إضراب المؤسسات المصغّرة يتسبب في تكدّس القمامة بعدة أحياء
بدأت تداعيات تخفيض ميزانيات مديريات بلدية قسنطينة لتغطية عجزها المالي تظهر للعلن، حيث أضرب صباح أمس، أصحاب مؤسسات النظافة المصغرة عن العمل، بسبب مستحقات مالية يقولون إنها عالقة منذ شهر ديسمبر من العام الماضي، وهو ما أدى إلى تكدس القمامة في العديد من الأحياء، فيما وصف مسؤولون بالبلدية هذا التحرّك
بغير القانوني، كما أكدوا بأنه سيتم تسديد ديون ستة أشهر كمرحلة أولى.
وتوقف أصحاب 32 مؤسسة مصغرة متعاقدة مع المؤسسة البلدية «بروبكو» عن العمل، ما تسبب في تكدس القمامة بالعديد من الأحياء على غرار سيدي مبروك والشالي وفضلية سعدان وباب القنطرة وفيلالي وغيرها، قبل أن تتدخل المؤسسة المسؤولة عن هذه القطاعات، وتسخر عتادا لتنظيف هذه المواقع، حيث استمر عملها إلى غاية مساء أمس، فيما أكد المضربون بأنهم لم يتحصلوا على مستحقاتهم العالقة، منذ شهر ديسمبر من العام الماضي، رغم تلقيهم للعديد من الوعود بتسويتها، كما أشاروا إلى أن البلدية طلبت منهم تخفيض قيمة الفواتير وهو ما اعتبروه خرقا للاتفاقية المبرمة بين الطرفين، علما بأن المبالغ التي يدينون بها للمؤسسة، تقارب بحسبهم 12 مليار سنتيم.وأوضح نائب رئيس البلدية المكلف بالنظافة شراف بن ساري، بأن هذا التحرك من طرف مسيري هذه المؤسسات، يعتبر أمرا غير مسؤول، خاصة بعد أن استقبل ممثلين عنهم مساء أمس الأول وتم الاتفاق معهم على إيجاد حلول عملية خلال 48 ساعة، لكنهم، مثلما قال، “قد أخلّوا بمسؤولياتهم»، مشيرا إلى أنه أبلغ رئيس البلدية بالأمر وستتم تسوية مستحقات ستة أشهر، لاسيما وأنه قد تمت المصادقة على المداولة خلال الدورة الأخيرة، في انتظار دفع الأجزاء المتبقية فور توفر الإعتمادات المالية .
وذكر مصدر مسؤول من المجلس، بأن البلدية تعرف عجزا ماليا كما أن أصحاب المؤسسات، مطالبون بتفهم الوضعية الحالية، لاسيما وأنهم طالما استفادوا من اتفاقيات مالية خلال السنوات الماضية ولم تتخلّ عنهم البلدية، مشيرا إلى أنه قد تم تخفيض الميزانية المخصصة للمؤسسات من قرابة 12 مليار إلى 10 ملايير سنتيم.
وتم في الدورة الأخيرة للمجلس اقتطاع اعتمادات مالية معتبرة، من ميزانية العديد من المديريات من بينها مديرية النظافة والتطهير، من أجل تغطية العجز المالي الكبير في الميزانية السنوية والذي يقدر بأزيد من 70 مليار سنتيم، حيث اعتبر الأمين العام للبلدية، بأنه لا مناص من اتخاذ هذا الإجراء، وهو الأمر الذي حذر من تداعياته بعض المنتخبين في تدخلاتهم.وقد قررت بلدية قسنطينة، إعداد مخطط نظافة جديد والتخلي عن النظام القديم للتكفل بجميع النقاط السوداء، حيث ذكر رئيس البلدية في تصريح لوسائل الإعلام مؤخرا، بأنه من غير المعقول إنفاق ما يفوق 180 مليار سنتيم سنويا على المؤسسات، دون أن يكون لها أثر قوي على وجه المدينة، حيث أكد بأنه تم الشروع في وضع دفتر شروط جديد سيفتح المجال فيه فقط للمؤسسات القادرة على تحمل مسؤولياتها ميدانيا.
لقمان /ق

الرجوع إلى الأعلى