كان المهاجم محمد أمين عبيد صريحا جدا عندما عبر عن رغبته في مغادرة شباب قسنطينة خلال المركاتو الصيفي الجاري، وقال في حوار للنصر أن محطة السنافر تعتبر الأهم في مشواره الكروي، خاصة بعد أن أفل نجمه سريعا وتمكن بقميص الشباب من خطف الأضواء، متمنيا أن يسهل ملاك الشباب، مغادرته لإحدى الفرق التي طلبت خدماته وخاصة في منطقة الخليج العربي.
حاوره: بورصاص.ر
• الكثير لا يعرف، كيف كانت بداية عبيد مع كرة القدم، هل لك أن تحدثنا عن ذلك؟
بدايتي كانت تقريبا مثل كل اللاعبين بممارسة الكرة في الحي، حيث باشرت لعب الكرة مع فريق  البلدية التي أقطن بها الأربعطاش، ثم انتقلت إلى فريق خميس الخشنة الذي كان ينشط في مستوى أفضل آنذاك، أين قضيت موسمين، وبعدها عدت إلى فريق بلديتي، وبعدها كانت بداية مغامرتي مع فر يق اتحاد الحراش، الذي التحقت به في صنف الأواسط، ثم الآمال.
عقدي يمتد لموسم أخر والإدارة مطالبة بتفهم موقفي
• هل صحيح أن المدرب بوعلام شارف هو من كان وراء اكتشافك؟
صحيح، وحتى المساعدين بشوش وبن عومار لديهما فضل كبير علي، لن أنساه ما حييت، حيث كانا دوما يقدمان لي النصائح، وكانا متأكدين من قدرتي على فرض نفسي في التشكيلة الحراشية والحمد لله على كل حال.
• بعد فشل صفقة النادي الصفاقسي، اخترت مولودية الجزائر، لكن لم تتمكن من فرض نفسك، لماذا؟
عند انضمامي إلى مولودية الجزائر، كنت منشغلا بالتزاماتي مع المنتخب الوطني العسكري، ما يعني أنني لم أكن مركز مائة بالمئة، أردت البصم على مشوار مشرف، غير أنني في الحقيقة مررت جانبا، ولكن هذا هو مشوار لاعب كرة القدم، تتخلّله محطات جميلة إيجابية، وأخرى سلبية وجب أن يتعلم منها.
• عمراني منحك ثقته رغم أنك كنت خارج الإطار أيضا مع النصرية، ألم يشكل عليك ذلك ضغطا إضافيا؟
أشكر كثيرا المدرب عمراني على الثقة التي وضعها في إمكاناتي، على الرغم أنني لم أعمل معه من قبل، إلا أنه وافق على استقدامي وآمن بقدراتي، وهو ما حمسني أكثر، صراحة بعد عملي مع هذا المدرب اكتشفت بأنه صارم ويحب عمله، ولا يتهاون مع الأمور الانضباطية، كما أن طريقته تزيد من حماسة أي لاعب.
• كيف كان شعورك وأنت تساهم في ثاني لقب في مشوار شباب قسنطينة؟
شعوري لا يوصف وانتابتني فرحة كبيرة، بعد مساهمتي في تتويج شباب قسنطينة بلقب طال انتظاره حوالي 21 عاما، وأنا فخور كوني كتبت اسمي في تاريخ هذا النادي العريق، لأن الفرحة التي عاشتها المدينة ككل وخاصة أنصارنا لا تقدر بأي ثمن.
انضمامي للشباب أعاد لي الروح ولست ناكرا للجميل
• هل كنتم تتوقعون التتويج باللقب مع بداية الموسم؟
لا يمكن أن تتوقع ذلك مع بداية الموسم، لقد سطرنا لعب المراتب الأولى كأولى أهدافنا، لكن مع مرور الجولات تأكدنا من قدرتنا على التنافس على اللقب ومثلما يقال الشهية تأتي مع الأكل، وهو ما حدث معنا.
• سبق لك وأن توجت بالكأس مع مولودية الجزائر، ربما يكون اللقب المحرز بألوان السنافر الأغلى في مشوارك؟
كل تتويج سواء الظفر بالكأس أو البطولة يرصع سيرتك ويثري مشوارك الرياضي، لكن من دون مجاملة، التتويج باللقب لديه نكهة خاصة بالنسبة لي، لأنني ساهمت فيه بشكل كبير من خلال الأهداف التي سجلتها وكثرة مشاركاتي، عكس تتويجي بالسيدة الكأس، أين لم أكن أشارك بانتظام مع مولودية الجزائر.
• وأين يكمن السر في تتويجكم باللقب؟
لا يوجد أي سر، كل ما في الأمر، لدينا مجموعة متكاملة ونملك لاعبين «أولاد فاميليا»، حيث لا أتذكر طيلة الموسم وقوع مشكل بين اللاعبين، سواء في التربصات أو حتى في التدريبات أو المباريات، دون أن ننسى العمل الكبير الذي يقوم به الطاقم الفني وعلى رأسه المدرب عبد القادر عمراني، الذي يعتبر بمثابة والدنا والجميع يحترمه.
قوتي في الكرات الهوائية ودروغبا مهاجمي المفضل
• لم تبدأ الموسم جيدا، هل لك أن توضح لنا الأسباب؟
صحيح بداية الموسم كانت صعبة نوعا ما بالنسبة، لي وهذا راجع إلى عدة عوامل، أهمها كوني بدأت التحضيرات متأخرا، ما جعلني أعاني نوعا ما من الناحية البدنية، حيث كان وزني زائدا، على الرغم أنني عملت جيدا خلال التربص التحضيري مثل بقية زملائي وحاولت  تخفيض وزني، والحمد لله وصلت إلى «الفورمة» التي كنت أريدها ويريدها المدرب مع مرور الجولات.
• ألا ترى بأن عدم انتظامك في المشاركة  في الموسمين الأخيرين أيضا كان له تأثيرا؟
يمكن قول ذلك، لأن المنافسة هي التي تساهم في محافظة أي لاعب على أفضل مستوياته، وكما تعلمون كانت لدي عدة مشاكل مع كل من نصر حسين داي وحتى مولودية الجزائر، الأمر الذي جعلني لا ألعب مباريات كثيرة في الموسمين الماضيين، والحمد لله المدرب عمراني عرف كيف يعيد لي الثقة.
• أول أهدافك تأخر إلى غاية الجولة الخامسة، ومن الصدف أنه كان ضد فريقك السابق مولودية الجزائر، كيف كان إحساسك؟
كما قلت لك من قبل، كنت أنتظر وصولي إلى أفضل مستوياتي وجاهزيتي، سيما من الناحية البدنية، والمدرب عمراني «عمل مليح» عندما لم يقحمني أساسيا في المباريات الأولى، ربما كنت سأظهر بمستوى غير جيد، ما قد يجعل الأنصار ينقلبون علي، والحمد لله على كل حال دخولي أمام مولودية الجزائر، موفقا وتمكنت من تسجيل هدف الفوز في مرمى شاوشي.
هدفي في مرمى عسلة الأجمل وهذه هي أسوأ ذكرياتي
• هل يمكن القول بأن انطلاقتك الحقيقية، كانت أمام بسكرة عندما نجحت في توقيع أول ثنائية لك مع الشباب؟
المدرب عمراني كيف يدمجني في التشكيلة، فبعد أن سجلت أمام مولودية الجزائر، جدد ثقته في إمكاناتي وأقحمني أساسيا في المباراة الموالية أمام اتحاد بسكرة، والحمد لله تمكنت من التسجيل، ما منحني ثقة في النفس وقلت في قرارة نفسي بأن هذا الموسم، سيكون موسمي وموسم شباب قسنطينة، لأن بعد ذلك توالت النتائج الإيجابية.
• وأنتم كلاعبين ما هي المباراة التي تعتبرونها نقطة تحول وأكدتم من خلالها قدرتكم على التتويج باللقب؟
هناك عدة مباريات، لعبناها بقوة، وحققنا خلالها نتائج جيدة، لكن بالنسبة لي عندما تمكنا من قلب تأخرنا أمام اتحاد العاصمة وفزنا عليه بملعب بولوغين، فهي مباراة الموسم بالنسبة لنا، خاصة وأن الأمر يتعلق بمواجهة واحد من أحسن الأندية الجزائرية والذي يملك ربما أفضل تعداد في البطولة، عندما تتمكن من الفوز عليه بتلك الطريقة، فقد تأكدنا من قوة التشكيلة، التي نملكها وقدرتنا على التتويج باللقب، وأريد أن أضيف شيء مهم.
• تفضل...
كلام ماجر محفز وغيابي عن تربص الخضر عادي
لا تنسوا بأننا تصدرنا البطولة الوطنية منذ الجولة الخامسة، وهو ما يعني بأننا الأحق بالتتويج بلقب البطولة، لأن مشوارنا مشوار بطل بامتياز، وليس بمقدور أي فريق تحقيق نفس النتائج، لقد أنهينا مرحلة الذهاب أبطالا للشتاء وكان لزاما علينا إنهاء الموسم أبطالا.
• لكن هناك بعض الفترات مررتم فيها جانبا إن صح التعبير، أين تعثـرتم داخل الديار، ما السبب في ذلك؟
لا يوجد ناد في العالم لا يمر بفترة فراغ، وهذا أمر طبيعي بالنسبة لي، لكن الشيء الإيجابي هو أن فترة الفراغ لم تطل وخرجنا منها بأقل الأضرار، صحيح ربما الفارق تقلص بعدما وصل إلى 11 نقطة من قبل ليصبح بعد ذلك أربع نقاط وبعدها نقطتين، لكن بقاء الأنصار خلفنا منحنا دافع كبير، لأن أنصار فريق آخر بعد الخسارة بثلاثية أمام مولودية الجزائر وتقليص الفارق، ربما كانوا سيقومون بتصرف آخر، لكن «السنافر» حضارة، ولعبوا دورا مهما فيما وصلنا إليه حاليا.
• وصلتك عدة عروض من أندية مختلفة، هل فصلت في وجهتك؟
صحيح وصلتني عدة عروض، وعدة أندية طلبت خدماتي، قد أوافق طرح كل من يقول أن الوقت غير مناسب لمغادرة فريق شباب قسنطينة الذي كان سببا في عودتي لسابق مستواي، وبفضل دعم أنصاره كنت قريبا من التتويج بلقب هداف البطولة، غير أنني وفي قرارة نفسي أعتبر أن الوقت جد مناسب لخوض تجربة احترافية وأتمنى أن يتفهم السنافر رغبتي.

بدأت ممارسة كرة القدم مع فريق الأربعطاش وفجرت إمكاناتي في الحراش
• من هو النادي الأقرب لضمك؟
لا أريد الحديث عن النادي بصفة خاصة، والإدارة على دراية بكل صغيرة وكبيرة وجميع العروض التي وصلتني حولتها إلى المناجير العام طارق عرامة.
• ضيعت مواجهتي الخضر أمام الرأس الأخضر والبرتغال، ما هو تعليقك؟
الناخب الوطني أدرى بالعناصر التي يوجه لها الدعوة، ولم أفقد الأمل في التواجد مع الخضر مستقبلا، خاصة بعد تصريحات الناخب الوطني، الذي تحدث عن إمكانية استدعائي لاحقا.
• دورك تسجيل الأهداف، هل تحبذ ذلك بالرأس أو بكيفيات أخرى؟
أنا أحب المهاجم الذي يسجل من جميع الوضعيات، ويتمكن من تحويل أنصاف الفرص إلى أهداف.
• أين تكمن نقاط قوة المهاجم عبيد؟
لا يمكنني الحديث عن نقاط قوتي، لكن فوق الميدان تتملكني رغبة كبيرة في تحقيق الانتصار في كل لقاء ألعبه.
• وما هو أجمل هدف سجلته في مشوارك الكروي إلى غاية الآن؟
هناك عدة أهداف جميلة سجلتها، ولكن بكل صراحة هدفي في مرمى عسلة في مباراة الذهاب الأفضل في مشواري، على الرغم أن الهدف الذي سجلته مع فريقي السابق اتحاد الحراش أمام مولودية بجاية، عندما كنا نحتل المراتب الأولى وأتذكر جيدا ذلك الهدف، حيث راقبت الكرة على بالصدر على مشارف منطقة العمليات وسددتها على الطائر في الزاوية البعيدة.
تأثرت كثيرا لتعثر انتقالي للصفاقسي التونسي
• وما هي أسوأ مباراة لعبتها في مشوارك إلى غاية الآن؟
أسوأ مباراة لي كانت مع الحراش أمام جمعية الشلف بملعب هذا الأخير، وفشلنا في الصمود، وأتذكر يومها أن المدرب بوعلام شارف أخرجني ما بين شوطي المباراة، بعد أن مررت جانبا.                                 
  ب.ر

الرجوع إلى الأعلى