تحوّل أمس السبت، لقاء منظم من طرف تنسيقية الحركة الجمعوية لولاية قسنطينة، إلى ملاسنات حادة بين الحضور و المتدخلين ، حيث تبادل فيه البعض منهم عبارات شتم، قبل أن ينتهي بعراك في ساحة المرفق.
وافتتح اللقاء التكويني، الذي جاء تحت عنوان “إشراك المواطن في التنمية المحلية”، بصورة عادية، حيث تحدث رئيس التنسيقية، محمد العطافي، عن الجهود التي قام بها في إطار المجتمع المدني طيلة العقدين الماضيين ، وعن “الضغوط التي تعرض لها مع من كانوا معه من طرف السلطات المحلية آنذاك”، مشيرا إلى ضرورة “استغلال المرحلة الحالية عمليا وليس بالخطابات”، من خلال تفعيل لجان الأحياء لتحقيق مساهمة المواطن في التنمية المحلية و”إعادة وجه الماضي لقسنطينة، وبإنشاء مجالس استشارية”، فيما قال إن نشاط التنسيقية يتم في إطار القانون وتتدخل في المجالات التي يسمح بها.
وأخذت الأمور منحى تصاعديا في القاعة عندما أنهى العطافي مداخلته وطلب أحد الشباب الحاضرين الكلمة، فطالبه رئيس التنسيقية باحترام برنامج اللقاء، في حين اعتبر الشاب “أن النظام هو من منح التنسيقية الاعتماد القانوني” الذي تحدث عنه العطافي، كما تساءل عن سبب تنظيم نشاط التنسيقية في هذا الوقت، وذكّر المعني رئيس التنسيقية أنه ممن ساندوا الرئيس السابق عبد العزيز بوتفليقة من قبل، فيما تحدث عن شخص آخر حاضر في القاعة ممن عبروا عن مساندتهم لانتخابات الرابع جويلية التي رفضها الحراك الشعبي، بحسبه. وقد أثارت هذه المداخلة بلبلة بين من اتهم الشاب بأنه جاء إلى القاعة لإثارة المشاكل، وبين من دافعوا عنه واتهموا العطافي ومؤيديه بـ “محاولة ركوب موجة الحراك الشعبي”.
وهدأ الحضور في القاعة نسبيا عندما رد رئيس التنسيقية بالقول أنه لا يخفي أنه كان من السباقين إلى مساندة عبد العزيز بوتفليقة في العهدة الأولى، لكنه “نبّه إلى أنه عارضه بعد العهدة الأولى” وقال “إنه توبع بأكثر من مائتي قضية وتعرض إلى التوقيف لأنه استنكر الفساد في ولاية قسنطينة” ودافع عن “تنسيقية الحركة الجمعوية بالتأكيد على أن تأسيسها يعود لسنة 1997، أي قبل الرئيس السابق”، لكن الفوضى عادت إلى القاعة عندما اعتبر أحد الحاضرين أن العطافي “يختزل اللقاء في الحديث عن نفسه”، حيث وقعت ملاسنات وتبادل للشتائم بين البعض ، فضلا عن تدافع بالأيدي.
وغادر منتقدو العطافي المكان جماعيا قبل اعتلاء الدكتورة سامية كرميش المنصة وتقديمها مداخلة حول مساهمة المواطن في شؤون مدينته، كما استمر نقاش حاد بين المعنيين في بهو قصر الثقافة، فيما وقع تبادل للشتائم مباشرة بعد انتهاء مداخلة الدكتورة كرميش وانطلاق مداخلة مراد بوفولة عندما وقف كهل وطالب بالاحترام بعبارة حادة، كما تدخل في فقرة النقاش الأستاذ محمد سعدي البومدييني، الذي ساند رئيس التنسيقية وقال “أنا قدت الحوار الوطني شخصيا عندما كان الناس يخفون رؤوسهم تحت الأغطية، وأين كان ابن بيتور وهؤلاء الذين معه”، ما أثار عددا من الحضور في القاعة حيث طالبوه بعدم الحديث عن رئيس الحكومة الأسبق أحمد بن بيتور وتعالى الصراخ ضده وعبارات “أنت مع العصابة ولا تتهم الناس”.  
وأتمت التنسيقية برنامج اللقاء وسط الصخب والصراخ، فيما وقع تشابك بالأيدي بين بعض الحاضرين في ساحة قصر الثقافة مالك حداد عندما كانوا يهمون بالمغادرة، وتبادل فيه البعض اللكمات والركلات لولا تدخل آخرين وفض الشجار، كما التف بعض من حضروا برئيس التنسيقية وعبروا عن معارضتهم لنشاطه وعن انتقادهم له، كما اعتبروا اللقاء “محاولة للالتفاف على الحراك الشعبي وسعيا إلى التمثيل”، رغم تأكيد العطافي أنه يعمل من أجل ولاية قسنطينة وأنه مناضل قديم ضد الفساد ولم يتحدث، حسبه، عن تمثيل الحراك.
سامي.ح

الرجوع إلى الأعلى