قضت محكمة الجنايات بمجلس قضاء قسنطينة، أمس، بالحبس لـ 3 سنوات و بغرامة مالية في حقِّ متهم بالضرب والجرح العمدي وحمل سلاح ناري من الصنف الـ 4، بعد تكييف قضيته عن محاولة القتل العمدي، فيما تمّت تبرئة آخر من جناية المتاجرة بذخيرة من الصنف الخامس.
وقائع القضية تعود إلى تاريخ 18 جويلية 2017، عندما تقدم المدعو «و.ش» للأمن الخارجي ببلدية ديدوش مراد، بقسنطينة، للإبلاغ عن تعرض شقيقه «و.ب» لاعتداء بسلاح أبيض، واضعا تحت تصرف المصالح سلاحا أبيض وآخر ناري استعمل في الاعتداء، و هو عبارة عن مسدس تقليدي الصنع استخدمه المتهم المسمى «ع.ن.م»، ليتمَّ فتح تحقيق قضائي.
وحسب الضحية «و.بوالعيد»، فقد كان ساهرا ليلة الحادثة حوالي الحادية عشرة والنصف، أمام ثانوية حي الأمل بديدوش مراد، مع مجموعة أخرى من الأصدقاء، ليتفاجأ بالمتهم «ع.ن.م» يتقدم منه ويصوب سلاحا نحوه، حيث أطلق عيارا ناريا ولم يصبه، فلاذ بالفرار، لكن المتهم لحقه على مسافة حوالي 30 مترا، ووجَّه له طعنة على مستوى البطن والكتف الأيسر باستعمال سلاح أبيض، ليلحقه بعض الحاضرين، ويهرب المعتدي إلى وجهة غير معروفة، فيما نقل إلى المستشفى، نافيا علمه بسبب هذا الاعتداء المباغت.
و بسماع الشاهد «و.ش» صرح أنه قام بالبحث عن السلاح الناري المستعمل في بداية الاعتداء على شقيقه، قبل أن يجده أحد المواطنين بالقرب من مصلى الحي القاطن به، كاف صالح، وهي ذات تصريحات الشاهد الآخر، أما المتهم الرئيسي «ع.ن.م»، فقال إنَّه تتبع خطوات الضحية لعدة أيام، ويوم الوقائع علم بوجوده على مستوى الحي بالقرب من الثانوية بصدد لعب «الدومينو» أو النرد مع مجموعة من الأصدقاء، فاقترب منه بعدما جلب سكنيا من بيته وسلاحا ناريا صنعه بنفسه، ثم أطلق عيارا ناريا في السماء لتخويف الضحية، فهرب، وعندما لحقه، تشاجرا فوقع الضحية، حسب المتهم، على السكين، وطُعن ببطنه، فيما قام بعض الجيران باللحاق بالمتهم «ع.ن.م»، وضربوه.
ولدى سؤال المتهم عن سبب قيامه بهذا الفعل، أرجع الأمر للانتقام من الضحية الذي اعتدى عليه في سنّ الـ 13، وصار، حسبما جاء في قرار الإحالة، يضايق أفراد عائلته، فقام بصنع  السلاح الناري واشترى ثلاثة عيارات نارية من المتهم «ب.و»  بسعر 250 دج للواحدة، لكنَّه تراجع وقال إنّ والد «ب.و» هو من منحه العيارات لاستعمالها في حفل زفاف، ليتحول إلى شاهد، ويوجه الاتهام للأب «ب.ع» بجناية الاتجار في الذخيرة من الصنف الخامس.
المدعي العام التمس عقوبة المؤبد في حق المتهم «ع.ن.م» و5 سنوات سجنا نافذا ضد «ب.ع»، أما الشاهد «و.ش» ناقض تصريحاته مرات عديدة، على غرار المتهم الرئيسي رغم تمسكه بالاعتراف الأول، وهو ما جعل الدفاع يلتمس تبرئة «ب.ع»، في حين طالب دفاع «ع.ن.م» بتكييف القضية إلى الضرب والجرح العمدي، مع حمل سلاح ناري، فيما تنازل الضحية عن حقوقه المدنية والتعويض.
ف/ خ

الرجوع إلى الأعلى