قدمها، كما أنني أشعر بما يمر به الآن، كونه ابن المدينة ويود إسعاد الجماهير الكثيرة التي تنتظر هذا التتويج منذ عدة سنوات.

فتيات وئام قسنطينة بات خزانا للمنتخب الوطني

• ماهي الرسالة التي توجهينها للفتيات اللائي ضحين كثيرا للوصول إلى هذا المجد؟
يعجز اللسان عن إيجاد الكلمات المناسبة، لشكر الفتيات اللائي ضحين كثيرا، من أجل معانقة هذا اللقب، أنا أشكر الجميع دون استثناء، والبداية بأبناء الفريق سدراتي وبراهيمي وميروش، اللائي بدأنا معي منذ عدة سنوات، مرورا بنوارة ومولاي ووهيبة وصفية ومحبوبة وسلاف وفاطمة ونورة اللواتي يعتبرن بمثابة «ملح» الفريق، بالنظر إلى الأجواء التي يصنعنها، ووصولا إلى الانتدابات التي قمنا بها، في صورة كل من بوهني وسكوان فاطمة الغنيتان عن كل تعريف، حيث استفدنا من خبرتهن كثيرا، إلى جانب الحارسة نجاة والمتميزة حيمور، التي صنعت الفارق في مباراة الحسم أمام مشعل بسكرة، بتسجيلها الهدف الغالي الذي أهدانا اللقب، لقد كان هذا الإنجاز نتاج عمل جماعي، ولم يتصدق به أحد علينا بل جلبناه بعرق جبيننا.


• نجحت في تحويل فريق مغمور إلى فريق بطل يقدم الكثير من اللاعبات للمنتخب الوطني، ما تعليقك؟
إستراتجيتي تتمحور بالدرجة الأولى حول المنافسة على كل الألقاب، إلى جانب تدعيم المنتخب الوطني بلاعبات متميزات، لقد بتنا خزانا للمنتخب النسوي في كافة الأصناف، حيث منحنا خمسة لاعبات لفئة أقل من 20 سنة، ولاعبتين في صنف أقل من 17 سنة، دون أن أنسى السبع لاعبات المتواجدين باستمرار مع الكبريات، منهن لاعبات من تكوين فريقنا.
• بماذا تريدين أن تختتمي الحوار؟
من حقي طلب المساعدة من المسؤولين، من أجل تحسين وضعية الفريق، الذي بات يصنع الاستثناء في الجزائر بنتائجه الباهرة ( فاز باللقب بعد الفوز ب18 مباراة والتعادل في مناسبتين والخسارة مرة واحدة)، إلى جانب منحه العديد من اللاعبات للمنتخب الوطني، أنا أطلب من السلطات المحلية أن تقوم بالتفاتة طيبة اتجاه هذا الفريق في الأيام القادمة، من خلال زيارة اللاعبين في التدريبات وتحفيزهم بما هو مطلوب، قبيل المواعيد القادمة التي تنتظرنا في إطار منافستي كأس الجمهورية وكأس الرابطة.                 
    حاوره: مروان. ب

الرجوع إلى الأعلى