عجزت مصالح بلدية قسنطينة، خلال الأسابيع الأخيرة عن التكفل بعمليات جمع القمامة عبر العديد من الأحياء، نتيجة عدم قدرة مؤسسة «بروبكو» التابعة لها على تعويض شركة «سوبت»، التي فسخت معها البلدية صفقات الجمع بالعديد من المواقع لأسباب مالية، وهي اختلالات تكررت كثيرا خلال الأسابيع الأخيرة، إذ تكدست كميات ضخمة من النفايات بمختلف القطاعات، إثر إضراب المؤسسات المصغرة.
ووقفت النصر أمس الأحد، على وجود كميات ضخمة من القمامة المرمية بشكل عشوائي، على مستوى شارع العربي بن مهيدي «طريق جديدة” حيث تكدست قناطير من النفايات المنزلية في مواقع بقلب المدينة، والتي يعبرها الآلاف من المواطنين والزوار يوميا.
وأوضح سكان الحي، أن الشارع يعرف في الأساس نقصا في النظافة زاد حدة خلال هذه الأيام، إذ تنبعث طيلة فترات اليوم روائح كريهة، خنقت أنفاس السكان وكل من يعبر المكان، محذرين من حدوث أخطار بيئية صحية تهدد التلاميذ والأطفال، وقاطني الحي على وجه العموم، مطالبين رئيس البلدية بالتدخل في القريب العاجل.
وأوضحت مصادر متطابقة من بلدية قسنطينة، أن مشكلة تراكم النفايات شملت العديد من الأحياء الأخرى على غرار الدقسي، لوناما، القماص و سيساوي، حيث أوعزت المشكلة، إلى فسخ الصفقات المبرمة مع “سوبت” لتنظيف تلك الأحياء و إسنادها إلى مؤسسة «بروبكو» البلدية، التي لم تستطع التكفل بها نظرا لوجود مشاكل في التسيير، فضلا عن عدم توفرها على الإمكانيات البشرية والمادية.
وقبل ثلاثة أيام، أنهى أصحاب المؤسسات المصغرة للنظافة المتعاقدين مع مؤسسة «بروبكو»، إضرابهم الذي استمر لحوالي أسبوع، بسبب عدم تلقيهم لمستحقاتهم المالية حيث غرقت العشرات من الأحياء في القمامة، قبل أن يتدخل الوالي وكذا رئيس الدائرة لدى مصالح البلدية، إذ تم تقديم وعود بتسوية مستحقات 4 أشهر من العام الجاري، وكذا شهرين اثنين من العام الفارط، قبل حلول شهر رمضان.
ويطالب أصحاب المؤسسات المصغرة «بروبكو» بضرورة تسوية الوثائق الإدارية، ومنحهم أوامر الخدمة للصفقات التي ما يزالون يدينون بها للمؤسسة، إذ ما تزال مستحقات 6 أشهر من عام 2018 عالقة، فضلا عن شهر واحد من سنة 2017، مشيرين إلى أنهم مستعدون لمواصلة عملهم إلى غاية نهاية ديسمبر من العام الجاري، لكن بشرط تسوية وضعيتهم القانونية.
و تقدر الميزانية السنوية للنظافة ببلدية قسنطينة، خلال السنوات الأخيرة قرابة 180 مليار سنتيم، لكن العجز المالي الذي تعاني منه اضطرها إلى خفض ميزانية 2019 الموجهة للنظافة، من خلال اقتطاع مبلغ 89 مليار سنتيم من الغلاف المالي المخصص لها، وهو الأمر الذي انعكس سلبا على وضعية المدينة إذ سرعان ما ظهرت تداعيات هذا الأمر على مختلف الأحياء.
وتعرف مؤسسة «بروبكو» البلدية، صعوبات إدارية كثيرة، حيث سبق للوالي ورئيس البلدية، أن انتقدا نتائجها الميدانية، علما أنها توظف عددا  كبيرا من العمال، لكنها لم تتول بنفسها مهمة النظافة، بل قامت بمنح صفقات بالمناولة إلى مؤسسات مصغرة وكذا «سوبت»، وهو ما اعتبره الوالي في إحدى دورات المجلس الشعبي الولائي،  مثالا عن سوء التسيير لملف المناولة، إذ أمر بعدم إبرام اتفاقيات مناولة إلا في حالات استثنائية جدا وبموافقة السلطات، كما تجدر الإشارة، إلى أننا حاولنا الاتصال برئيس بلدية قسنطينة للحصول على توضيحات، لكن لم نتمكن من ذلك.
لقمان/ق

الرجوع إلى الأعلى