ما قدم في رمضان مجرد تكرار لأفكار مستهلكة وأفضل التفرغ للقراءة صيفا
انتقد الممثل الكوميدي حسان بوكرسي المسلسلات التي عرضت في رمضان واعتبرها مجرد تكرار لأفكار عرضت في السابق واستهلكت أكثر من مرة على حد قوله، وأرجع الأمر إلى عدم رغبة كتاب السيناريو في المغامرة والتجديد، كما تحدث عن مشاريعه وأعماله التي لم تر النور بعد، بالإضافة لاستغلاله فترة الصيف لإعادة ترتيب الأفكار والمطالعة لاقتباس أفكار جديدة من القصص والروايات وإضافة حبكة جديدة لها.
حاوره: فوغالي زين العابدين
في البداية ما هي أخر أخبارك؟
حاليا أنا متواجد بمسقط رأسي بالتلاغمة، لأخذ قسط من الراحة بعد شهر كامل من تصوير مسلسل كوميدي سيرى النور في الأشهر القادمة، وفي نفس الوقت استغل الفرصة لإشباع هوايتي الأولى المفضلة وهي القراءة و المطالعة في رحلة البحث عن أفكار جديدة، أضيف عليها لمستي الخاصة أثناء كتابتي للسيناريوهات، وهذا بعد أن انتهيت من كتابة مسلسل «أخبار المدينة» والنص الآن عند حكيم دكار وبحول الله سيكون هناك جديد بخصوصه، وهو يحكي قصة «أشعب البخيل» في عدة حلقات متنوعة بطابع جديد وشيق سيعيد للأذهان سلسلة جحا التي حققت نجاحا كبيرا، وأتمنى لو يتم منح الإخراج لشاب جديد لأن الإخراج تطور ودخلت تقنيات جديدة على هذا العلم القائم بذاته.
منذ "ابن باديس" و"حكاياتكم" لم نشاهدك في أعمال هذه السنة، ما هو السبب؟
كان من المفروض أن ندخل هذا العام بمسلسل كوميدي من إخراج كريم بودشيش بعنوان "بروبلام تاع مشاكل" ومثلت فيه بشخصيات متعددة لأن كل حلقة مستقلة بذاتها، لكن الوقت لم يكن في صالحنا ، حيث بدأنا التصوير في منطقة شطايبي بعنابة قبل 15 يوما من بداية رمضان وصورنا أيضا في رمضان، وعملنا بكاميرتين لهذا كان التصوير سهلا لكن التركيب صعب، كما أن الديكور لم يكن متوفرا بالشكل المطلوب وكنا نعمل على قدر الإمكانيات، وكنت متيقنا أن المسلسل لن يرى النور في رمضان وهو ما حدث فعلا، لكن العمل سيعرض في الأشهر القادمة بحول الله.
وباستثناء هذا المسلسل، هل هناك أعمال أخرى لك سنراها قريبا؟
بالطبع وأنا دائما على تواصل مع المخرج حسين ناصف الذي قدمت له سيناريو مسلسل من كتابتي اسمه «شذى الريحان» وهو سلسلة بوليسية شبيهة لروايات الكاتبة الشهيرة أغاتا كريستي، وهو طابع لم يألفه المشاهد الجزائري وأتمنى أن يكون ضمن السلسلة الرمضانية للعام المقبل بحول الله، كما سأشارك قريبا في سلسلة بعنوان «علاء الدين» الذي كان من المفروض أن يصور قبل رمضان ما قبل الماضي لكنه أجل وانقطعت الاتصالات، لتعود من جديد الشهر الفارط،  وإن شاء الله سيكون أيضا ضمن رمضان العام القادم.
لنتحدث قليلا عن المسلسلات التي عرضت في رمضان، ما رأيك فيها؟
بصراحة هناك مشكل عويص في السيناريو، وأغلب ما شاهدته هو تقليد وصورة نمطية إن صح التعبير لأعمال سابقة، بالإضافة لضعف الكاستينغ، وأشهر الاعمال في رمضان 2018 كانت تدور حول فلك العودة إلى الازمنة الغابرة والسلاطين والملوك وغيرها، وللأسف الكل يريد تقليد سلسلة عاشور العاشر لكنهم فشلوا ولا أحد وصل لمستواه، لأن المشاهد مباشرة لما يرى شخص جالسا على العرش بعمامة السلطان سيعود بمخيلته إلى عاشور العاشر مباشرة، ويمكن القول أن أغلب كتاب السيناريو يخشون من المغامرة والتجديد ويحبون اقتباس أفكار نجحت في السابق ويعتقدون أنهم سيحققون نفس الانجاز وهذا خطأ، وأعطي لك مثالا على حادثة وقعت لي في بداية مشواري أصبحت  درسا بالنسبة لي لم أنسه ، حيث   شاركت في مسلسل من إخراج حسين ناصف وقمت بترديد مقولة شهيرة لممثل تونسي ويومها ثار في وجهي المخرج وقال لي أن المشاهد بعد هذه المقولة لن يرى حسان بوكرسي بل سيرى ذلك الممثل التونسي، ومن يومها وأنا أسعى لترك بصمتي الخاصة دون تقليد لأحد.
قلت في البداية أن هوايتك الأولى هي المطالعة، فما هو أخر كتاب قرأته؟
أنا مواظب باستمرار على القراءة وخصوصا في فترة الصيف، وأخر كتاب قرأته كان بعنوان "رصاصة في الظلام" لألفريد هيتشكوك  و هي عبارة عن ست قصص بوليسية غامضة جدا وشديدة التشويق والإثارة، تجعل القارئ يشعر بتسلسل الأحداث دون ملل، وأنا من عشاق هذا النوع من الروايات، وأحب دائما الاقتباس منها والبحث عن أفكار جديدة.
وكيف تقضي عطلتك الصيفية كل سنة؟
الصيف بالنسبة لي فرصة للملمة أفكاري والمطالعة كما قلت لك فأغلب وقتي أقضيه في الأنترنت لتحميل أكبر قدر من الكتب ويمكن أن أسميه اعتكافا أيضا، أما بالنسبة للبحر فقد كبرنا عليه(يضحك)، وهذا العام أخذت قسطي منه لما كنا في شطايبي نصور المسلسل الفكاهي، وكانت فرصة للعمل و الاستجمام، وفي الماضي أيضا لم نكن نذهب للبحر كثيرا ولما كنا صغارا أغلب فترة الصيف كنا نقضيها في حضور الدروس الدينية التي كانت موجودة بكثرة في تلك الحقبة.
ما هو أفضل بلد زرته وتود زيارته مجددا؟
أحب كثيرا زيارة المغرب، وكل ما يوجد في مخيلتي موجود في المغرب خصوصا فيما يتعلق بالمدن القديمة، فإذا أردت تصوير مسلسل تاريخي فأنا لست في حاجة لديكور بل كاميرا فقط ، أجد راحتي كثيرا في مراكش وساحة الفناء وأحب الاستماع للحكواتية الموجودين بكثرة في تلك الساحة.
هل أنت من هواة العمل في الصيف؟
ليس عندي إشكال فالعمل عمل طيلة 12 شهرا، وتجربتي في جحا تؤكد ذلك فتصور أننا قمنا بالتصوير في شهر أوت وفي مدينة غرداية تحت درجة حرارة قياسية لم يتحملها حتى سكان المنطقة ،ومع هذا صمدنا وقدمنا عملا بقي محفورا في الذاكرة رغم مرور عدة سنوات.
هل تذكر حادثة وقعت أثناء تصويرك لعمل في الصيف؟
(يضحك) طبعا لا أنسى أثناء تصويرنا لمسلسل جحا وتحت درجة حرارة كبيرة لم يتحملها حتى حمار جحا الذي أغمي عليه، وحتى أحد الممثلين المحليين من غرداية لما منحناه  دور حارس السلطان لم يقوى هو الأخر على الحر وأغمي عليه، أما نحن ورغم عدم تعودنا على هذا الطقس لم تحدث أي حالة إغماء في صفوفنا.
ف.ز

الرجوع إلى الأعلى