حكمت يوم الخميس الماضي، محكمة الجنايات بمجلس قضاء قسنطينة، بـ 20 سنة سجنا نافذة في حق شاب اتهم بقتل جاره الثلاثيني، فيما برأت متهما ثان في القضية التي شهدتها منطقة الفنتارية بالخروب العام الماضي.
تفاصيل القضية تعود لتاريخ 14 ماي من سنة 2018  و تحديدا على الساعة العاشرة ليلا، عندما قام المتهم الرئيسي «ن.ع» البالغ من العمر 22 سنة، بتوجيه ثلاث طعنات في مناطق مختلفة من جسم الضحية «ب.ح» 31 سنة، منها طعنة بالقلب أدت إلى وفاته بمستشفى الخروب عند الساعة الثامنة صباحا، متأثرا بجروحه البليغة.
و خلال أطوار المحاكمة اعترف «ن.ع» بتوجيه طعنات للضحية، لكنها كانت بغرض الدفاع عن النفس حسب ما جاء على لسانه، بعد شجار حدث بين الطرفين قبل يوم من الحادثة، أين حصلت ملاسنات كلامية بينهما بمقهى الفنتارية ليقوم بعدها الضحية بتوجيه لكمة له و يتدخل حينها شقيقه لفك الخلاف، غير أن أخ الضحية أكد أن الجاني «ن.ع» كان قد تلفظ بكلمات نابية أمام الملأ داخل المقهى، ما أثار غضب شقيقه الذي قام بلكمه على الوجه.
و أضاف «ن.ع» أنه و في حدود العاشرة ليلا من اليوم الموالي، غادر الضحية محل «البابي فوت» بقرية الفنتارية أين كان يجتمع  عدد من الشباب، حيث قال أن صديقه  «ق.ش» البالغ من العمر 20 سنة، و هو المتهم الثاني في القضية، قد طلب منه اللحاق بـ «ب.ح» لحظات فقط بعد مغادرته المحل، و التوجه نحو الجسر المؤدي لعين نحاس أين التقى هناك بالضحية الذي تهجم عليه بالضرب، ما اضطره حسب تصريحاته، إلى إخراج السلاح الأبيض و طعنه كدفاع عن النفس.
و ذكر المتهم «ن.ع» أن مرافقه كان قد حرضه على الانتقام من الضحية و لم يتدخل لفك الشجار، و هي الوقائع التي نفاها المتهم الثاني «ق.س» الذي أكد أن صديقه طلب منه مرافقته للسير على الجسر المذكور، و بعد لحظات التقيا بالمرحوم «ب.ح» رفقة أحد أصدقائه، و حينها قام «ن.ع»  بالتهجم عليه و ضربه بالسلاح الأبيض، مضيفا أنه لم يتمكن  من هول الحادثة من  التدخل لتوقيف «ن.ع»، ليقوم بعدها بالركض باتجاه القرية للبحث عن مساعدة.
من جهته أكد الشاهد الأول و الذي كان برفقة «ب.ح»، أنه و خلال طريق عودتهما، تفاجآ بالجاني «ن.ع» الذي هاجم الضحية بعدة طعنات، ليقوم بعدها بالفرار، كما أن المتوفى قام بالركض الى غاية مقهى القرية أين سقط أرضا قبل أن ينقله أحد الجيران نحو المستشفى.
أما بقية الشهود فقد أكدوا أن الضحية و عند وصوله إلى المقهى متأثرا بجراحه و إلى غاية نقله إلى المستشفى، كان يردد اسم المتهم الأول «ن.ع» و يقول « لقد غدرني»، فيما ذكرت والدة المرحوم أن ابنها غادر المنزل عند التاسعة ليلا بعد تناوله وجبة العشاء، و بعدها و في حدود العاشرة و النصف قدم ابن عمه ليخبر العائلة بأن الضحية قد تعرض لطعنات خنجر، فيما قامت فرقة الدرك الوطني بالقبض على المتهم الرئيسي «ن.ع» الذي فر الى منزله مباشرة بعد ارتكابه للجريمة، ليتم تمشيط مكان الحادثة أين عثر على سلاح أبيض عليه بقع من الدم و مرمي بين الأحراش.
و بعد سماع كل من المتهمين «ن.ع »و « ق.س» و كذا الشهود، جاء القرار النهائي بالحكم لمدة 20 سنة سجنا نافذة في حق المتهم الأول عن جناية القتل العمدي مع سبق الإصرار و الترصد، فيما برأت المحكمة المتهم الثاني و الذي كان متابعا بتهمة المشاركة في جريمة قتل مع سبق الإصرار و الترصد. من جهتها النيابة العامة طالبت بتطبيق أقصى عقوبة في حق المتهم الأول بحكم الإعدام، و التمست 15 سنة سجنا نافذة ضد الثاني.
هيبة عزيون

الرجوع إلى الأعلى