أوقفت السلطات الولائية بقسنطينة في ساعة متأخرة من مساء أمس الأول، أشغال مست الساحة الواقعة بالقرب من مدخل جسر سيدي مسيد، المعروف محليا باسم «المربع الصغير»، بعدما خربت جزءا مهما منها و أثارت استياء كبيرا في أوساط سكان المدينة، الذين اعتبروا هذا الفعل تجاوزا في حق التاريخ العمراني والقطاع المحفوظ لعاصمة الشرق الجزائري.
و أثار قرار إنجاز سياج حول الساحة، لحماية مرتادي المكان  والحد من عمليات الانتحار، جدلا حادا في أوساط القسنطينيين عبر مختلف وسائط الاتصال الاجتماعي، منذ بداية انطلاق الأشغال صباح أول أمس الثلاثاء، حيث اعتبر كثير منهم هذا القرار بمثابة تعد صارخ على معلم تاريخي يعود إنجازه إلى بداية القرن العشرين، كما أطلق بعضهم حملة تحت شعار أنقذوا معالم قسنطينة واحموها من الدمار. ووقفت النصر خلال معاينتها للمكان صباح أمس، على تخريب مس العديد من الحجارة الضخمة، حيث تم إنجاز ثقوب، وذكر لنا شهود عيان أن المؤسسة التي قامت بالأشغال وجدت صعوبة كبرى في العملية نظرا لصلابة الصخور، مبرزين أن بعضا من المواطنين حاولوا ثنيهم عن الفعل، لكنهم أتموا عملهم و برروا ذلك بتنفيذ الأوامر.
و أوضح رئيس المجلس الشعبي الولائي، الدكتور نذير عميرش في اتصال بالنصر، أنه وفور تلقيه شكاوى من طرف العديد من الفاعلين والمواطنين، اتصل بالوالي باعتباره يمثل السلطة التنفيذية التي تمتلك سلطة القرار، حيث تدخل وأمر بتوقيف الأشغال، وأضاف المتحدث، أن المكان يصنف ضمن القطاع المحفوظ وهو جزء لا يتجزأ من المدينة القديمة، لكنه أكد عدم علمه بالجهة التي أمرت بالإنجاز. وأوضحت مصادر متطابقة للنصر، أن مؤسسة عمومية ولائية، هي التي أشرفت على وضع سياج، دون أن تتحصل على رخصة أشغال من البلدية، علما أن جميع الأشغال التي تمس القطاع المحفوظ يجب أن تتم بتصريح من وزارة الثقافة، لكن الأمر لم يطبق، فيما قامت مصالح مندوبية سيدي راشد فور تلقيها لتعليمة الوالي بحجز العتاد المستخدم، كما ينتظر أن تنفذ البلدية عقوبة في حق المؤسسة.
و الشروع في الورشة المذكورة ، ليس الأول من نوعه، إذ بدأت مؤسسة ولائية الصيف الماضي، في إنجاز فضاء للعب والراحة بموقع الأقواس الرومانية الأثري بمحاذاة طريق الصومام، قبل أن تلغي السلطات الولائية المشروع.
و خلال التحضير لتظاهرة عاصمة الثقافة العربية، انطلِق في إزالة السلالم المنجزة بالحجارة الزرقاء بشارع عبان رمضان، فضلا عن حواف الطرقات، قبل أن تتدخل جمعيات ومنتخبون ويوقف الوالي الأسبق العملية، وهو نفس الإجراء الذي اتخذ قبل أن تشرع المقاولة التي رممت المسرح الجهوي في إعادة طلاء واجهته الخارجية، حيث أمِر آنذاك بضرورة الحفاظ عليه كما أنجز لأول مرة. النصر تنقلت أمس إلى مقر بلدية قسنطينة لمعرفة موقف رئيس المجلس الشعبي الولائي مما حصل، لكننا لم نجده و لم نتمكن من التحدث إليه عبر الهاتف، كما لم نتمكن من تسجيل رد مدير الثقافة.
لقمان/ق

الرجوع إلى الأعلى