تقدّم ملحوظ في ورشات توسعة ترامواي قسنطينة
يعرف مشروع توسعة خط الترامواي نحو علي منجلي بقسنطينة، تقدما ملحوظا في الإنجاز مقارنة بما كان عليه في الأشهر القليلة الماضية، لاسيما بالنفق عند مدخل المدينة الجديدة، فيما تؤكد مصادر مسؤولة من الورشة بأن نسبة الإنجاز قد تجاوزت سقف الستين بالمئة، ومن المنتظر أن يسلم هذا الشطر بمختلف تجهيزاته قبل نهاية السداسي الأول من عام 2019، في حال عدم حدوث أي طارئ.
وتنقلت النصر إلى موقع المشروع، حيث وقفنا على تباين في تقدم الأشغال بين الورشات، إذ ما تزال في مراحلها الأولى على مستوى المنشأة الفنية بحي زواغي سليمان، فيما تم وضع جزء كبير من السكة إلى غاية الجسر العابر للطريق السيار، الذي يعرف هو الآخر تأخرا كبيرا في الإنجاز، إذ تسير الورشة بوتيرة بطيئة، مقارنة بالآجال التي قدمها المسؤولون عن المشروع.
وأوضحت مصادر مسؤولة بالورشة، بأن أشغالا كثيرة ما تزال تنتظر إنجاز هذه المنشأة الفنية، حيث لم يتم إتمام إنجاز الهيكل المعدني الكبير لدى أحد الخواص بولاية باتنة، فيما وقفنا على وجود حوالي 20 عاملا بالموقع، أما ببقية المسار إلى غاية جامعة قسنطينة 3  فقد تم وضع السكة في الاتجاهين، فضلا عن نصب الأعمدة الكهربائية في انتظار صب طبقة الخرسانة الأخيرة، كما لاحظنا تواجد عدد قليل جدا من العمال رغم وجود أشغال كثيرة، لم يتم استكمالها بهذا الموقع.  
وتجري حاليا أشغال إنجاز حائط الدعم على مستوى الطريق المحاذي للمدينة الجامعية، كما تم وضع السكة في اتجاه واحد فقط، كما وجدت المؤسسات المنجزة صعوبة كبرى في هذا الموقع، الذي ما تزال فيه عملية تحديد المسار جارية، لاسيما عند نقطة المنعطف، أين لاحظنا وجود عدد معتبر من المهندسين والتقنيين والعمال فضلا عن الآليات، فيما يؤكد تقنيون بأن جميع العراقيل قد تمت إزالتها و بأنه لم يتبق سوى وقت قليل على وضع السكة والأعمدة الكهربائية بجميع المقاطع، أما بالمنحدر عند نهاية مسار الشطر الأول، فيعمل عدد كبير من العمال، بما يشبه خلية النحل لوضع اللمسات الأخيرة لوضع وتلحيم السكة.
ويؤكد تقنيون تحدثت إليهم النصر، بأنه قد تم تقسيم المسار إلى عدد من النقاط، كما يتم توزيع العمال بحسب الأولويات بناء على مخطط دقيق، مشيرين إلى أنه لم يتبق من المشروع سوى وضع الطبقة الثانية من الخرسانة لتثبيت السكة فضلا عن التوصيلات الكهربائية وإنجاز المنشآت الفنية، وهي أشغال تتطلب بحسب محدثينا وقتا معتبرا، قد يصل إلى ستة أشهر على الأقل، في حال عدم حدوث أي طارئ، دون أن يحددوا  موعدا نهائيا لتسليم هذا الشطر الأول.
أما على مستوى النفق بمفترق الطرق، فتجري الأشغال بوتيرة متسارعة جدا مقارنة ببقية المقاطع الأخرى، حيث تم الإنتهاء من الحفر بجهة الدخول إلى المدينة إلى غاية مقر الوحدة الجمهورية للأمن الوطني وفق ما لاحظناه بعين المكان، في انتظار الشروع في استكمال المقطع الآخر خلال هذه الأيام، حيث تجري حاليا أشغال وضع أعمدة الدعم.
ويبرز مسؤول بالمشروع، بأن مؤسسة «كوسيدار» الوطنية و «ألستوم» الفرنسية رئيسة المشروع، قد استلمتا الورشات وهي في وضعية سيئة جدا، حيث أن الشركة الأجنبية المفلسة «كورزان”، لم تنجز أي شيء رغم تحصلها على مبالغ مالية معتبرة بالعملة الصعبة كتسبيقات لإنجاز التوسعة، مشيرين إلى أنه تم الإنطلاق من نقطة الصفر وعلى المواطنين والسلطات، مثلما قالوا، أن لا «يحملوهم” مسؤولية التأخر الكبير في المشروع، الذي كان من المفترض أن يسلم كاملا إلى غاية جامعة عبد الحميد مهري قبل نهاية ماي الفارط.
ولفت محدثنا، بأن عدد العمال بالمشروع يتجاوز 200 شخص يعملون بنظام التناوب على مدار 17 ساعة يوميا، مشيرا إلى أن تسليم المقطع الأول كاملا مع كل التجهيزات، فضلا عن إنهاء التجارب، سيكون قبل نهاية السداسي الأول من العام المقبل، أما بخصوص تهيئة النفق فقد أكد بأنه سيسلم بالموازاة مع الشطر الأول، كما ذكر بأن الإنطلاق في نفق عيادة بلقادري سيكون بعد قرابة الشهر، إذ أن مؤسسة «كوسيدار» تنتظر الضوء الأخضر من طرف السلطات المختصة.
وأوضح والي قسنطينة عبد السميع سعيدون، في تصريح لوسائل الإعلام مؤخرا، بأنه لوحظ خلال الزيارة  الأخيرة للأمين العام لوزارة الأشغال العمومية أن الورشات تقدمت بشكل كبير عما كانت عليه في السابق، كما أن وزير الأشغال العمومية يولي أهمية كبرى للمشروع، وألح على تسليمه شهر مارس 2019 كأقصى تقدير، وأضاف الوالي، أن مرحلة التجارب ستنطلق نهاية ديسمبر لكنه ربط الأمر بإنجاز الجسر العابر للطريق السيار، مشيرا إلى أن مدة التجارب التقنية تصل إلى 45 يوميا.
و تجدر الإشارة إلى أن السلطات راهنت على  تسليم الشطر الأول إلى غاية مدخل المدينة على مسافة 6 كيلومتر خلال نهاية العام الجاري، وصنفته ضمن المشاريع ذات الجدوى الإقتصادية العالية، فيما توقفت الأشغال بالجزء الثاني بداخل علي منجلي باستثناء بعض المواقع، التي تجري بها عمليات تحويل الشبكات.
وينتظر سكان قسنطينة وعلي منجلي إنجاز مشروع توسعة الترامواي بفارغ الصبر، إذ يعلقون عليه آمالهم في الحد من المعاناة اليومية التي يتكبدونها في التنقل عبر هذا الخط الجديد الذي يربط بين وسط مدينة قسنطينة و علي منجلي، على مسافة تفوق 18 كيلومترا  ورصد  له مبلغ مالي بقيمة 34.7 مليار دينار، بعد إجراء مناقصة دولية أسفرت عن اختيار مؤسستين أجنبيتين وأخرى جزائرية في شهر ماي من سنة 2014، لكن المشروع توقف لمدة طويلة، بسبب إعلان المؤسسة الإسبانية عن إفلاسها.
لقمان/ق

الرجوع إلى الأعلى