من المنتظر أن تنطلق التجارب التقنية الخاصة بمشروع توسعة الترامواي باتجاه المدينة الجديدة علي منجلي بقسنطينة، بداية شهر جانفي من العام المقبل، بعد أن تجاوزت نسبة الإنجاز 80 بالمئة، حيث تراهن الشركات المنجزة، على تسليم المشروع بجميع تجهيزاته نهاية شهر مارس من 2019 كأقصى تقدير، فيما سيتم غلق مدخل علي منجلي كليا لاستكمال أشغال النفق و المداخل.
يعرف المشروع تقدما ملحوظا لاسيما بالنفق عند مدخل المدينة الجديدة، وكذا الجسر العابر للطريق السيار، حيث تسابق المؤسسات المنجزة الزمن، من خلال العمل بنظام المناوبة لمدة 18 ساعة في اليوم، فيما أكدت مصادر تقنية مسؤولة من الورشة، أن نسبة الإنجاز قد تجاوزت سقف 85 بالمئة، ومن المنتظر أن يسلم هذا الشطر بمختلف تجهيزاته قبل نهاية مارس من عام 2019.
ولاحظت النصر خلال تنقلها إلى موقع المشروع، أمس الأول، تقدما كبيرا في الورشات في جميع المقاطع،  فعلى مستوى المنشأة الفنية بحي زواغي سليمان، لم تتبق سوى أشغال تلحيم بسيطة و تم وضع السكة والأعمدة الكهربائية إلى غاية الجسر العابر للطريق السيار شرق- غرب، حيث أفاد مسؤول بالورشة المسماة «A0» أن التجارب التقنية ستنطلق أولا في شهر جانفي بشطر زواغي- الطريق السيار الذي وصلت الأشغال به إلى نسبة 98 بالمئة.
وقد تم اقتراح الانطلاق في التجارب التقنية قبل إنهاء الجسر، حيث أفادت ذات المصادر للنصر، أنه تقرر الشروع فيها على مستوى الشطر الأول انطلاقا من محطة زواغي وصولا إلى الطريق السيار، باعتبار أن هذا المقطع سيكون جاهزا بنسبة 100 بالمئة بداية الأسبوع المقبل كما أنه قريب من المحطة الرئيسية، وهو نفس الأمر على مستوى الجهة الأخرى حيث ستجرى التجارب إلى غاية المدخل. أما على مستوى الجسر العابر للطريق السيار فتعمل مؤسستا «مارتيميتال» و «مارتفاد»، على وضع و إتمام ما تبقى من إنجاز الهيكل المعدني الكبير، حيث تسير الورشة على قدم وساق، ومن المنتظر أن تستلم مع نهاية شهر جانفي الداخل كأقصى تقدير، علما أن أشغال الأقواس المثبتة للمنشآة ستنطلق الأسبوع المقبل بعد إنهاء ربط الهيكل المعدني، فيما يسجل ازدحام مروري كبير بالمكان.
وعلى مستوى جامعة قسنطينة 3 وإلى غاية مدخل علي منجلي، تم تركيب السكة وصب الخرسانة في الاتجاهين، باستثناء جزء قصير، كما وضعت الأعمدة الكهربائية وكذا تلك الخاصة بالإنارة، لكن ما يلاحظ هو أن عدد العمال قليل جدا بالموقع رغم الأشغال الكثيرة التي يجب استكمالها بهذا الشطر، كما تجري حاليا أشغال إنجاز حائط الدعم على مستوى الطريق المحاذي للمدينة الجامعية، فيما لم يتم وضع السكة إلى غاية نهار أول أمس عند نقطة المنعطف، لكن يُتوقع أن تسير الأشغال بسرعة قصوى ما إن تصل السكة إلى مشروع النفق.
ويؤكد تقنيون ومسؤولون تحدثت إليهم النصر، أنه تم تقسيم المسار إلى عدد من النقاط، وتم توزيع العمال بحسب الأولويات بناء على مخطط دقيق، حيث أن العدد الإجمالي للعمال قد فاق 480، منهم 200 على مستوى النفق، كما وصل عدد المختصين في «الجيوتكنيك» إلى 50، مشيرين إلى أن الأشغال النهائية تتطلب وقتا معتبرا نظر لدقتها، لكنهم أكدوا أن التسليم سيكون نهاية شهر مارس في حال عدم تسجيل أي طارئ.
وقد استكملت الأشغال الكبرى على مستوى النفق بمفترق الطرق الأربعة، ولم تتبق سوى بعض الروتوشات، فقد تم الانتهاء من أشغال الحفر بالمقطعين، إلى غاية مقر الوحدة الجمهورية للأمن الوطني، وفق ما لاحظناه بعين المكان، في انتظار الشروع في استكمال المقطع الآخر خلال هذه الأيام، علما أن المؤسسات المنجزة حددت مدة الغلق الجزئي لمدخل علي منجلي بشهر واحد، لكن طبيعة الأشغال وصعوبتها أخرت العملية إلى آجال لاحقة.  
نحو الغلق الكلي لمدخل علي منجلي
ويؤكد  القائمون على المشروع، أنه لا مناص من غلق المدخل الرئيسي لعلي منجلي بشكل كلي لمدة شهر على الأقل، لتهيئة المداخل الجديدة والنفق، حيث ما تزال أشغال كثيرة تنتظر هذا الشطر، ومن المتوقع أن يزور الوالي المشروع بداية الأسبوع المقبل لإعطاء الموافقة على العملية، حسب محدثينا الذين استبعدوا فتح حركة المرور من جهة النفق كحل مؤقت يسمح بعبور المركبات، كون الأمر لن يقضي على الازدحام المروري، كما قد يشكل خطرا على المواطنين.
وأشارت مصادرنا إلى أن طبيعة الأشغال قد تتسبب في غلق المحلات المجاورة للمشروع مؤقتا، وفيما يخص محطات التوقف، فقد ذكر المسؤولون أنه سيتم إنجاز 4 منها في آجال لن تتعد الشهر، فيما تعرف وتيرة الإنجاز بعض التأخر بمحطات توليد الكهرباء الثلاث.
وتجدر الإشارة إلى أن وزارة الأشغال العمومية والنقل تولي أهمية قصوى لهذا المشروع الحيوي، حيث أن أمينها العام يجري زيارات ميدانية إلى الموقع مرة  كل شهر، كما أن الوالي عبد السميع سعيدون كان قد أعلن في أكثر من مرة بأن التسليم سيكون في شهر مارس من سنة 2019 كأقصى تقدير، فيما أكد أن مرحلة التجارب ستنطلق نهاية ديسمبر الحالي، وأشار إلى أن مدتها تصل إلى 45 دقيقة يوميا.
وينتظر سكان قسنطينة وعلي منجلي إنجاز مشروع توسعة الترامواي بفارغ الصبر، إذ يعلق المواطنون عليه آمالهم في الحد من المعاناة اليومية التي يتكبدونها في التنقل عبر هذا الخط، كما تعرف المدينة الجديدة اختناقا مروريا كبيرا خلال هذه الفترة، بسبب الغلق الجزئي لمدخلها ولشطر طريق السيار شرق غرب.                                 
لقمان/ق

 

الرجوع إلى الأعلى