بعد قرابة 16 ساعة من المحاضرات والنقاشات العلمية الثرية، انتهت ليلة أول أمس فعاليات أول مخيم تعليمي افتراضي بالجزائر، والذي نشطه نخبة من العلماء من ثلاث قارات وعلى مدى ثلاثة أيام، وسط تفاعل من مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي وبالأخص الطلبة.
المحاضرة الأخيرة كانت للبروفيسور بلقاسم حبة بعنوان “تاريخ الالكترونيات إلى الثورة الصناعية الرابعة”،   أبرز فيها أهم التحولات التقنية التي بدأ يشهدها العالم من  اختراع الآلة البخارية، إلى غاية الثورة الصناعية الرابعة التي بدأت سنة 2010 بالتوجه إلى الذكاء الاصطناعي وانترنت الأشياء وغيرها من المفاهيم الجديدة.
كما ألقى الدكتور مراد بوعاش مسؤول الحوسبة بشركة “ياهو” بأمريكا، مداخلة حول الذكاء الاصطناعي، أنترنت الجيل الخامس والشركات الناشئة، هذه الأخيرة  أبرز المختص أهم المجالات التي يمكن أن تنجح فيها ، مؤكدا على الوظيفة التي ستؤديها الآلة في مساعدة الانسان بالتعلم الذاتي وحتى تشخيص الأمراض مقدما مثالا عن مشروع وضع تسلسل الجينوم باستخدام تقنية الذكاء الاصطناعي، ضمن جهود مكافحة جائحة كورونا.
أما اليوم الثاني فعرف تقديم عالم الفيزياء و الباحث في القيادة البروفيسور نور الدين مليكشي، مداخلة بعنوان “العلوم في عالم معقد بشكل متزايد”، تطرق فيها إلى عدة مواضيع هامة من الأبحاث الجديدة التي تتنبأ بالأمراض ومستجدات البحث عن الحياة في المريخ إلى غاية مهارات القيادة، مشيرا إلى أهمية التعاون بين كل التخصصات في عالم أصبح أكثر تعقيدا.
وقبل ذلك قدمت الدكتورة سوسن شدادي وهي أستاذة بجامعة كنساس ورئيسة مؤسسة التعليم بدون حدود، عرضا حول البحث الأكاديمي أعطت من خلاله نصائح عديدة للطلبة حول إعداد الأطروحات والمخارج الذكية والأخلاقية لمشكلة نقص المراجع  .
وفي اليوم الأول تابع المشاركون محاضرة للبروفيسور نوار ثابت بعنوان «تقنيات الطاقة الشمسية: سباق لتكلفة أقل للطاقة” حيث أبرز فيها العالم المقيم بالشارقة أن كلفة الطاقة الشمسية بالجزائر تقل عنها في اسبانيا بـ 25 بالمئة، ما يجعل بلادنا «محظوظة”،  ليتطرق إلى تجربة رائدة في هذا المجال بمركز تطوير الطاقات المتجددة بغرداية، حيث قال إنها تحتاج إلى الدعم الكافي.
أما الدكتور محمد سنوسي الباحث في الذكاء الاصطناعي بجامعة باريس، فشرح ما يُعرف بذكاء الآلة والسيارات ذاتية القيادة، حيث فصل في هذه التقنية  ، لكنه طرح التحديات المصاحبة ومنها ضرورة تغيير قوانين المرور والبنى التحتية، كما تطرقت الدكتورة فاطمة بن شيخ المتخصصة أيضا في مجال التكنولوجيا والتي تعمل حاليا في مختبر بحث باليابان، إلى التقنيات الجديدة للأجهزة الذكية ضمن «إنارة المستقبل»، لتتحدث عن دور الالكترونيات العضوية في هذا المجال.
ورغم فارق التوقيت حقق المخيم الافتراضي نجاحا ولقيت المحاضرات تفاعلا كبيرا من طرف مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي، حيث تمت مشاهدتها لآلاف المرات، وخصوصا من طرف  طلبة و باحثين  تمت الإجابة على أسئلتهم على المباشر .
ويذكر أن المخيم الافتراضي نُظم بالتنسيق مع مجموعة “غوغل للمطورين تيارت” وجمعيتي »بسكرة تقرأ” و»سكيكدة اي تك” وجمعية الشعرى لعلم الفلك ونادي “بتروليوم بومرداس”، وكذلك المدونة الجزائرية وصانعة المحتوى سلمى بكوش.
ياسمين.ب

الرجوع إلى الأعلى