تعرف غالبية البنوك العمومية بمدينة قسنطينة، نقصا كبيرا في صرف المنحة السياحية، تحت مبرر نفاد السيولة المخصصة قبل العاشرة صباحا، ما أجبر المواطنين على الاستنجاد بالسوق السوداء، التي وصل  فيها سعر اليورو مقابل الدينار الجزائري إلى 210 دينار.
وفي جولة استطلاعية قامت بها النصر، على مستوى العديد من الوكالات البنكية، أبدى العديد من المواطنين استياءهم الشديد مما أسموه بتخفيض المنحة السياحية إلى مستوى 100 أورو،  حيث ذكر لنا موظف شباك، بأن العديد من الزبائن  قد انتقدوا الأمر وهو ما جعلهم في مواجهة ضغط كبير.   
وأسر إطار سام بأحد البنوك للنصر ، بأنه لا يوجد أي أمل في رفع منحة السفر خلال  العامين المقبلين على الأقل، حيث أشار إلى أن التقارير المالية الوطنية، تشير إلى تراجع مستوى احتياطي الصرف بشكل كبير، و ذكر بأن تكاليف الاستيراد مقابل تراجع مداخيل العملة الصعبة للبلاد، قد تسبب في المشكلة المسجلة،  كما لفت بأن التقارير تشير إلى أن أزيد من 95 بالمائة ممن يمتلكون جوازات السفر في الجزائر، يستفيدون منها حتى ولو كانوا غير مسافرين، إذ يقومون بالتوجه إلى الحدود والتأشير فقط على الجوازات، وهو الأمر الذي أثقل بحسبه كاهل الدولة، مبرزا بأن عدد جوازات السفر في الجزائر يتجاوز 11 مليونا.
ويشتكي العديد من المواطنين الذين التقت بهم النصر ، من مشكلة عدم صرف البنوك للمنحة السياحية، حيث لاحظنا في جولتنا، بأن جميع إجابات الموظفين تتطابق وتصب في خانة عدم توفر السيولة ونفاد المبالغ المخصصة من العملة الصعبة، في مشاهد تتكرر  في كل موسم اصطياف حيث ما إن دخلنا إلى إحدى الوكالات في الساعة العاشرة صباحا، حتى تفاجأنا بغلق شباك صرف العملة بحجة عدم توفرها ونفاد الكمية الممنوحة للبنك.
وذكر عون أمن ، بأنه لابد أن نضع جواز السفر قبل الساعة التاسعة إلا ربع ، إذ أن البنك لا يتكفل إلا بـ 15 جوازا على الأكثر، نظرا للضغط الكبير الذي يعرفه هذا الشباك، فضلا عن استفادة بعض الموظفين من عطل.
نفس الوضع سجلناه ببنك آخر، حيث وجدنا الشباك مغلقا وطلب منا أن نعود في الغد، فيما ذكر لنا أحد المواطنين وجدناه حوالي الساعة الحادية عشرة ونصف، بأنه اضطر إلى استعمال «وساطة» للحصول عليها، فيما أكد لنا موظف بأن المنحة متوفرة هذا العام مقارنة بما هو عليه الأمر في السابق، إذ يكفي فقط أن تضع جواز سفرك مبكرا فقط لتستفيد منها وفي أي يوم، وهو الأمر الذي تأكدنا منه، عبر مختلف البنوك التي زرناها.
وأكد لنا ذات الموظف، بأنه تم اتخاذ جميع الاجراءات وضبط مستوى الطلب بناء على تقديرات موضوعية، حيث يتم في الأسبوع بحسبه التكفل بأزيد  من 60 جوازا بالوكالة ناهيك عن المراكز الأخرى، إذ تقوم  جميع الوكالات مثلما قال بتقديم احتياجاتها إلى البنك المركزي، لكن في بعض الأحيان  تقع «أخطاء وسوء  تقدير» ، لكن في المقابل وقفنا  ببنك آخر، على نقص كبير في المنحة السياحية، حيث قال أحد الموظفين بأنها غير متوفرة منذ بداية الأسبوع،  إذ لم يتم القيام  بأي عملية منذ الأحد الماضي.
ولاحظنا في جولة قادتنا إلى السوق الموازية للعملة الصعبة بوسط المدينة، بأن العملة الصعبة سواء من الأورو أو الدولار متوفرة بكثرة ، فيما وصل  سعر 100 أورو إلى 21 ألف دينار، كما أكد تجار عملة  تراجع الطلب نتيجة ارتفاع سعره ، إذ وصل  قبل أسابيع فقط إلى 21500 دينار، مشيرين إلى أن عدد المسافرين إلى الخارج تراجع بشكل كبير مقارنة بالعام الماضي.
لقمان/ق

الرجوع إلى الأعلى