نظم صبيحة أمس، العشرات من أعوان شبه الطبي وقفة احتجاجية بمستشفى البير بقسنطينة، يطالبون من خلالها بتحسين ظروف العمل على مستوى مختلف المصالح، فيما رد مدير المستشفى أنه استجاب للطلبات «المشروعة».
وأكد المحتجون الذين التقت بهم النصر خلال تنظيمهم الوقفة، أن الأوضاع أصبحت «كارثية» بمصلحة الاستعجالات، حيث لا يتوفر سلك شبه الطبي على أدنى شروط العمل، من خلال انعدام مرحاض ودورة مياه خاصة بالعمال، زيادة على «غياب الأمن» بجميع المصالح حسبهم، و كذا توقف غرفة العمليات عن الخدمة منذ 45 يوما، ما جعل قائمة المرضى الذين ينتظرون موعد التدخلات الجراحية تكتظ أكثر.
كما أضاف أحد العمال للنصر، أنه ورغم قلة عدد أعوان شبه الطبي بمستشفى البير، إلا أن المدير «يرفض» تطبيق المناوبة التعويضية كباقي المؤسسات على مستوى الولاية، كما وصف طريقة تعامل الإدارة مع العمال بالتعسفية، وأشار كذلك إلى التأخر المتكرر في صرف منحة الأداء، كما لم يتم تقديم منحة المردودية الخاصة بالثلاثي الرابع من سنة 2018 لحد اليوم، إضافة إلى تكليف أعوان شبه الطبي بمهام «خارجة عن نطاقهم» على غرار حراسة الزوار وقت الدخول والخروج، حسب المحتجين.
ومن بين النقاط التي يطالب بها الأعوان هي تطبيق ما وعد به مدير المستشفى سابقا، خلال محاضر الاجتماعات التي تواجد بها رفقة الشريك الاجتماعي، مؤكدين أن آخر نقطة تم الحديث عنها هي غياب الأمن وخاصة أثناء المناوبات الليلية، حيث تعرض موظفو سلك شبه الطبي عدة مرات إلى محاولة اعتداءات جسدية فيما وقعت سابقا اعتداءات لفظية، استنادا للمصادر ذاتها.
ورد مدير مستشفى البير، طايق نذير في تصريح للنصر، بأنه فتح ولا يزال يفتح كل أبواب الحوار مع كافة العمال، مضيفا أنه عرض انشغالات أعوان شبه الطبي على مدير الصحة، وتم عقد اجتماع بخصوص تلك المطالب، حيث تم قبول بعضها رغم الظروف الصعبة التي قال إن المؤسسة تمر بها، فيما تم رفض أخرى وصفها بغير المشروعة.
وأكد المسؤول أن من بين المطالب التي لا يمكن تلبيتها، هي الاستفادة من مناوبة مدفوعة الأجر، أي جعلها جزافية، و هو ما لا يمكن تجسيده بحسبه، لأن شبه الطبيين يحصلون على 3 أيام راحة بعد تلك المناوبة ولو رغبوا في مقابل مادي، سيكون عليهم العمل في ساعات النهار أيضا حسب قوله.
أما عن موضوع الإسراع في تسديد منحة أداء تحسين الخدمة، فقد أوضح طايق أنه تم الاتفاق العام الماضي من خلال محضر ممضي، بأن الإمكانيات المادية المتوفرة تسمح بتسديدها كمنحة لفئة معينة، بحكم أن عدد أعوان شبه الطبي كبير، على أن تأجل استفادتهم خلال السنة الحالية، ولكن سيتم حسبه، ضبط الميزانية أولا بحكم خضوعها إلى إجراءات إدارية قبل أن يتم منح كل ذي حق حقه.
المدير أكد توفير مقر للاسترخاء بعد المطالبة به، كما تم دهن جدرانه وتجهيزه من أجل راحة الأعوان، على غرار توفير تلفاز وجهاز تسخين وثلاجة وكراس يمكن تحويلها إلى أسرّة، ولكن المحتجين رفضوا، حسبه، استلام المفاتيح لأنهم يطالبون بغرف نوم، وهنا أكد المتحدث أن القوانين تنص على توفير غرفة استرخاء واستراحة، لأن عون شبه الطبي مطالب بالبقاء بجانب المريض وليس بعيدا عنه، وإلا فإن حياته ستكون في خطر حسب تأكيده.
وختم المسؤول حديثه بأن مستشفى البير يضرب به المثل في النظافة والخدمات، حيث يتميز بسمعة جيدة، مشيرا إلى أن مصلحة الاستعجالات عادة ما تعرف ضغوطات كبيرة وتواجدا مكثفا للمرضى وعائلاتهم، ليختم حديثه بأنه استجاب للمطالب المشروعة للعمال فيما يرفض كل ما يتنافى مع أحكام القانون الجزائري، حسب تعبيره.
حاتم/ب

الرجوع إلى الأعلى