• أغلب الخرّيجين هاجروا إلى الخارج
كشف أمس، مدير المدرسة الوطنية المتعددة التقنيات “مالك بن نبي” بقسنطينة، عن رصد 200 مليار سنتيم لإنشاء أرضية للبحث العلمي في المجال التقني، حيث ستختص بإنجاز المواد والنماذج ذات الاستعمال الصناعي، كما ستكون تحت تصرف الطلبة والباحثين والصناعيين. وأفاد مدير المدرسة، الأستاذ جمال حمانة، في تصريح للصحافة على هامش الأيام العلمية الأولى للعلوم والهندسة، بأن المديرية العامة للبحث العلمي والتطوير لوزارة التعليم العالي قد منحت هذه الأرضية التي أطلق عليها اسم “أرضية إعداد وصناعة المواد”، مضيفا بأن الاختيار وقع على المدرسة الوطنية المتعددة التقنيات بفضل توفرها على عدة أروقة قادرة على احتضانها فضلا عن الطاقم البيداغوجي المكون من 15 أستاذا وعشرة أساتذة محاضرين من الصنف أ و23 من الصنف ب، وأربعة أساتذة مساعدين، كما أن المدرسة أودعت ثلاثة طلبات اعتماد لمخابر حول الهندسة الكهربائية ومخبر الميكانيك والمواد المتقدمة ومخبر هندسة العمليات من أجل التنمية المستديمة ومواد الصحة.   وتنقسم الأرضية المذكورة إلى ثلاثة فروع، يتمثل الأول في فرع الإعداد لإنجاز مختلف المواد ذات الاستعمال الصناعي والبحثي على غرار السيراميك والمعادن والمواد المُركّبة، بالإضافة إلى فرع الصناعة الذي سيُخصّص لصناعة القطع والآلات، بالاعتماد على طابعات معادن وسيراميك ثلاثية الأبعاد، ما سيسمح بإنجاز مركبات خاصة بمجالات الطيران والمركبات. أما الفرع الثالث فسيساهم في تحليل وتقييم المواد والقطع والآلات التي يجري إعدادها، بالإضافة إلى الصيانة والتصليح.
وأكد حمانة بأن الآلات التي ستجلبها المدرسة ستسمح بصناعة أية قطعة أو نماذج مصغرة خاصة بالآلات أو الأجهزة، موضحا بأن الأرضية ستتيح لمهندسيه إعداد مشاريع تخرج يمكنهم استغلالها لاحقا في مشاريع اقتصادية خاصة، فضلا عن إمكانية الحصول على براءة اختراع بواسطتها. ونبّه محدثنا بأن المدرسة أطلقت الصفقات الخاصة بالآلات التي ستزود بها الأرضية وتم اختيار الممونين، حيث يقدر الغلاف المالي المخصص لشرائها بحوالي مائتي مليار سنتيم، مضيفا بأن تسيير هذه الأجهزة سيكون من طرف مهندسين مختصين، بعد أن يخضعوا للتكوين على يد أساتذة المدرسة، كما أكد أن كثرة الأعطال الناجمة عن سوء استغلال عتاد البحث من المشاكل التي تسجل بكثرة.
وأعرب المسؤول عن تمنيه بأن تتمكن المدرسة من إدخال الأرضية حيز الخدمة مع الدخول الجامعي المقبل، مشيرا إلى أن هذا المشروع سيحل الكثير من العراقيل التي تعيق الطلبة، خصوصا في مرحلة الدكتوراه، عندما لا يتمكنون من إتمام أطروحاتهم بسبب عدم توفر مواد رفيعة المستوى والتكاليف الكبيرة التي يتطلبها إجراء عمليات في جامعات أجنبية، أين قد يكلف تحليل واحد ألف أورو.
وقال المدير إن المدرسة قد أبرمت اتفاقية مع وحدة الصناعات العسكرية، مشيرا إلى أن الأرضية ستكون تحت تصرف الباحثين وطلبة مختلف الأطوار والمتعاملين الصناعيين القادمين من مختلف ولايات شرق الوطن، كما ستنشأ أرضيات مشابهة لها في الغرب والوسط والجنوب، فيما شدد على أن الهدف منها يتمثل في البحث والتطوير بعيدا عن البحث العلمي الأساسي، كما أوضح بأن هيئته ستقدم عرضا عن المنتجات البحثية التي سيتم الوصول إليها من خلال الأرضية.
من جهة أخرى، نظمت في نفس اليوم المدرسة الواقعة بالمدينة الجامعية بعلي منجلي، الطبعة الأولى من الأيام الوطنية العلمية للعلوم والهندسة، حيث أوضح لنا الأستاذ جمال حمانة بأن إدارته تسعى إلى ترسيخها مرة كل سنتين، كما تحاول تحقيق التواصل بين الطلبة من مختلف الأطوار والباحثين من خلالها، خصوصا وأنها فتحت عروض التكوين في مرحلة الدكتوراه منذ السنة الماضية.
وتأسف محدثنا لمغادرة أغلبية المهندسين المتخرجين من المدرسة المتعددة التقنيات التي تعتبر قطب امتياز، إلى الخارج بسبب عدم قدرتهم على الاندماج، حيث تضمن لهم تكوينا تطبيقيا يجعلهم مهندسين ممارسين جاهزين للعمل، فيما انتقد محدثنا مشكلة عدم توفير فرصة للطلبة من أجل الاستفادة من التربص في المؤسسات الصناعية، بسبب عدم انفتاح القائمين عليها على الجامعة والبحث العلمي، الذي قال إن المؤسسات الصناعية لا تخصص له حيّزا، باستثناء عدد قليل جدا من الشركات على غرار “سوناطراك”.
ويتراوح عدد دفعات المهندسين في المدرسة الوطنية متعددة التقنيات ما بين 100 إلى 120 طالبا، حيث أوضح لنا مديرها بأن مصالحه تعمل على ألا يتجاوز عدد الطلبة في التخصص الواحد 18، و30 طالبا في كل واحد من الأقسام الأربعة، حتى يتمكنوا من الاستفادة من الأعمال التطبيقية استفادةً كاملة، “فتكوين المهندسين بشكل عام في الجزائر، نظريّ جدا بسبب عدم قدرة الجامعات على توفير الأعمال التطبيقية”، مثلما قال.                                           
سامي.ح

الرجوع إلى الأعلى