وجبـات رديئة و مراحيض تشكّل خطرا على صحـة التـلاميـذ بقسنطينـة
رسم منتخبون بالمجلس الشعبي الولائي، صورة قاتمة عن واقع المطاعم المدرسية بولاية قسنطينة، حيث قالوا بأن تسييرها من طرف البلديات تسبب في «جوع وبؤس لدى التلاميذ»، وهو ما أضعف التحصيل العلمي لهم، كما ذكروا بأن العديد من دورات المياه، قد أصبحت تشكل خطرا صحيا على مستعمليها من المتمدرسين، فيما طالب الوالي من رؤساء البلديات إعداد بطاقات تقنية قصد إعادة الاعتبار لها، لاسيما وأن الإعتمادات المالية متوفرة.
وأعدت لجنة التربية والتعليم، تقريرا أسود حول وضعية المطاعم والإطعام المدرسي بالولاية، حيث جاء في التقرير الذي تحصلنا على نسخة منه، بأن جل المطاعم المدرسية تعاني من انعدام التهيئة داخليا وخارجيا، فضلا عن انعدام التجهيز الخاص بالإطعام في العديد من الابتدائيات، كما تم تسجيل ضيق المطاعم في الكثير منها، وهو ما أدى بالتلاميذ إلى التناوب على الطاولات ما يتسبب في ضياع وقت الدراسة بالنسبة للكثير منهم.
وذكر رئيس اللجنة الذي عرض التقرير، بأن معظم مطاعم الأطوار التعليمية تعرف نقصا كبيرا في اليد العملة المؤهلة، كما أن الإطعام يتوقف فجأة في منتصف العام الدراسي، بسبب مشكلة المتعاقدين الذين تنتهي عقود عملهم في ذلك الوقت، وهو ما يتسبب في نقص كبير للنظافة في العديد منها، كما انتقد أعضاء اللجنة انعدام النظافة عبر جل دورات المياه، حيث طالبوا بضرورة تهيئتها وترميمها مع تزويدها بوسائل الوقاية الصحية، لاسيما الحنفيات ومواد التنظيف، كما سجلت اللجنة عدم صلاحية مياه الخزانات للشرب.
وبلغة الأرقام، فقد أحصت اللجنة وجود 342 مطعما  عبر بلديات الولاية، 185 منها تقدم وجبات باردة، باستثناء بلديتي ابن زياد ومسعود بوجريو، في حين يستفيد أزيد من 93 ألف تلميذ عبر الولاية من خدمات الإطعام،  كما قدمت اللجنة وبالصور وضعية العديد منها بالتفصيل، حيث عبر العديد من المنتخبين عن أسفهم للوضعية السيئة التي آلت إليها هذه المرافق.
وببلدية قسنطينة، وبالنسبة للمطعم المركزي بسيدي مبروك، الذي يقدم الخدمات لأزيد من 10 ابتدائيات بكل من الدقسي وادي الحد والزيادية والفوبور، فقد سجلت اللجنة في تقريرها بأن نوعية الوجبة جيدة ومتكاملة، لكنها  ذكرت بأن المطعم غير مهيأ والسقف تتسرب منه المياه،   وضعية مماثلة سجلت بغرفة التبريد والأرضية التي تعرف حالة «سيئة جدا»، كما قال المنتخبون أيضا بأن التلاميذ بابتدائية أحمد بوالصوف يتناولون وجبة باردة تحضر لهم في حجرة أعدت خصيصا لهذا الغرض، كما أكدوا بأن نوعية الغذاء المقدم «رديئة جدا» وقدموا مثالا بالجبن وهو ما قد يشكل خطرا على صحة التلاميذ، أما فيما يخص المراحيض فهي بحسب التقرير قديمة ومتآكلة وأكدوا على ضرورة إعادة تجديدها.
وبمتقنة الشيخ بيوض بالخروب، فقد أكدت اللجنة بأنه وبالرغم من تجهيز المطعم حديثا، إلا أنه يعرف نقصا في التهيئة الداخلية، ويعرف تسربات مائية من السقف مع نقص كبير في اليد العاملة، فيما رصدت وضعية كارثية للمراحيض، وقال المنتخبون بأن روائح كريهة، تنبعث منها وطالبوا بضرورة توفير اليد العاملة.
وطالبت اللجنة، بضرورة إيجاد حلول استعجالية للمشاكل المطروحة لاسيما بالنسبة للمدارس، التي لا تتوفر على مطعم من خلال إسناد الإطعام إلى مؤسسات مجاورة أو بناء أخرى في حال توفر مساحة مجاورة، مع التنسيق بين الوصاية، ومراكز التكوين المهني قصد الاستفادة من يد عاملة متخصصة في الطبخ، فضلا عن إلزامية إعادة تهيئة المطاعم داخليا وخارجيا وتجهيز المؤسسات التي تعرف عجزا، كما طالب المنتخب مسعي عبد الغني عن كتلة حمس بضرورة رفع القيمة المالية للوجبة الباردة، حيث ذكر بأن هذا المبلغ زهيد جدا ولا يمكن أن يقتني به وجبة غذائية متاكملة.
الوالي وفي تدخله، اعترف بالوضعية المسجلة، وطالب رؤساء البلديات بضرورة إعداد  بطاقة تقنية لوضعية المطاعم ودور المياه قصد التكفل بها، كما أكد بأن الإعتمادات الضرورية متوفرة، ودعا الأميار إلى الإسراع والتكفل بهذه الاختلالات قبل الدخول المدرسي المقبل، كما أكد بأنه سيتم رفع قيمة الوجبة الغذائية وتخصيص مبالغ مالية من ميزانية الولاية.
لقمان/ق

الرجوع إلى الأعلى