سيــدي الجليـــس فقــد الكثيــر من زخمــه في رمضــان

كشف الفنان مالك لفقيرات بأن في أجندته الكثير من السهرات الفنية في كل من نزل الماريوت و بروتيا ماريوت وقاعة العروض الكبرى أحمد باي، خلال سهرات رمضان، وأكّد بأنه يلزم بيته عندما لا يحيي الحفلات ويؤدي صلواته في وقتها فردا، ويقضي يومه في مشاهدة التلفزيون كما أنه يحضر بنفسه وجبة إفطاره، و أعرب عن أسفه للدمار الذي حل بحيه العتيق سيدي الجليس الذي تعرض لتخريب منازله الأثرية من طرف دخلاء،  من أجل الحصول على شقة في المدينة الجديدة.
. النصر: ماذا تحمل أجندتك الفنية لتنشيط ليالي رمضان؟
ـ مالك لفقيرات: لدي عروض لتنشيط حفلات موجهة للعائلات في كل من نزل الماريوت و بروتيا «بانوراميك سابقا وكذا سهرة كبيرة في قاعة العروض الكبرى أحمد باي يوم 10 جوان القادم، موجهة أيضا  للعائلات لتكسر  روتين البيت و تجدد ارتباطها بالفن التقليدي بنغمة الفقيرات، حفاظا على هذا الموروث الفني الذي يتجلى في قصائد مدح الرسول صلى الله عليه و سلم ، القادمة من عمق زوايا ومساجد المدينة القديمة وهي تعيش الأجواء الروحانية لرمضان، وأعتبر هذه السهرات شكلا من أشكال ربط خيوط التواصل بين أبناء المدينة وفنهم وتقاليدهم، وغير ذلك سأنتظر موسم الأعراس و الحفلات صيفا.
. هذا يعني أن مالك سوف يخلد للراحة بقية ليالي رمضان؟
 ـ ألزم بيتي و أسهر مع نفسي و أحيانا مع الأحباب و أقيم صلاتي في وقتها فردا، بينما صلاة الجمعة أقيمها في مساجد المدينة العتيقة بين سيدي ميمون أو مسجد سيدي عبد الرحمان القروي برحبة الجمال، وأحيانا في مسجد المقبرة المركزية، وأقضي السهرة في مشاهدة القنوات الوطنية وما جادت به البرامج الرمضانية وأقبل بالإضافة إلى ذلك على القنوات الفرنسية، لا أسهر كثيرا إذا لم يكن لدي نشاط فني.
. هل مالك عصبي في رمضان ؟
ـ لا أغضب أبدا إذا لم يتم استفزازي، أو تثيرني بعض المظاهر المشينة التي تظهر في رمضان، ولهذا أفضل عدم الخروج إلا للضرورة القصوى والتسوق لشراء لوازم إعداد وجبة إفطاري
. بما أنك تعيش وحيدا كيف تعد فطورك؟
ـ كعادتي أعد إفطاري بنفسي و لا يتغير طوال الشهر، جاري الفريك وأرفض تسمية « شربة « ، لأنها كلمة دخيلة على مفردات قسنطينة، مع طاجين العين في أول أيام رمضان، ولا أستغني عن البوراك، والحميص لا يفارق المائدة، طبعا مع الكسرة يوميا، كما أن المشروبات الغازية أساسية في مائدتي، أما وجبة السحور فهي  مسفوف مع الزبيب واللبن، أو «البخبوخ»، و هو كسكسى يسقى باللبن ويضاف له السكر. هذه يوميات مالك في رمضان تقليدية وبسيطة ، بساطة الحي العتيق الذي أعتبر نفسي جزءا منه،  و من عادات الأجداد و الموروث المحلي فيه.
. حدثنا عن رمضان في سيدي الجليس بين البارح واليوم؟
ـ المكان لا يزال كما هو، فقط تم تخريبه وهدمت منازله العتيقة التي لا تقدر بثمن من طرف دخلاء عن الحي، من أجل الحصول على شقة في المدينة الجديدة التي التهمت كل سكان الأحياء القديمة ، فغابت منها الحركة وزخم رمضان وعاداته، ومنهم من مات وأنا أعيش على ذكرياته. مالك لا يزال يقاوم النسيان ومتمسك بحيه ولا يريد له بديلا، هذه الظروف جعلت الحي يفقد الكثير من زخمه وحركته، بل تحول إلى حي أشباح ليلا، وذلك ما يحز في نفسي ويشعرني بالأسف..حضارة كاملة تعاقبت عليها القرون يتم تخريبها.
. إلى ماذا يحن مالك في رمضان؟
ـ نسمة رمضان في سيدي الجليس، والأحباب والأهل والأصدقاء والعلاقات الإنسانية التي كانت تربط سكان الحي والرحمة و التلاحم بينهم في شهر رمضان وكذا الجلسات العائلية حين كان الناس يقدرون بعضهم البعض.  أحاول أن أكون على نهجهم « اتبع جٌرة الأجداد «، وأجد متعة كبيرة في ذلك، إنني  أجتهد لأعيش أجواء الشهر وفق الموروث الشعبي في الحي الذي نشأت فيه ، ولا أتخيل أنني يمكن أن أعيش في غيره من الأحياء.
حاوره ص/ رضوان

الرجوع إلى الأعلى