عارضت عودة ماجر وتجربته الأخيرة مسّت صورته الجميلة
ذهب الدولي السابق حسين ياحي بعيدا في معارضته لكل من يعتقد أن الخضر، كان بإمكانهم حفظ ماء وجه العرب والكرة الإفريقية بعد نكسات مونديال روسيا، وقال لاعب «السياربي» الأسبق في حوار للنصر، أنه لا يفهم طريقة تفكير البعض المجانبة للمنطق، وكيف يعلقون فشلهم على مشجب غياب منتخب فشل في التأهل، معرجا على مستجدات المنتخب الوطني وما تعرض له صديقه رابح ماجر، الذي كان قاسيا معه، حين قال أنه حطم الصورة الجميلة التي كان يحتفظ بها عشاق الكرة المستديرة في الجزائر عن لاعب بورتو السابق، وختم ياحي حديثه بالتطرق لمفاجآت المونديال، رافضا التكهن بهوية البذل المستقبلي خليفة الألمان.
العرب لم يتخلوا بعد عن العاطفة والعيش على الأطلال
*ما رأيك في مستوى نهائيات كأس العام بروسيا ؟
أظن أن مستوى النسخة 21 من الناحية التقنية متواضع للغاية، حيث لم نشهد مباريات قوية، باستثناء بعض اللقاءات التي تعد على الأصابع، وذلك يعود بالدرجة الأولى للاعتماد المفرط للمدربين على التكتيك، ما حرم الجماهير العاشقة لكرة القدم من المتعة والإثارة، رغم وقوفي على شيء إيجابي خلال المونديال الحالي، يتمثل في أن كافة الاحتمالات أصبحت واردة، باعتبار أنه لم يعد هناك مرشح للتتويج، في ظل الإقصاء المفاجئ لبعض المنتخبات العملاقة، على غرار إسبانيا وألمانيا والأرجنتين.
*حدثنا عن الفروقات في المستوى بين الماضي والحاضر، خاصة وأنك تشرفت بلعب مونديال 82؟
أؤكد لكم، بأن المستوى الفني قديما، كان أفضل بكثير من المستوى الحالي، الذي بات رهينة التكتيك، وبالتالي سيكون من الصعب علينا أن نرى لاعبا بمواصفات دييغو مارادونا، الذي أبهر العالم في زمانه، ولا يمكن لميسي أو غيره أن يكرر ما فعله، لقد واجهت مارادونا في مونديال الشباب سنة 1979، حيث كنت منبهرا لطريقة مداعبته للكرة، ما جعله ينجح فيما بعد في قيادة منتخب «التانغو» للفوز بالمونديال.
من يتحسرون على غياب الخضر تفكيرهم يجانب المنطق
*هل كنت تتوقع إقصاء منتخبات بحجم ألمانيا وإسبانيا والأرجنتين ؟
حقيقة تفاجأت بخروج منتخب إسبانيا على يد البلد المنظم روسيا، خاصة وأنني رشحت رفاق سيرجيو راموس، قبيل انطلاق المونديال باعتلاء منصة التتويج، غير أن إقالة المدرب لوبيتيغي، قبل يومين من انطلاق العرس العالمي، فعلت فعلتها ب «الماتادور» الإسباني، الذي فقد الكثير من معالمه، كون المدرب الجديد هييرو لم ينجح في تسيير ذلك الكم الهائل من النجوم، وبخصوص ألمانيا، فأعتقد بأن الدورة الحالية شهدت نهاية جيل متميز، فاز بالكثير من الألقاب، لعل آخرها الفوز بنهائيات كأس العالم بالبرازيل 2014، على عكس الأرجنتين، التي أبانت بأنها لا تمتلك منتخبا قويا، ومرورها إلى الدور الثاني يعد نجاحا، بعد معاناتها في دور المجموعات.
*من ترشح لاعتلاء منصة التتويج ؟
كنت أتكهن بوصول منتخبات كرواتيا وإسبانيا والبرازيل وألمانيا لمباراتي المربع الذهبي، غير أن النتائج المحققة إلى حد الآن، أكدت بأن خارطة كرة القدم تغيرت بشكل كبير، في انتظار ما ستسفر عنه المواجهات المتبقية، أنا معجب بما قدمه منتخب كرواتيا خلال دور المجموعات، كما أنني لم أتفاجأ بمهارات رفاق القائد مودريتش، الذين ينشطون في كبرى النوادي العالمية، ولكن ما قدموه في لقاء الدور ثمن النهائي أمام الدانمارك جعلني متخوفا عليهم، خاصة وأنهم بدوا متأثرين من الناحية البدنية، وهو ما لن يخدمهم، إذا ما أرادوا العودة بالكأس إلى كرواتيا، أنا أنصح مدربهم بالتسيير الجيد للمواعيد المتبقية، كوني على دراية بخصوصية مثل هذه البطولات، في ظل مشاركتي مع الخضر في نهائيات كأس العالم بإسبانيا 1982.
التكتيك قتل متعة الكرة ونسخة روسيا الأضعف في العقود الأخيرة
*ما رأيك في المشاركة العربية ؟
المشاركة العربية خلال المونديال الحالي كانت كارثية، إذا ما استثنيا «أسود الأطلس»، الذين ضيعوا فرصة التأهل إلى الدور الثاني، على اعتبار أنهم كانوا قادرين على تجاوز عقبة البرتغال وإسبانيا وإيران لولا الحظ السيء الذي واجههم في الاختبارات الثلاث، وهم مشكورون على ما قدموه، حيث شرفوا الكرة العربية، على عكس السعودية وتونس، اللذان خيبا كافة الآمال، وتعرضا إلى هزائم مذلة، فضلا عن منتخب مصر الذي صدمني بأدائه الباهت، رغم أنه ظهر جليا بأنه متأثر بحالة النجم محمد صلاح، الذي بدأ المونديال يعاني من إصابة قوية على مستوى الكتف.
*هل صحيح أن العرب والأفارقة افتقدوا للمنتخب الوطني، الذي كان قادرا على تكرار إنجاز البرازيل؟
مشكلتنا كجزائريين، أننا نعيش في الأحلام، كما أننا نغلب العاطفة في كافة الأمور، بما في ذلك كرة القدم، التي لديها مكانة خاصة لدى الشعب الجزائري، نحن لم نتأهل أصلا إلى نهائيات كأس العالم، فكيف يمكن القول بأن العرب والأفارقة افتقدوا وجودنا، علينا أن نعمل، ونضع الإنجازات السابقة جانبا، أقولها وأعيدها «كفانا عيشا على الأطلال»، لقد مللنا من مقولة جيل 82 فاز على ألمانيا، وجيل فغولي تأهل إلى الدور الثاني، لأول مرة في تاريخ الجزائر، وكلها أشياء لا تسمن ولا تغني من جوع.

الدانمارك كشف حقيقة كرواتيا وتراجعت عن ترشيحهم للتاج
*هل أنت مع أو ضد تقنية «الفيديو» المعتمدة لأول مرة في المونديال ؟
أنا ضد تقنية «الفديو»، لأنها أفقدت كرة القدم حلاوتها، كما قتلت الإثارة و»السوسبانس»، اللذان جعلا الساحرة المستديرة العشق الأول لكافة شعوب المعمورة، أتمنى أن يتم سحبها مستقبلا، خاصة وأن استعمالها في مونديال روسيا صب في صالح الكبار فقط، بالنظر إلى الضغوط المفروضة من قبل جهات معينة.
*ماذا عن التعديلات التي شهدها المونديال بإتاحة إجراء تغيير رابع في الأوقات الإضافية ؟
شيء جميل إشراك لاعب رابع في الأوقات الإضافية، بالنظر إلى المجهودات الجبارة المبذولة من المنتخبات خلال مثل هذه الدورات، ولو كان الأمر بيدي لسمحت بإجراء خمس إلى ست تغييرات، في حال انتهاء المواجهات الأصلية بنتيجة التعادل.
*بصراحة موافق أو معارض لقرار تنحية ماجر ؟
ماجر صديقي منذ أكثر من 30 سنة كاملة، ولو أتيحت لي فرصة ملاقاته قبيل تدريب المنتخب الوطني، لنصحته بعدم المجازفة، خاصة وأن الوضعية الحالية للخضر سيئة للغاية، أعتقد بأن تجربة ماجر لم تكن موفقة، وتسببت في تلطيخ صورته كنجم مشهور كان يحظى باحترام الجميع، صدقوني المشكل ليس في ماجر، بل في كرتنا المريضة، التي ستكون بحاجة ماسة إلى ثورة حقيقة، إذا ما أردنا إعادة الاعتبار لها.
مشكل الخضر لم يكن يوما في اسم الناخب بل في المنظومة الخاطئة
*من تراه الأنسب لخلافة صاحب «الكعب الذهبي» ؟
تأسفت كثيرا للتجربة القصيرة لماجر، كونه فقد الكثير من شعبيته لدى الجمهور الجزائري، الذي لا يتسامح في الأمور التي تخص منتخب بلاده، علينا بتنظيف محيط الكرة الجزائرية أولا، لأن المشكل ليس في المدرب بل هو أعمق بكثير، كما علينا التخلص من عقدة المدرب الأجنبي، الذي لن يجلب معه عصا سحرية لتغيير كل شيء بين ليلة وضحاها.
حاوره: مروان. ب

الرجوع إلى الأعلى