مرتاح في فريق القلب واتفقت مع زعيم على المواصلة لموسم آخر
• أمر رائع لو أساهم الموسم المقبل في عودة عنابة لحديقة الكبار
كشف المدافع الدولي السابق عادل معيزة عن ارتياحه الكبير في اتحاد عنابة، وأكد بأنه أعطى موافقته المبدئية لرئيس النادي عبد الباسط زعيم لتجديد العقد، والمواصلة مع الفريق الموسم القادم، خاصة بعد النجاح في العودة إلى الرابطة المحترفة الثانية.
حــاوره: صالح فرطــاس
معيزة، وفي حوار خص به النصر أمس، اعتبر صعود اتحاد عنابة هذا الموسم من وطني الهواة انجازا مستحقا، وأوضح بأن مسيرة الفريق على مدار الموسم كانت استثنائية، ومؤشرات التتويج لاحت في الأفق مبكرا، وخصص جزءا من حديثه للأنصار، حيث أكد بأن الأجواء التي عاشتها «بونة» في عرس الصعود تبقى خرافية، من أغلى الذكريات في مسيرته الكروية، كما تطرق إلى بعض الأمور المقترنة بمشوار الاتحاد، نقف على تفاصيلها في الدردشة التي كانت على النحو التالي:
• في البداية، ما مدى صحة الأخبار المتداولة بخصوص تجديدك مع اتحاد عنابة للموسم القادم؟
الحقيقة أن الأمور الرسمية مازالت لم تتخذ بعد، في انتظار الاعلان عن المهلة المخصصة للامضاءات، لكن ما تم تداوله عبر مواقع التواصل الاجتماعي صحيح، حيث اتصل بي رئيس النادي عبد البساط زعيم، وتحدثنا بخصوص مستقبلي مع الفريق، فكان الاتفاق على تجديده لموسم آخر، لأنني جد مرتاح في عنابة، وتواجدي بألوان فريق القلب في هذه المرحلة، جعلني أحس أكثر بثقل المسؤولية الملقاة على عاتقي، كواحد من أبناء الاتحاد، والذين تراهن الإدارة على خبرتنا لضبط تركيبة متوازنة تجمع بين الخبرة والطموح.
• هل يعني هذا بأن الصعود كان السبب الرئيسي وراء التجديد؟
حملي ألوان اتحاد عنابة ليس مرهونا بأي شرط، والدليل على ذلك أنني وافقت على العودة إلى الفريق وهو ينشط في بطولة الهواة، وحتى بعد «نكسة» سنة 2017، لما ضاعت منا تأشيرة الصعود لفائدة جمعية عين مليلة لم أفكر إطلاقا في المغادرة، بل أعطيت الأولوية لفريقي، لأنني أريد المساهمة في صنع فرحة أنصار ولايتي، بالنظر إلى المكانة المرموقة التي أحظى بها لديهم، لتكون ثمرة ذلك صعودا مستحقا في نهاية هذا الموسم، ومعايشة أجواء تبقى راسخة في الأذهان.
• لكن عرس الصعود كان مميزا، وما صنعه الأنصار سرق الأضواء على الصعيد الوطني؟
تلك الصور نادرة، لأنني تنقلت بين العديد من الأندية الكبيرة، لكنني لم أشاهد مثل تلك الأجواء في حياتي، ولا أعتقد أنها ستتكرر في ملاعب أخرى ببلادنا، حتى أن مسؤولي الفاف تفاجأوا لما شاهدوه في المدرجات، لأن «الكراكاج» الذي صنعته «أوركيسترا» المدرجات، بمناسبة اللقاء الأخير ضد شباب قايس كان استثنائيا، ولفت انتباه المتتبعين، ليس على الصعيد الوطني فقط، بل بلغ صداه البعد «العالمي» بتناقل وسائل اعلام أوروبية الصور من ملعب عنابة، والتأكيد على أن هذه الأجواء تحدث في دوري الدرجة الثالثة للبطولة الجزائرية، وهو أمر يؤكد على أننا نمتلك جمهورا من ذهب، يستحق فريقا ينشط في الرابطة المحترفة الأولى، وعليه فإن الخروج من دوامة الهواة إلى الدرجة الثانية يعد أبسط هدية يمكن تقديمها لهم.
• إلا أن الأنصار كانوا متعلقين بالفريق منذ الموسم الفارط، والأجواء كانت مغايرة هذا الموسم؟
العلاقة الوطيدة التي تربط أنصار اتحاد عنابة بفريقهم، لم تكن مقترنة بتاتا بمستوى النشاط، والقسم الذي ينتمي إليه، لأن حلم العودة إلى الرابطة المحترفة الثانية كان ضاع لموسمين متتاليين، ومع ذلك فإن عدد الأنصار كان يتزايد من موسم لآخر، رغم بقاء الاتحاد في الهواة، والكل يتذكر حضور قرابة 50 الف متفرج بالمدرجات في قمة الموسم الماضي ضد جمعية عين مليلة، وقبلها بموسمين في المقابلة الحاسمة أمام اتحاد بسكرة، لكن هذا الموسم يبقى اسثنائيا، لأن مؤشرات الصعود كانت قد لاحت في الأفق مبكرا، والمشوار لم يكن سهلا، كما أن نية الأنصار في المساهمة في الانجاز ساعدت على معايشة أجواء استثنائية، جعلت المناصرين يكشفون عن الدور الحقيقي الذي يلعبونه، وذلك بوقوفهم الدائم والمتواصل إلى جانب الفريق، فكانت بمثابة لاعب إضافي في التشكيلة طيلة موسم كامل.
• نعرج الآن على الحديث عن الفريق، فما تقييمكم للمشوار الذي أديتموه من أجل ترسيم الصعود؟
كما سبق وأن قلت، فإن معالم الصعود كانت قد ارتسمت مبكرا، رغم أن انطلاقتنا كانت متذبذبة، وذلك بسبب التغيير الذي شهده الفريق على جميع الأصعدة، انطلاقا من الطاقم المسير، مرورا بالعارضة الفنية، ووصولا إلى التعداد، الذي تغيّر بنسبة لا تقل عن 80 بالمئة، لكن عدم فقدان الثقة في النفس والامكانيات في الجولات الأولى ساعدتنا على التدارك، ليكون المنعرج بقدوم المدرب مواسة لقيادة الاتحاد، لأن ذلك ترك أثارا جد إيجابية على الجو العام السائد داخل المجموعة، خاصة من الناحية الانضباطية، دون تجاهل العمل الميداني الجاد، ولو أن المهمة كانت جد صعبة بالمقارنة مع الموسم الفارط، وهذا في وجود العديد من الأندية التي ظلت تتمسك بحظوظها في القدرة على تحقيق الصعود، وأبرز دليل على ذلك أننا كنا ننشط كل جولة قمة الموسم ضد فريق يحتل المركز الثاني، وهو «السيناريو» الذي تكرر مع كل من نادي تقرت، جمعية الخروب، هلال شلغوم العيد واتحاد خنشلة، وهي مباريات كانت متعاقبة، وجرت في ظرف زمني وجيز، ليكون التعادل الذي حققناه في تقرت المفتاح الذي عبّد لنا الطريق نحو منصة التتويج، وهنا بودي أن أفتح قوسا لتوضيح شيء مهم.
• تفضل .. ما هو؟
حديثي عن المدرب مواسة وبصمته في الصعود، مستمد من العمل الجبار الذي قام به، لأنه قرر ترقية بعض العناصر من الأواسط، وراهن عليها في مباريات هامة ومصيرية، فوجدنا أنفسنا نلعب بتعداد مغاير لذلك الذي كان عند انطلاق الموسم، وهذا كله ناتج عن الثقة الكبيرة، التي يمتلكها هذا المدرب من أجل تجسيد استراتيجية العمل التي انتهجها، كما أن هذه الطريقة أجبرتنا نحن كركائز نحس أكثر بثقل المسؤولية الملقاة على عاتقنا، لأنني وبصفتي القائد، وجدت نفسي مرغما على تأطير التشكيلة الشابة، وتوجيه النصائح لزملائي، مما سمح لي باستعادة الذكريات التي قضيتها في بداية مشواري مع شباب قسنطينة، حيث لم يبخل بعض زملائي السابقين من أمثال زردية وثنيو بنصائحهم إلي في العمل الدفاعي، لنجني ثمار هذه التضحيات بصعود مستحق، مع كسب مجموعة من العناصر الشابة للثقة في النفس والامكانيات تحسبا للمستقبل.
• لكن خبرتكم كانت كافية للمزاوجة بين المهام في منصب المدافع المحوري والهداف؟
لا أخفي عليكم بأن اللعب في الهواة ليس سهلا، وقد أجبرت على استغلال مغامرة الموسم الفارط لكسب خبرة اضافية في هذا المستوى، رغم أنني لاعب دولي سابق، غير أن ذلك لم يشفع لي بالقدرة على إثبات وجودي في بطولة الهواة، وقد كنت بحاجة إلى تجربة الموسم الماضي، لأخذ نظرة شاملة على مستوى هذا القسم، واستراتيجية اللعب المنتهجة، والتكتيك الذي يعتمد عليه أغلب الفرق، مع طغيان الاندفاع البدني الكبير، خاصة في المجموعة الشرقية، وعليه فقد كان النجاح حليفي في الموسم الثاني، بالتكفل بتسجيل أهداف حاسمة في المقابلات الهامة، مع ضمان التغطية الكافية في الدفاع، لأن الصلابة الدفاعية تبقى أمرا ضروريا في هذا المستوى.
• ماذا عن طموحاتكم المستقبلية والرهان المنتظر منكم في الرابطة المحترفة الثانية؟
في الوقت الراهن، لا يمكنني كلاعب الحديث عن الأهداف المسطرة الموسم القادم، ومع ذلك فإن حلم التواجد مع كبار الرابطة المحترفة الأولى يبقى يراود أنصارنا الأوفياء، لكن التجسيد لن يكون سهلا على أرض الميدان، رغم أنني كقائد للفريق أتمنى من أعماق القلب المساهمة بالنجاح في الصعود لموسم آخر، وذلك ليس مستحيلا، إذا ما أخذنا بعين الاعتبار ما فعله اتحاد بسكرة وجمعية عين مليلة على التوالي، بعد صعود كل فريق لموسمين متتاليين من الهواة إلى الرابطة المحترفة الأولى، كما أن اتحاد عنابة له من المقومات ما يسمح له بالتواجد مع «الكبار»، انطلاقا من القاعدة الجماهيرية الكبيرة، مرورا بالملعب، وصولا إلى الامكانيات المادية والبشرية.
ص.ف

الرجوع إلى الأعلى