ظهور تشققات في جسر باب القنطرة بقسنطينة
تنطلق خلال الأيام القليلة المقبلة، عملية ترميم شاملة لجسر باب القنطرة بوسط مدينة قسنطينة، قصد حماية هذه المنشأة الفنية التي يعود تاريخ إنجازها إلى أزيد من قرن و نصف، و ذلك بعد أن أظهرت الخبرة التقنية ظهور بعض التشققات على مستواها إلى جانب استمرار تسجيل مشكلة التسربات المائية التي أضرّت بالكتامة، و هي عملية من المقرر أن تدوم لعدة أشهر و ستعرف غلق الجسر، بعد أن رصد لها مبلغ 10 ملايير سنتيم.
 قد انتهي مؤخرا من إجراءات منح الأمر بالأشغال لمجمع جزائري، أسندت له العملية بناء على دراسة سبق و أن أعدها مكتب محلي أيضا، حيث بدأت التحضيرات مؤخرا و ينتظر أن يشرع خلال أيام في وضع الإشارات العمودية الخاصة بالأشغال و تنظيم حركة المركبات، مع اختيار المكان الذي سينصب على مستواه المقر المؤقت الخاص بعمال الشركة، قبل الانطلاق في الورشة، حسبما أكده مسؤول في مصلحة الصيانة بمديرية الأشغال العمومية في اتصال بالنصر يوم أمس.
و أضاف المصدر ذاته أن العملية التي تدوم 18 شهرا، ستعرف في مرحلتها الأولى ترميم الجهة العلوية من الجسر، من خلال اقتلاع الأرصفة التي كانت تتسرب المياه عبرها و التي أضرّت بالكتامة، ليتم بعد ذلك إصلاح هذه الأخيرة و إعادة إنجاز الرصيفين، على أن يتم عقب هذا التدخل نزع الخرسانة المزفتة و وضع أخرى جديدة.
أما المرحلة الثانية فتشمل العمل بالجهة السفلية من هذه المنشأة المشيدة سنة 1863، من خلال معالجة بعض التشققات «الصغيرة» التي تبين وجودها خلال عمليات المراقبة السنوية، و أكد مصدرنا أنه سيتم استخدام مواد خاصة في هذه العملية، التي أوضح أنها سوف تُتبَع بغسل الجزء السفلي ثم دهنه بطلاء خاص جيء به من أوروبا، و ذلك من أجل الحفاظ على اللون الأصلي للصخور العتيقة .
و اعترف المسؤول أن الأشغال التي يفترض أن تنتهي منتصف العام المقبل، ستكون معقدة، نظرا للعلو الشاهق للجسر و الذي يتطلب وضع سقالة مرتفعة و متينة تسمح بحمل العمال و المعدات و الخامات المستعملة، مطمئنا بأن العملية لن تؤثر كثيرا على تنقلات المواطنين بهذا المحور الهام الرابط بين منطقة باب القنطرة، و باقي أحياء وسط المدينة، إذ سيتم الغلق النصفي للطريق خلال المراحل النهائية من الأشغال و لمدة قصيرة، أما الغلق النهائي الذي سيتأجل إلى ما بعد فصل الشتاء، فمن الممكن أن ينفذّ خلال الفترة الليلية لعدم التأثير على حركة المركبات، ليضيف مصدرنا أنه سيتم إدخال تعديلات على مخطط السير بالمكان، بالتنسيق مع الجهات المعنية.
و تقارب تكلفة ترميم جسر باب القنطرة الذي يعتبر أول الجسور المنجزة بمدينة قسنطينة وقت الاستعمار، مبلغ 10 ملايير سنتيم، فيما كانت آخر مرة أجريت فيها عملية صيانة شاملة على مستواه، خلال ثمانينيات القرن الماضي، استنادا للمصدر ذاته، الذي طمأن بأن جميع جسور المدينة في حالة جيدة، فيما يترقب أن تنطلق بداية هذه السنة، مشاريع مماثلة بـ 5 منشآت أخرى تربط بين ولاية قسنطينة و الحدود مع ولايات ميلة و سكيكدة و أم البواقي.
ياسمين.ب

الرجوع إلى الأعلى