أحيت، نهاية الأسبوع، ولاية تبسة الذكرى 66 لاستشهاد البطل الثائر لزهر شريط، حيث تنقلت السلطات الولائية والأسرة الثورية إلى منطقة تازبنت ببلدية بئر مقدم، وهناك استرجع الجميع الذكرى في إجلال وخشوع، من خلال سرد بطولات الشهيد ومسيرته النضالية أثناء الثورة التحريرية ومواقفه البطولية.
ولد الشهيد لزهر شريط بتازبنت سنة 1914، و زاول دراسته الابتدائية بنفس منطقته وهي الفترة التي عرف فيها معنى الاستعمار وحتمية مقاومته، وقد أجبر على أداء الخدمة العسكرية الفرنسية خلال الحرب العالمية الثانية، وبعد ذلك اشتغل في ممارسة تجارة الأسلحة والأقمشة بين تونس والجزائر، وفي منتصف سنة 1948 مع اشتعال الحرب الفلسطينية الإسرائيلية وفظاعة المجازر الصهيونية ضد الشعب الفلسطيني الأعزل، قرر الشهيد تلبية نداء الجهاد في فلسطين، فحمل زاده وترك وراءه عائلته وأرضه واتجه نحو فلسطين مرورا بتونس وليبيا، لكن مسعاه خاب في آخر الطريق عند الحدود المصرية الفلسطينية، أين منعته السلطات الاستعمارية البريطانية، ليعود إلى الجزائر منكسر الخاطر وفي آن واحد عازما على مواصلة طريق المقاومة ضد المستعمر الغاشم.                                               
وانضم لزهر شريط إلى الجيش التونسي كمتطوع ضد المستعمر الفرنسي سنة 1953، وكانت له مساهمة فعالة في جمع الأسلحة لمساندة الثورة التونسية، وفي 1954 مع نداء الثورة التحريرية المظفرة، كان من أوائل الملبين، حيث انضم إلى صفوف المجاهدين بمنطقة الجبل الأبيض بتبسة، فقام بتشكيل أفواج من 7 إلى 12 جنديا، لجمع الأموال للثورة التحريرية، ليعين بعدها مسؤولا على المنطقة الممتدة من الجبل الأبيض إلى الحدود التونسية.
وقاد المجاهد العديد من المعارك التاريخية الخالدة على غرار معركة وادي العلق، وداموس الملح في الجبل الأبيض، ومعركة آرقو الشهيرة التي استطاع فيها إصابة وجرح سفاح الجزائر الجنرال الفرنسي بيجار ببندقيته، كما يعتبر الشهيد المهندس الحقيقي لمعركة «الجرف» التاريخية سنة 1955 والتي ما زالت تدرس تكتيكاتها العسكرية بأكبر المعاهد والأكاديميات العسكرية العالمية.
وقاد الشهيد هذه المعركة بكل بسالة وخرج فيها منتصرا رفقة شيهاني بشير، عباس لغرور، الوردي قتال، عجول عاجل، والقائد الشهيد الزين عباد، وكذلك الشهيد ساعي فرحي، والمجاهد المرحوم عمر البوقصي، وظل يقاوم الاحتلال الفرنسي إلى أن لقي ربه شهيدا رفقة عباس لغرور يوم 1 جوان 1957.             
 ع.نصيب

الرجوع إلى الأعلى