أعلنت خدمة «بي بي سي» العالمية، عن قرار بغلق إذاعة «بي بي سي» العربية بعد 84 عاما من انطلاقها، بالإضافة إلى البث الإذاعي بعدد من اللغات الأخرى منها الفارسية والصينية، وذلك ضمن خطة لخفض التكاليف وتسريع انتقالها صوب المحتوى الرقمي، وهي خطوة استقبلها المستمعون العرب بحزن وأثارت تفاعلا واسعا.
وقالت خدمة بي بي سي العالمية في بيان، إن هذه الخطوة تأتي تعزيزا لاستراتيجية أعلِن عنها في وقت سابق من العام الجاري، بأن تكون هيئة عصرية ذات قيادة رقمية سهلة الاستخدام، وتتماشى مع تغيّرات طرأت على احتياجات الجمهور حول العالم مع تحوّل المزيد من الأشخاص صوب المنصات الإخبارية الرقمية.
ودفع ارتفاع معدلات التضخم، وارتفاع الأسعار، وزيادة كلفة التسوية الخاصة برسوم البث، المسؤولين في بي بي سي إلى «خيارات صعبة» طالت معظم خدماتها حول العالم، من خلال توفير 28.5 مليون جنيه إسترليني، وإعادة وتوجيه الاستثمار صوب العالم الرقمي. وتم اقتراح إغلاق حوالي 382 وظيفة، كما تقرر تحويل خدمة بي بي سي بسبع لغات إلى المحتوى الرقمي فقط، ومن بين الخدمات التي أعلن عن إغلاقها، إذاعة بي بي سي العربية، بالإضافة إلى البث الإذاعي بعدد من اللغات الأخرى منها الفارسية والصينية والبنغالية. وقالت خدمة بي بي سي العالمية إنها حققت عام 2018، مستويات قياسية من النمو على الصعيد الرقمي، حيث تصل إلى حوالي 148 مليون شخص أسبوعيا، حيث ذكرت مديرتها ليليان لاندور، «ثمة حاجة ماسة إلى التوسع في المحتوى الرقمي المقدّم عبر خدمتنا العالمية من أجل تحسين الخدمة وتحسين التواصل مع جمهورنا. إن الطريق التي يصل بها الجمهور إلى المحتوى الإعلامي تشهد تغيّراً، وفي خضم ذلك يتزايد التحدي الذي يكتنف عملية الوصول إلى الناس حول العالم بصحافة موثوقة وذات جودة». وتعتبر إذاعة بي بي سي العربية أول محطة إذاعية ناطقة بلغة أجنبية تابعة لهيئة الإذاعة البريطانية، حيث بدأ البث في جانفي 1938، وشكّلت منذ ذلك الوقت رابطا وجدانيا قويا مع المستمعين العرب الذين تابعوا أهم الأحداث التي شهدتها منطقتهم والعالم، عبر أصوات صنعت مجد هذه الإذاعة العريقة وكبرت على أثيرها أجيال عديدة ألفت عبارة «هنا لندن» ودقات «البيغ بن» وهي تؤذن ببث النشرات الإخبارية وبرامج ثقافية وترفيهية نالت شهرة واسعة. وعبّر العديد من مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي عن صدمتهم لهذا القرار، ولم يخف عدد من الإعلاميين الذين سبق لهم العمل في «بي بي سي» حزنهم، ومن بينهم عثمان آي فرح الذي غرد قائلا «خبر صادم ومحزن جدا بالنسبة لي وبالنسبة لملايين المستمعين حول العالم».
 ي.ب

الرجوع إلى الأعلى