أعشق شباب قسنطينة واحتفلت باللقب مع الأنصار في ساحات المدينة
فتح اللاعب السابق لشباب قسنطينة نصر الدين مجوج قلبه للنصر، في حوار بعد غيابه الطويل بسبب خياره الاستقرار في فرنسا، وكيف عاش الموسم الاستثنائي لفريق القلب واحتفاله بالتتويج مع الأنصار في وسط المدينة، كما استرجع شريط ذكرياته مع شباب قسنطينة أين عاش الحلو والمر مع السنافر، بالإضافة لاحترافه في أكبر أندية فنلندا، وتجربته مع الخضر وماجر.
حاوره: فوغالي زين العابدين
• انقطعت أخبارك واختفيت عن الساحة منذ فترة، أين هو ناصر مجوج؟
بعد مغادرتي لشباب قسنطينة، طرأت بعض المستجدات في حياتي وغادرت عام 2010 الجزائر  للعيش في فرنسا، وحاليا أنا مقيم بصفة دائمة في مدينة مونبيليي رفقة زوجتي وبناتي هناء وإيناية.
بزاز ابن الفريق ومؤسف ما حدث معه
• قررت الإقامة بمونبيليي التي عرفت أيضا اعتزالك الكرة، أليس كذلك؟
هذا صحيح، لقد واصلت لعب الكرة بعد تنقلي لفرنسا، وربما  يجهل الكثيرون أنني توقفت عن اللعب  الموسم الفارط فقط، وواصلت مداعبة الكرة مع نواد صغيرة تنشط  الأقسام السفلى بفرنسا.

• كيف عشت الموسم الاستثنائي لفريقك السابق شباب قسنطينة؟
شباب قسنطينة بالنسبة لي ليس مجرد فريق حملت ألوانه وانتهى الأمر، فقبل أن أكون لاعبا، كنت مناصرا لألوانه واسمه محفور في قلبي، وكان دائما يحز في نفسي لما ألتقي مغتربين في فرنسا ويقولون لي أن فريقكم لم يحقق سوى لقبا يتيما رغم عراقة النادي وامتداد تاريخه لأزيد من قرن، وبالعودة لسؤالك فقد عشت هذا الموسم بكل جوارحي وتابعت أخبار الفريق بانتظام، وكنت أحرص على عدم تفويت المقابلات المنقولة على الشاشة، كما كنت اتصل بأصدقائي بقسنطينة للاستفسار عن أخر المستجدات.
• تتويج الشباب تزامن مع تواجدك بقسنطينة، كيف عشت تلك اللحظات؟
لحسن حظي، ولقد احتفلت مع الأنصار في وسط المدينة كأي مناصر عادي، سواء بعد فوز التتويج أمام البليدة أوبعد نهاية لقاء بارادو، وقمت رفقة بعض أصدقائي باقتناء «طورطة» كبيرة بألوان الفريق، صدقني لقد عشت لحظات لا تنسى، وتمنيت حينها لو كنت لاعبا وشاركت في تحقيق الانجاز.
بلخير وعبيد أبهراني وقتالية بن عيادة تدهشني
• وما هو تقييمك لأداء التشكيلة على مدار الموسم؟
في البداية أشكر كل اللاعبين دون استثناء والطاقم الفني والإداري على المجهودات المبذولة طيلة الموسم، والتتويج كان مستحقا وليس من السهل أن تحافظ على الريادة من الجولة السادسة وإلى غاية نهاية البطولة، رغم أن البعض انتقد تراجع مستوى الفريق في مرحلة العودة، لكن هذا أمر طبيعي فلا يوجد فريق يحافظ على ثبات مستواه طيلة الموسم.
•ومن هم اللاعبيون الذين نالوا إعجابك؟
تقريبا كل التشكيلة أدت ما عليها، لكن بالنسبة لي أكثر اللاعبين الذين نالوا إعجابي هم بلخير وبلعميري وعبيد وبن عيادة، الذي تعجبني فيه روحه القتالية، كما أشكر كثيرا بزاز على كل ما قدمه للسنافر سواء هذا الموسم أو المواسم الفارطة، وأريد أن أوضح أمرا بخصوصه.
• تفضل ما هو؟
لقد ألمتني كثيرا الطريقة التي غادر بها الفريق وتسريحه بهذه الشكل، وياسين بزاز لاعب كبير ولا يستحق ما حدث معه، وطريقة تسريحه  غير احترافية، وكان بالإمكان الاتصال به وإخباره بأنه لن يكون ضمن تعداد الفريق الموسم القادم، ويتم إخراجه من الباب الواسع مثل كل اللاعبين الكبار الذين ضحوا من أجل أنديتهم.
حنكوش لم ينصفني وسرحني رغم ما قدمته في تربص بولونيا

• نعود لبداية مشوارك، كيف بدأت قصتك مع الساحرة المستديرة؟
البداية كانت على غرار كل أقراني بمداعبة الكرة في الشوارع والأزقة، وباعتبار أن منزلي العائلي كان قريبا من المقر القديم لشباب قسنطينة، وجدت إعلانا حول فتح الاختبارات لفئة الأصاغر، وكان هذا سنة 1987 وعمري وقتها كان 9 سنوات، وذهبت من أجل إجراء الاختبارات رفقة أخي الذي يكبرني سنا ونجحت في الاختبارات وبعدما شاهدوا سني رفضوا قبولي في هذا الصنف، وطلبوا مني انتظار اختبارات صنف الكتاكيت، وعدت إلى المنزل وبكيت وأتذكر جيدا لما كانت والدتي تواسيني، وجاء الموعد ونجحت بسهولة، وأتذكر جيدا أول لقاء لي في شلغوم العيد ضد الهلال المحلي وسجلت ثلاثة أهداف، وكان مدربي وقتها سمير بن كنيدة الذي من محاسن الصدف ارتقيت لصنف الأكابر وهو لا يزال لاعبا وواجهته لما كنت في اتحاد الشاوية وهو يحمل ألوان الموك، كما أتذكر أن أجمل ذكرى في صغري كانت تتويجي بكأس الجمهورية صنف أشبال رفقة المدرب بن شفرة.
• رٌقيت لصنف الأكابر لكنك غادرت بسرعة؟
قبل ترقيتي  لصنف الأكابر عام 1996، وبثلاث سنوات، استدعاني المدرب نجار عاشور في لقاء برج منايل (موسم 93/94)، وعندما تمت ترقيتي للأكابر، كنت في ال19 سنة، حيث استدعيت للمشاركة في تربص الفريق الذي أقيم في مدينة كاتوفيتش ببولونيا تحت إشراف المدرب بوفاس وأنهيت المعسكر هدافا للفريق وسجلت 4 أهداف وأصبح الجميع يتحدث عن مجوج، وبعد عودتنا للجزائر تغيرت الكثير من المعطيات رأسا على عقب.
• ماذا حدث؟
بعد العودة للجزائر قامت الإدارة بالاستنجاد بالمدرب حنكوش، الذي لم ينصفني، ومباشرة وبعد أول حصة له مع السنافر طلب مني إيجاد فريق آخر، لأنه لا يضعني ضمن مخططاته وغادرت الشباب مرغما، وقبل نهاية تلك الحصة تقرب مني بورحلي وماتام وخياط، ووعدوني بإيجاد فريق.
فخر لي اللعب لشبيبة القبائل وأثريت معها سجلي بكأس الكاف
• لتكون الوجهة أم البواقي وفريق اتحاد الشاوية؟
بعد كلام حنكوش وخروجي من الملعب، قررت تطليق كرة القدم نهائيا، قبل أن يتصل بي اللاعب السابق في مولودية قسنطينة زغبيب المعروف باسم «تاهاماتا» وعرض علي الالتحاق باتحاد الشاوية وقبلت، خصوصا أن الفريق كان وقتها رقما صعبا في بطولة القسم الأول، وتنقلت إلى أم البواقي رفقة اللاعب علي كشرود المسرح من قبل حنكوش هو الأخر، ودخلنا مكتب ياحي الذي استقبل كشرود ولم يعرفني وقال لي من أنت، فقلت له أني لاعب شباب قسنطينة، فطلب منا الذهاب إلى التدريبات، لكن لم أتقبل الطريقة التي استقبلني بها وصممت على عدم العودة، وبعد أن قصصت لشقيقي الأكبر ما جرى، قال لي حرفيا”مراكش فحل كون متروحش للشاوية وتبرهن»، ثم جاء اتصال من صديقي كشرود وأخبرني فيه أن ياحي يريدني أن أمضي مباشرة دون اختبارات، ولعبت هناك موسم ونصف وأفضل مبارياتي كانت ضد شباب قسنطينة بملعب حملاوي.
• حدثنا عن عودتك لفريق القلب ومساهمتك في صعوده عام 2000؟
في صائفة 1999  اتصل بي المسير عمي «عزوز التير» الذي أعادني للفريق ولعبنا موسم 1999- 2000 في القسم الأول (درجة ثانية وقتها) تحت إشراف مواسة وأديت موسما كبيرا، وسجلت أهدافا حاسمة أبرزها هدفي في معسكر في مرمى الغالي والذي منح الفوز للشباب في الثواني الأخيرة، وصعدنا للقسم الممتاز في نهاية الموسم، تحت قيادة الرئيس أونيس والمدرب بومعراف.
لعبت في أعرق أندية فنلندا وحملت رقم الأسطورة ليتمانان
• في سنة 2002 كنت على وشك الالتحاق بمولودية العاصمة لكن فضلت في الأخير شبيبة القبائل، كيف تم ذلك؟
وصلتني عروض أبرزها من اتحاد العاصمة ومولودية العاصمة وكان بن غزال يريدني في الاتحاد بسبب قضية بزاز التي أسالت وقتها الكثير من الحبر،  حيث أمضى للاتحاد ثم أمضى إجازة أخرى في شبيبة القبائل، أما خياري فكان اللعب في المولودية وفي منتصف موسم 2001/2002، كنت على وشك الإمضاء لمولودية العاصمة وتفاوضت في بيت الرئيس مسعودي، لكن المكتوب قادني لشبيبة القبائل لأن حناشي عرض علي التوقيع لستة أشهر فقط، كون الشبيبة معنية بكأس الكاف واستفاد شباب قسنطينة من 360 مليون.
• وكيف تقيم تجربتك مع كناري جرجرة؟
 قضيت مع الشبيبة موسم ونصف، وحمل ألوان الكناري وحده حلم وشرف لأي لاعب، واعتبر التجربة ايجابية تكللت بالفوز بكأس الكاف التي عدنا به من الكامرون، والنقطة السلبية الوحيدة في مشواري مع الشبيبة هي الإصابة اللعينة على مستوى أربطة الركبة وابتعدت عن المنافسة طويلا.
انضممت للسنافر عام 1987 و أول ألقابي  كان في صنف الأشبال
• أثناء تواجدك في صفوف الشبيبة تلقيت دعوة المنتخب الوطني؟
الدعوة الأولى تلقيتها لما كنت في بداية مشواري وبألوان الشاوية وأجريت تربصا فقط، لكن الدعوة الأهم كانت لما كنت بألوان القبائل واستدعاني رابح ماجر وكان يثق في إمكانياتي، وكنت مدعوا لمقابلة بلجيكا، وأصبت وقتها ولم ألعب اللقاء، لكن بعد سحب الثقة من ماجر لم توجه إلى الدعوة مرة أخرى، وللأسف لم أكن محظوظا بسبب كثرة الإصابات وقتها.
• وكيف عدت مجددا لصفوف السنافر؟
كان ذلك في صائفة 2003، وكان وقتها الفريق يعاني في القسم الثاني، وعدت لتقديم دفعة قوية لفريقي بعد الخبرة التي اكتسبتها مع مرور السنوات، وتمكن الرئيس علي خطابي من إقناعي خصوصا أن الفريق تحسن على المستوى الإداري، وتمكنا في نهاية الموسم من الصعود، وقضيت موسمين وانتقلت إلى اتحاد البليدة بعد أن كنت قاب قوسين أوأدنى من حمل ألوان الموك.

ماجر وثق في إمكانياتي ولم أكن محظوظا مع الخضر
• مشوارك تواصل لكن بتجربة  في القارة العجوز؟
في 2007  عرض علي المناجير مقران، اللعب في الدوري الفنلندي في فريق معروف وغني عن التعريف وهو فريق العاصمة «هيلسنكي» وما حفزني هو تواجد صديقي فريد غازي مع تعداده والمشاركة في الأدوار التمهيدية الأولى لرابطة أبطال أوروبا، فقبلت وأمضيت والأكثر حملت الرقم 10 الذي يعد رقم أسطورة الفريق ليتمانان الذي كان النجم الأول لفريق أجاكس أمستردام، وخضت بفنلندا تجربة مميزة، اعتز بها كثيرا وأثريت بها مشواري الكروي، وقد لعب إلى جانب لاعبي المنتخب الفنلندي اذكر منهم باكمان و نورمالا وكان معنا لاعب غامبي وثلاثة من سيراليون وصربي وبوسني، وغادرت بعد أن فضل غازي وضع حدا لتجربته بفنلندا، حيث وجدت نفسي وحيدا.
• لنعود مجددا إلى شباب قسنطينة حدثنا عن تلك الفترة؟
بعد عودتي إلى الجزائر، وصلني اتصال من إدارة «السي -اس-سي» وكان وقتها الفريق يعاني في القسم الثاني، وأردت المساهمة في صعوده مجددا، لكن المشاكل كانت كثيرة وقتها ومر الفريق باضطرابات، لأقرر بعدها التوقف نهائيا والتنقل إلى فرنسا.
ياحي قال لي من أنت..وأخي استفزني للعودة إلى الشاوية
• تحرص كل عام على قضاء عطلتك بقسنطينة، كيف تقضي يومياتك؟
رؤية الوالدين أطال الله في عمرهما أكبر دافع لزيارة قسنطينة، وبما أننا الآن في شهر رمضان فأغلب وقتي اقضيه رفقة أصدقائي في التجول في أحياء المدينة القديمة والتمتع برائحة رمضان في قسنطينة، كما أحرص يوميا على لعب كرة القدم رفقة الأصدقاء حمزة وفيصل بولمدايس وناجي.          
ف.ز

الرجوع إلى الأعلى