لهجـــة  - خـوخــة -  في بــاب الدشـرة من اقتراحــي

كشفت الممثلة الكوميدية صبرينة قريشي في حوار خصت به النصر، أن استعمالها للهجة المرأة البدوية بطريقة مضحكة في سلسلة «باب الدشرة» من اقتراحها، و لم يكن مبرمجا في السيناريو، موضحة في ذات السياق، بأن سر نجاح دور «خوخة» في السلسلة رغم صعوبتها، الدعم  و المساندة اللذين تلقتهما من قبل فريق العمل، خاصة من الممثلة الكوميدية بيونة،  معربة عن أمنيتها في خوض تجربة التمثيل الدرامي.
حاورتهــا :أسمــاء بـوقـرن
النصر: نجحت في تجسيد دور «خوخة» في سلسلة « باب الدشرة»، و لفتت انتباه الجمهور كممثلة كوميدية لرمضان 2018، ما سر ذلك؟
ـ صبرينة قريشي : حقيقة ، في ظل الكم الهائل من الأعمال الفنية الرمضانية و بروز مواهب في عالم التمثيل، لم أكن أتوقع أن أشد أنظار الجمهور و ألقب بأحسن ممثلة كوميدية، و السر وراء هذا النجاح، يرجع إلى كوني و في أي عمل أقوم به أبذل قصارى جهدي و أشتغل بكل صدق، كما أن توفير الجو الملائم أثناء العمل ساعد على ذلك، فالمخرج  دقيق في عمله و لا يمل من تكرار تصوير المشاهد و تقديم شروحات عن كل دور ، كما يحرص على النوعية و تقديم الملاحظات حول أدق التفاصيل، بالإضافة إلى أن جل الممثلين كان يجمعهم الصدق و الإصرار على إنجاح السلسلة، فكنا نشترك في المثابرة و الاجتهاد .
أطمح للمشاركة في عمل درامي
. استعملت لهجة المرأة الريفية بطريقة متميزة و صعبة في ذات الوقت، ألم تخش  الإخفاق و عدم تقبل الجمهور لك؟
ـ فكرة استعمال تلك اللهجة في سلسلة «باب الدشرة» كانت من اقتراحي، و لم تكن مدرجة في السيناريو ،  حيث تدربت على الدور باستعمال لهجتي الطبيعية،  لكن عند بداية التصوير راودتني فكرة استعمال تلك اللهجة ، لكونها تتماشى مع الشخصية، و قد وافق المخرج على ذلك، لكوني أديت دورا مماثلا و بذات اللهجة في مسرحية «خرجت» رفقة المخرجة تونس آيت علي، و لاحظت تجاوب الجمهور و إعجابهم بها، كما أنني تمرنت حينها على الدور و قدمنا 20 عرضا ، ما جعل استعمالي للهجة يتم  بسلاسة، كما أن إحدى قريباتي تنحدر من منطقة ريفية و تتحدث بتلك الطريقة و هو ما ساعدني على تعلمها.
هكذا تم إدراج مشهد أغنية «زوج بناويت» التي اعتبرت أحسن لقطة في رمضان
. مثلت رفقة عميدة الفن الكوميدي «بيونة»، ألم يخلق ذلك لديك نوعا من التردد عند قبول الدور خوفا من الفشل و عدم القدرة على مجاراتها؟
ـ إن إسناد دور «خوخة» لي في سلسلة « باب الدشرة» أسعدني كثيرا و في نفس الوقت خلق لدي نوعا من الخوف، باعتباره دور رئيسي أؤديه رفقة أسطورة الفن بيونة، التي كنت أخشى الإخفاق أمامها، نظرا لمستواها العالي جدا، و في نفس الوقت أحببت كثيرا خوض غمار التمثيل رفقتها، فهي ممثلة محترفة و قديرة و إنسانة طيبة و رائعة بأتم معنى الكلمة، فإلى جانب حضورها المميز في السلسلة الذي أعطاها وزنا كبيرا، فقد قدمت لي يد المساعدة ، فخلال تصويري لجل المشاهد كانت تدعمني و تظل واقفة، رغم معاناتها من آلام في الظهر،  لتوجهني و تقدم لي ملاحظات ، حقيقة فرصة ظهوري أمام بيونة خدمني كثيرا و فتح لي أبواب الشهرة و النجاح بعد 12 سنة قضيتها على الخشبة، بالإضافة إلى الممثلة فضيلة حشماوي ، و أعتبرهما مثلي الأعلى في التمثيل.

سر نجاح ثنائي «خوخة» و «الخلوي» الصدق في العمل
. لاحظنا وجود انسجام تام بينك
و بين «الخلوي» الذي لعب دور زوجك في السلسلة، و نجحتما كثنائي كوميدي، ما سر ذلك؟
ـ الممثل أحسن بشار ممثل رائع، و سر نجاحنا كثنائي راجع للصدق في العمل و كذا العفوية.  
. فيديو أغنية "زوج بناويت" التي أديتها رفقة الخلوي، حصدت نسبة مشاهدة عالية و تناقلها رواد مواقع التواصل على نطاق واسع، و أطلقوا عليها تسمية "أحسن لقطة في رمضان" ما تعليقك؟
ـ في الحقيقة، هذه الأغنية لم تكن هي الأخرى ضمن سيناريو العمل، ففي الكواليس كنت جالسة رفقة الخلوي نؤدي مختلف الأغاني بطبوع مختلفة، و لما مر من أمامنا المخرج سمعنا نغني أغنية «زوج بناويت» و هي أغنية من التراث كانت تغنيها النساء في الأعراس، فقرر إدراجها ضمن مشاهد السلسلة، حيث أعدنا تمثيلها في ما بعد.
. لاحظنا تعدد اللهجات في «باب الدشرة» فكل ممثل كان يتحدث بلهجة المنطقة التي ينحدر منها، بالإضافة إلى توظيف مصطلحات بالفرنسية، رغم أنكم من الريف، ألم يؤثر ذلك على نجاح العمل؟
ـ استعمال لهجات مختلفة في العمل الواحد كان مقصودا ، و هذا لا يؤثر بالسلب على العمل لكون الهدف منه إبراز ثراء الجزائر باللهجات المتنوعة ، و يعتبر ثراء إيجابيا يستدعي إظهاره، لكون اللهجات تعتبر من موروثنا الثقافي الذي يجب الترويج له .
دشرة لقصور ببرج بوعريريج ساعدت في نجاح العمل
. مكان الدشرة و ديكورها القديم الرائع، أعطى دفعا قويا للعمل و ساعد في نجاحه، غير أن البعض كان يعتقد بأنها لا تقع في الجزائر، رغم كشف بعض المصادر بأنها في ولاية برج بوعريريج..
ـ الدشرة أضافت روحا للعمل و ألبسته حلة جميلة، و مكنته من استقطاب جمهور واسع، لكون كل جزائري يحن لماضيه و يحب الإطلاع على طبيعة العيش آنذاك، لكن  للأسف مواقع كدشرة لقصور التي مثلنا فيها و الموجودة حقيقة ببرج بوعريريج غير معروفة تماما، لحسن الحظ أن المخرج وليد بوشباح اكتشفها، لكونها تعتبر ركيزة أساسية في إنجاح العمل، كما تمكنا من خلالها من التعرف على طبيعة العيش بها و خصوصيتها العمرانية ، فبناياتها لا تزال مبنية بالحجر، و سكانها أيضا ظلوا متمسكين بالزراعة و تربية المواشي، حيث وجدنا عائلات تعيش حياة بسيطة جدا و تتميز بالكرم و الجود و الطيبة، حيث لم يبخلوا علينا طوال فترة التصوير التي كان جزء منها في فصل الشتاء ، بوجبات الطعام كالكسرة و اللبن و كذا المحجوبة، غير أن القرية نائية و تفتقر لمرافق العيش الضرورية ما جعل سكانها يعانون من قطع مسافات طويلة لاقتناء احتياجاتهم المعيشية.
. نهاية السلسلة كانت مفتوحة هل هذا يدل على وجود جزء ثاني؟
ـ لا أؤكد لكم ذلك ، لكن بنسبة 50 بالمئة  يوجد جزء ثاني.  
. شاركت أيضا في سلسلة «ميسي» في رمضان الفارط، ما رأيك في العمل بعد عرضه؟
ـ في سلسلة «ميسي» جسدت دور  سعاد و قد أحبها الجمهور،  كما أنني أحببت المشاركة فيها ، أولا لكون جل الممثلات مسرحيات ، و أحب العمل مع المخرج نزيم قايدي، و ما أعجبني أكثر قصة السلسلة التي تتحدث عن يوميات المرأة و تحدياتها و مشاكلها في الحياة كما تبرز العادات و التقاليد ، و هذا ما أدعو المنتجين و كذا المخرجين لإبرازه في أعمالنا الفنية، لأننا بالتعريف بهويتنا نصل إلى العالمية.

. حققت الشهرة في التليفزيون بعد أن قضيت 12 سنة في التمثيل المسرحي، هل ترين بأنها جاءت متأخرة؟   
ـ المسرح  هو المدرسة الأولى للتمثيل ، لكون الممثل ليس له فرصة لتصحيح أخطائه و إعادة المشاهد،  و وجدت في البداية صعوبة عند الانتقال من التمثيل المسرحي للتلفزيوني، و كان ذلك سنة 2012 مع المخرج  عمار محسن في مسلسل « بساتين البرتقال»، و لم أكن أجيد التعامل مع الكاميرا، غير أنني تعودت على ذلك في ما بعد، و أقول بأن الشهرة لا تتعلق بالعمر ، فالممثلة المصرية عبلة كامل و  كذا الممثل حسن حسني قضيا سنوات في التمثيل السينمائي ، غير أنهما حققا النجومية  بعد سن معينة .
أرتاح على خشبة المسرح و لا يمكنني التخلي عنها
. بعض خوضك للتجربتين أين تفضلين الظهور؟  
ـ أجد نفسي على خشبة المسرح التي أعشقها كثيرا و لا يمكنني التخلي عنها،  كما أنني أرتاح أمام الجمهور، بالرغم من أن الكوميديا  صعبة جدا و هي أصعب من الدراما ، خاصة و أن الجمهور الجزائري يصعب إضحاكه لتمتعه بذوق رفيع .
. هل أنت من الممثلين الذين يدرسون النص جيدا، و لا يقبلون بأي دور يعرض عليهم؟
ـ العمل لا يمكن تقييمه من خلال النص، كما لا يمكن معرفة نوعيته، فما اختاره أنا هو الأشخاص الذين سأعمل معهم ، فمن خلالهم أستطيع معرفة إذا كنت سأوفق في الدور أم لا.
. هل قدمت لك عروض بعد النجاح الذي حققته؟
ـ في الوقت الحالي لا يوجد أي عرض، غير أنني أرغب في المشاركة في عمل درامي، لأن الفنان المتكامل يخوض كل مجالات التمثيل ، و بخصوص جديدي الفني أحضر لعمل مسرحي مع مسرح قالمة .
أ.ب

الرجوع إلى الأعلى