40 ألف تلميذ مهدّدون بالحرمان من الإطعام المدرسي ببلدية قسنطينة
لم تتزود العشرات من الابتدائيات ببلدية قسنطينة بالمواد الغذائية واللحوم بسبب عدم تلقي الممونين لمستحقاتهم المالية العالقة منذ العام الماضي، حيث لم تقدم الوجبات الساخنة والباردة في عدد كبير من المطاعم منذ بداية الفصل الدراسي الجاري، فيما تؤكد الإدارة أنه قد تم الوقوع في أخطاء إدارية خلال إعداد دفاتر الشروط وبأنه سيتم إنهاء الاختلال في آجال لن تتعدى 15 يوما.
وأفادت مصادر متطابقة من بلدية قسنطينة للنصر، أن غالبية الممونين بالمواد الغذائية و الخضر اللحوم، وحتى الخبز والبيض والدواجن والحليب ومشتقاته، لم يتلقوا مستحقاتهم المالية العالقة منذ بداية العام الماضي، وهو ما تسبب في انقطاع التموين عن عدد كبير من مطاعم الابتدائيات، نتيجة إصرارهم على تسوية المستحقات التي تقدر بالملايير، حيث لم يتبق في مخزون المؤسسات سوى كميات قليلة، قد لا تكفي إلى الأسبوع الجاري بما بات يهدد بقطع الوجبات عن أزيد من 40 ألف تلميذ .
وتؤكد ذات المصادر، أنه من الصعب تسوية المستحقات في الأيام القليلة المقبلة، بسبب تسجيل أخطاء إدارية في إعداد الصفقات، حيث يرفض المراقب المالي والخزينة العمومية اتخاذ أي إجراءات لتسهيل الدفع بعد غلق الحسابات المالية لعام 2018، فيما ألغى رئيس البلدية طلب العروض الوطني لتموين المطاعم المدرسية لسنة 2019، وذلك بسبب وجود اختلاف في معايير التقييم التقني.
وقد طالب الممونون في أكثر من مناسبة بتسوية وضعياتهم، فيما يقترح مسؤول بالبلدية العمل وفق نظام مديرية التربية، التي تدفع المستحقات مع نهاية كل فصل دراسي باستثناء الثلاثي الأخير، الذي يتم تحصيل الأموال الخاصة به بداية الدخول المدرسي الموالي.
وقد أكد لنا مدراء ابتدائيات صعوبة الوضع نتيجة انقطاع التموين، و وجود عجز كبير في اليد العاملة، ناهيك عما أسموه بضعف قيمة الوجبة وسوء المواد الغذائية رغم إنفاق أموال ضخمة على العملية، مشيرين إلى أنه لابد من فرض رقابة و إسناد تسيير ملف الإطعام المدرسي إلى مديرية التربية.
وأوضح مصدر مسؤول ببلدية قسنطينة للنصر، أن العديد من الابتدائيات عرفت انقطاعا في التموين بالأغذية، بسبب وجود أخطاء إدارية في إعداد دفاتر الشروط، مؤكدا أن المشكلة سوف تحل خلال 15 يوما كأقصى تقدير، و بأنه سيتم دفع جميع المستحقات العالقة للممونين، كما ذكر أن العديد من القطاعات تزودت أمس بالخبز والبيض، فيما حاولنا الحصول على رد من رئيس البلدية في العديد من المرات، لكن دون جدوى.
وقد ألغى رئيس البلدية صفقة النقل المدرسي بسبب سيطرة متعهد واحد على جميع الخطوط، كما سُجل عدم تلقي المتعاملين في هذه الصفقة لمستحقاتهم، ما قد يتسبب في تذبذب وانقطاع النقل لفائدة التلاميذ. وأصبحت بلدية قسنطينة تتكفل إجباريا بأزيد من 40 ألف متمدرس موزعين على 136 ابتدائية، بعد إصدار تعليمة من طرف وزارة الداخلية تلزم فيها البلديات بإطعام جميع التلاميذ، وهو ما أدى بالمجلس إلى زيادة كمية بعض المواد الغذائية على غرار اللحوم الحمراء، إذ تفوق قيمة صفقة التموين الخاصة بها ملياري و 700 مليون سنتيم، فيما تقدر صفقة البيض بأزيد من مليار سنتيم، والخبز بـ 1.3 مليار سنيتم.        
لقمان/ق

الرجوع إلى الأعلى