قسنطينة فخورة بأبطالها واللقب أحيا المدينة بأكملها
وصف اللاعب السابق لفريق شباب قسنطينة نور الدين بونعاس، مسيرة السنافر هذا الموسم بالتاريخية كونها تمكنت من تغيير الصورة النمطية لمشوار الفريق سواء في مختلف المنافسات، مضيفا في حوار للنصر أن شباب قسنطينة استحق لقب الموسم المنقضي عن جدارة واستحقاق، خاصة وأن تشكيلة عمراني سيطرت على البطولة منذ خامس جولة، كما عبر عن حسرته لتواصل غياب “الديربي”، وهو الذي يحمل الرقم القياسي في عدد مواجهاته بعدما خاض 16 لقاء بألوان الفريقين.
حاوره : ك – كريم
• ما تقول عن تتويج فريق شباب قسنطينة، الذي حملت ألوانه عدة مواسم منتصف التسعينيات؟
ما أنجزه فريق السنافر هذا الموسم، يبقى مميزا وتاريخيا، بعد  أن تمكنت تشكيلة، لم يراهن عليها كثيرا للعب الأدوار الأولى، من السيطرة على مجريات المنافسة، وتسيد الترتيب منذ الجولة الخامسة، وإنهاء الموسم بلقب يثري سجل هذا النادي العريق.
حقيقة لقد قدم الشباب هذا الموسم، مشوارا يستحق التوقف عند محطاته مرارا وتكرارا، لأن ما عايشناه لا يتكرر دائما، فمن غير المعقول أن فريقا أنقذ موسمه ومكانته مع الكبار في آخر جولة، يتحول بعد أشهر لعملاق يتفوق على كل الأندية المصنفة على أنها كبيرة في بطولتنا، ثم يفرض عليها منطقه ويختطف اللقب في آخر الأمر، تاركا الصراع على المراكز المؤهلة لمنافسة خارجية وفقط..
ما حققه السنافر هذا الموسم صعب محاكاته
• وبرأيك ما هي العوامل التي فرضت على  مشوار السنافر مصطلح “الظاهرة”؟
شباب قسنطينة فريق عريق ونادي كبير، يستحق أن يثري خزانته مع نهاية كل موسم بلقب على الأقل، بالنظر لخصوصية هذا الفريق الذي يمثل مدينة كبيرة وعريقة هي الأخرى، وفي اعتقادي أن أهم عامل ساهم في جلب هذا اللقب هو الاستغلال الجيد والعقلاني، لإمكانات الفريق سواء المادية والبشرية، كما أن تغيير ملاك شركة الفريق لسياستهم، في مجال التسيير وترجيح كفة دعاة الاستقرار على المستويين الفني بالاحتفاظ بالمدرب عمراني أو الإداري بتجديد الثقة في عرامة، كانت ثماره ما نعيشه وما عشناه من أيام فرح وسعادة، ولا يجب أن ننسى أن فريق شباب قسنطينة يتوفر على كامل إمكانات النجاح، فمدينة الجسور المعلقة، العريقة تحوي ملعبا كبيرا تحلم بامتلاكه فرق تمثل ولايات كبرى، ناهيك عن رعايته من قبل شركة قوية جدا من الجانب المالي، وتمثل إحدى فروع سوناطراك، بالإضافة إلى القوة الكبرى والمتمثلة في جمهور كبير يعشق فريقه، لطالما كان سببا في وقت انكساراته أو دفعه، لتحقيق المزيد على غرار هذا الموسم، حين دخلت التشكيلة في مرحلة فراغ.
• زفت ولاية قسنطينة سهرة أمس، أبطالها الذين كانوا وراء ثاني لقب للسنافر والثالث في تاريخ المدينة، أكيد أن ذاكرتك عادت بك لصيف 97؟
بالفعل، ولم يقتصر الأمر على سهرة الأمس فقط، لقد عاشت مدينة قسنطينة منذ أسابيع على وقع إنجاز تشكيلة شباب قسنطينة التاريخي، فمنذ مواجهة اتحاد الجزائر، التي رسمت ملامح اللقب الأولى ومدينة الجسور تعيش على وقع الاحتفالات، والتي أرى أنها تضاهي تلك، التي رافقت ظفر النادي بأول لقب في تاريخه، صيف عام 1997، رغم أن الأخيرة لم يسبق وأن عاشتها المدينة، وظلت الأجيال  المتعاقبة تسترجع ذكرياتها.
أشبال عمراني حولوا الصراع من اللقب إلى المركز الثاني
• لقب 97،  لطالما شكل الفرحة الوحيدة الأولى لأنصار النادي، ماذا تتذكر من ذلك الموسم بعد 21 عاما، خاصة وأنك كنت من مهندسي ذلك الإنجاز؟
لا يمكن نسيان ذلك الموسم، وأفتخر أنني كنت واحدا من بين تلك الكتيبة التي أهدت النادي القسنطيني أول ألقابه، لقد تعبنا في ذلك الحين للوصول إلى تسيد البطولة، وإنهاء الموسم في المركز الأول، وكما يعرف الجميع فإن ذلك اللقب تم التخطيط له قبل  سنوات، وعكف على ذلك الرئيس السابق محمد بوالحبيب “سوسو”، الذي كون في أول موسم له سنة 1993، تشكيلة قوية حققت الصعود، ثم وبعد ذلك حضر على مدى موسمين، تشكيلة تمكنت في ثالث موسم لها مع الكبار، من الحصول على التاج الغالي، بعد أن ضم أحسن الأسماء على غرار كاوة وغولة وماتام وخياط وبن عمارة وعمران وبوريدان والحارس لعور، وانتدب مدربا قديرا اسمه محمد حنكوش.
• وما هي أبرز المحطات التي أبت أن تمحى من مخيتلك؟
في ذلك الموسم، عانينا كثيرا قبل الوصول لأهدافنا ولاقينا منافسة شرسة من فريق مولودية وهران، الذي كان يضم أسماء لامعة ولاعبين كبار حقا، وأكيد أن يحوي في طياته ذكريات ومحطات، تبقى في الذاكرة على غرار مواجهة وداد مستغانم في الذهاب، وكذا اتحاد الحراش في مرحلة العودة، أين كانت المنافسة الشديدة مع الحمراوة تفرض علينا عدم الخطأ، وخاصة في أرضية ملعب حملاوي، وأتذكر أنه في تلك المقابلة عجزنا على الوصول لمرمى زملاء لونيسي، حتى أنه في الشوط الثاني قام المدرب حنكوش بتغيير الخطة، وطلب مني والعايب سليم، البقاء في الخلف ودفع بالجميع لمنطقة عمليات المنافس، غير أن كل المحاولات لم تجدي نفعا، قبل أن يتقرب مني زميلي العايب، الذي كان مكلفا بمراقبة لونيسي، وقال لي لم يبق سوى أن نصعد سويا، وأمر خياط وماتام التكفل بالجانب الدفاعي، وهو ما كان حيث وفي أول كرة تمكن العايب من تسجيل هدف الانتصار، وكان ذلك في الدقيقة الأولى من الوقت بدل الضائع.
لعبت لقطبي قسنطينة وساهمت في لقبي السنافر والموك
• قسنطينة احتفلت بثالث لقب في التاريخ، لكن من الصدفة أنك كنت من مهندسي أول لقبين؟
بالتأكيد، وقليل من الجيل الحالي، من يدرك أنني وعلاوة على مساهمتي في لقب عام 1997، بألوان فريق شباب قسنطينة، فقد كنت ضمن العناصر التي أهدت مدينة الجسور أول لقب، وكان ذلك موسم 1990-1991، بعد تمكن مولودية قسنطينة من حسم صراعها مع جمعية وهران لصالحها وإنهاء الموسم في المركز الأول، ورغم مرور حوالي 27 عاما على ذلك الانجاز، غير أن حلاوته لا تقل عن التتويجين اللذين أعقبا هذا الانجاز، واستغل الفرصة لأحيي كل من ساهم، في ذلك القلب من لاعبين ومسيرين وكل سكان ولاية قسنطينة.

• الحديث عن لقب الموك يجرنا للحديث عن وضعية الفريق وكذا غياب “الديربي” متنفس مدينة سيرتا وسكانها؟
حقيقة نتأسف لوضعية الموك، وأتمنى على غرار كل محبي الرياضة أن يتخلص هذا الفريق من مشاكله، ويسترجع مكانته الطبيعية في الرابطة المحترفة الأولى، ويعود معه كما قلت “الديربي” الذي لا يعرف نكهته سوى سكان  قسنطينة، ومن سنحت له الفرصة لخوض ولو مواجهة منه.. وهنا أريد أن أضيف شيئا..
الآبار نجحت في رهانها على عرامة وعمراني
• تفضل...
الديربي القسنطيني، كان إلى وقت ليس ببعيد إحدى أحسن المواجهات الكروية، التي ينتظرها عشاق المستديرة ليس في قسنطينة فحسب، بل على مستوى ربوع الجزائر بأكملها، ولي الشرف أن أحمل الرقم القياسي في عدد المشاركات،  فلقد خضت 16 مواجهة وبلوني الفريقين الغريمين، وأتذكر جيدا أن أهم محطات مشواري الكروي وبعيدا عن حملي قميص المنتخب وتتويجي بكأس إفريقيا، كانت مواجهات الديربي الذي لعبت أوله موسم 1987 – 1988 عندما كنت أحمل ألوان فريق الموك، وكنت حاضرا بعده في 15 مناسبة، تنوعت بين حملي لقميص الموك والسنافر، وبعد هذا المشوار الطويل أعتقد أن لعب مواجهة ديربي قسنطينة، يبقى له نكهة خاصة لا يعرف مذاقها، سوى من سنحت له الفرصة للعبه، لكن للأسف فمدينة سيرتا التي تتنفس كرة القدم، مرّ 16 عاما على آخر ديربي جمع قطبيها وهما في حظيرة الكبار وكان ذلك عام 2001، كما كان لي الشرف أن سجلت في مرمى الفريقين، فحين كنت أحمل ألوان الموك سجلت للسنافر والعكس.
“الديربي” روح المدينة وخضت 16 من مواجهاته
• عائلتك تناصر الموك، ألم يحدث لك تحولك للسنافر موسم 93-94 ، بعض الحرج؟
يتعرض اللاعب لضغوط غير مباشرة من محيطه، سواء من محبي النادي الذي يحمل قميصه أو محبي الطرف المنافس، لكن يبقى رد فعل شقيقي الأصغر (مناصر شوفيني لفريق مولودية قسنطينة)، عندما تنقلت للشباب راسخا في ذاكرتي، خاصة بعدما أصبح يتحاشى حتى الكلام معي والنظر إلي، وحتى عندما نلتقي في المنزل كان يحاول تفادي الحديث معي وهذا كله كوني غادرت الموك، فيما يبقى موقف أحد جيراني بعد  مواجهة عام 2001 ، عندما سجلت هدف فوز الموك، يضحكني كلما أتذكره، خاصة وأنه كان يكبرني بسنوات، عندما غضب كثيرا وعبر حتى عن نيته في الاعتداء علي.
• تتويج السنافر، تزامن و أولى أيام شهر رمضان، هل من ذكريات لا زلت تحتفظ بها في  الشهر الكريم؟
خضت الكثير من المواجهات عندما كنت لاعبا في الشهر الكريم، ولازال أتذكر المواجهة الفاصلة التي جمعتنا نهاية موسم 1978-1988 بفريق مولودية باتنة وسمحت لي بتحقيق الصعود مع فريق مولودية قسنطينة، حيث خطفنا التأشيرة، في أخر أنفاس اللقاء الذي جرى بملعب 17 جوان (حملاوي حاليا)، بفضل الهدف الذي سجله رشيد لقرود، كما أتذكر أن لقب موسم 1996-1997، ظهرت معالمه الأولى عندما تمكننا خلال ذات الشهر، الذي تزامن وبداية مرحلة العودة من تسجيل انتصارين مهمين على كل من وداد بوفاريك ونصر حسين بملعبيهما وللصدفة سجلت هدف الانتصار بملعب بوفاريك.
سوسو خطط جيدا للقب 97 وجنى ثمار عمل 4 سنوات
• بماذا تريد ختم هذا الحوار
أمنيتي كما قلت خلال هذا الحوار هي مواصلة فريق شباب قسنطينة على نفس منوال هذا الموسم، ومواصلة لعب الأدوار الأولى ولما لا إهداء مدينة قسنطينة ألقابا جديدة والبداية تكون بمنافسة كأس السوبر بداية الموسم المقبل، كما أتمنى عودة الموك لمكانتها مع الكبار في القريب العاجل.
ك – ك

الرجوع إلى الأعلى