محاكمة 12 متهما بحرق عربات قطار طلبة جامعة سيدي عمار
التمس ممثل الحق العام بمحكمة الجنايات في مجلس قضاء عنابة، أمس، عقوبة 15 سنة سجنا نافذا في حق 12 متهما، في قضية حرق قطار نقل المسافرين في خطه الرابط بين محطة النقل للسكة الحديدية و الجامعة المركزية بسيدي عمار، قاموا بإضرام النار في عرباته التي احترقت كليا، بعد دهس القطار لأحد الأشخاص بحي بوخضرة في بلدية البوني.
و توبع المتهمون من قبل النيابة، بجناية الحرق العمدي في عربات سكة حديدية تدخل ضمن قطار لنقل الأشخاص، و جنحة تخريب أملاك الدولة.  
و تعود وقائع القضية إلى تاريخ 6 سبتمبر 2016، عندما دهس قطار المسمى (م.ا) بحي بوخضرة، فقام مجموعة من سكان الحي بقذف القطار بالحجارة و تحطيم الزجاج، و إضرام النار في العربات، ما أدى إلى تعطلها عن العمل كليا، بسبب تلف أجهزة و قطع غيار خاصة القاطرة. فتدخل عناصر الأمن و فرقوا المحتجين، و قامت مصالح الحماية المدنية بإخماد النيران. و على إثرها قدمت الشركة الوطنية للنقل بالسكة الحديدية شكوى عن طريق ممثلها القانوني إلى مصالح الأمن بعنابة، بسبب الأضرار المادية المتمثلة في إتلاف كلي لثلاث عربات من القطار و ثلاثة أخرى جزئيا، بالإضافة إلى الكوابل الداخلية، فصار القطار غير صالح للاستغلال. و حسب ما جاء في جلسة المحاكمة، فقد توصلت مصالح الأمن بناء على معلومات و تحريات معمقة، إلى إيقاف كل من (ط.ر)، (غ.م.م)، (ر.أ)، (ب.ل)، (ب.و)، (ب.ن.ا)، و صرح هذا الأخير بأنه شاهد المتهمان (ب.ا)، و (ب.و)، يقذفان القطار بالحجارة، ثم تراجع عن أقواله أمام هيئة محكمة الجنايات و أنكر مشاهدته لأي كان، كما أنكر باقي المتهمين التهمة المنسوبة إليهم، و نفوا أن تكون لهم علاقة بحرق القطار.
 من جهته صرح الشاهد (غ.ا) بأنه يعمل مساعد سائق القطار الذي دهس أحد الأشخاص بحي بوخضرة، فهرب بعد الحادثة إلى المسجد، و لم يخرج منه إلى غاية صلاة العشاء، و لم يشاهد من أضرم النار، فيما صرح سائق القطار (ط.م.ا)، بأن القطار دهس شخصا بحي بوخضرة، فتوقف و نزل من القاطرة، فوجد عددا من الأشخاص يسحبون الضحية من تحت القطار، و كان آخرون يتحدثون معه بعنف فهرب إلى مصالح الأمن، و أكد على أنه لم يشاهد من أضرم النار في القطار و لا من رشقه، لكن العربات تم حرقها بالتبن الذي كان يبيعه شخص على رصيف الطريق.
و حسب تصريح ممثل الشركة، فإن الحادثة خلفت تخريب و حرق ثلاث عربات من أصل 6، تعمل على نقل الطلبة إلى الجامعة المركزية بسيدي عمار، حولت العربات إلى مركز الصيانة، حيت استغرقت عملية الإصلاح نحو شهرين. و ذكر المتحدث، أن حجم الخسائر بلغ قرابة 14 مليار سنتيم تكبدتها الشركة نتيجة حرق العربات و كان السبب المباشر لدهس الضحية، حسبه، هو تجاوزه السكة عبر فتحة جدار الحماية، قام سكان محليون بفتحها عن طريق تهديم الاسمنت اختصارا لمسافة العبور نحو الجهة المقابلة و قد استغلها الضحية للعبور دون أن يعي بحجم الخطر، و لدى تجاوزه عجز سائق القطار عن توقيفه، و هو يسير بسرعة 30 كلم في الساعة و يجر 700 طن، ما يتطلب 400 متر للتوقف قبل الوصول للضحية.    
حسين دريدح

الرجوع إلى الأعلى