شهدت ولاية قسنطينة مساء أمس الأحد، هطول أمطار طوفانية  تسببت في ظرف أقل من نصف ساعة، في إغراق العديد من الشوارع وعزلها و شل حركة المرور، فيما داهمت السيول عددا من المنازل.  كما تعطلت مساء أول أمس الحركة على مستوى عدة طرق في مناطق متفرقة من الولاية نتيجة دقائق من التساقط كانت كافية لمحاصرة المياه لعدة تجمعات خاصة بعلي منجلي.
حيث سجلت مساء أمس عاصفة رعدية قوية  مصحوبة بأمطار طوفانية  و صواعق،  و قد بدأ التساقط حوالي الساعة السابعة مساء،  ما أدى إلى تشكل سيول جرفت معها الأوحال على مستوى المنطقة الصناعية «بالما»، أمام عدم قدرة البالوعات على استيعاب المياه المتدفقة بقوة، حيث غمرت العديد من المركبات التي علق أصحابها بعدد من المحاور، و هو الأمر ذاته المسجل بنقاط أخرى على غرار أحياء بن شيكو و بكيرة وبن تليس، أين تحولت الطرقات إلى وديان،  فيما داهمت المياه مداخل عمارات حي الصفصفاف بسبب عدم استيعاب البالوعات للسيول وانسدادها وفق ما أكده سكان، وبحي زواغي اجتاحت السيول محلات أسفل العمارات وغرق نفق ترامواي المحاذي للمحطة النهائية لترامواي في المياه.
و ذكر المكلف بالإعلام على مستوى المديرية الولائية للحماية المدنية، أن المعلومات الأولية تشير إلى التدخل على مستوى منطقتي القراح و سيساوي من أجل امتصاص المياه، فيما وقفت النصر على اجتياح السيول لمسالك حي جبلي أحمد «الكانطولي» و الذي شهد في نفس الفترة تقريبا من العام الماضي، فيضانات أدت إلى وفاة شخصين، ما أثار مخاوف السكان من احتمال تكرار هذه الكارثة.


سكان بعلي منجلي يتخوفون من تكرار كارثة الفيضانات
أما مساء أمس الأول فقد كانت الأمطار غزيرة لكنها أقل حدة ،  حيث عرف الطريق السريع الرابط بين حيي بوالصوف و جنان الزيتون، ازدحاما مروريا كبيرا، في حدود الساعة الخامسة و15 دقيقة، بعد أن غرق الطريق بسبب تشكل البرك المائية ، ما أدى لتوقف المركبات المارة على هذا المحور، فيما اضطر العديد من السائقين للعودة في الاتجاه المعاكس من أجل سلك الطريق الثاني المؤدي إلى حي 5 جويلية، و وصل الازدحام المروري إلى مركز تدريب الفروسية بحي بوالصوف، ودام لحوالي ساعتين.
كما تعطلت حركة السير على مستوى طرق أخرى على غرار الطريق الوطني بسيساوي، حيث حدث فيضان صغير بالقرب من المحور الدوراني المؤدي إلى حي الجذور وشعبة الرصاص، وهو نفس الأمر بالنسبة لحي الكيلومتر الرابع، أين تشكلت برك مائية أسفل الجسر المؤدي إلى حي بن شيكو، فيما كانت حركة المرور معقدة بمدخل الطريق المؤدي إلى أحياء سيدي مبروك ودقسي وواد الحد، ما أدى إلى وقوع حوادث مرور بسيطة على مستوى الطريق المؤدي إلى ملعب الشهيد حملاوي، خاصة وأن الأحوال الجوية السيئة زادت من صعوبة المرور على ذلك المنحدر.
وعرفت المدينة الجديدة علي منجلي تشكل فيضانات أدت إلى توقف حركة المرور بالطريق الرئيسي وخاصة عند المحور الدوراني المؤدي إلى المستشفى العسكري، أو ما يسمى بـ»الفيرمة»، بعد أن تشكلت سيول جارفة قادمة من كوسيدار وبقية الأحياء الواقعة أعلى المدينة، وصولا إلى حي الاستقلال الذي عرف تشكل مسبح كبير بسبب وقوعه أسفل الطريق الرئيسي، إضافة إلى الحفر التي سببتها أشغال تهيئة الترامواي، ما اضطر العديد من المتجهين خارج المدينة إلى سلك بعض الطرق الواقعة بين التجمعات السكنية للتمكن من مغادرة علي منجلي، فيما اضطر القادمون إليها، إلى الدخول من طريق المنطقة الصناعية.
و شلت الأمطار الغزيرة المتساقطة جل طرق المدينة الجديدة علي منجلي، على غرار الطريق الرابط بين حي الفيرمة وحي 400 مسكن، والذي تسبب في تعطيل حركة المرور وكذا مرور الراجلين الذين اضطروا لتغيير وجهاتهم بسبب البرك المائية، وهو نفس ما حدث على مستوى الوحدات الجوارية 5 و7، ولم يقتصر الأمر على الوحدات القديمة فقط، حيث شمل الأمر الوحدة الجوارية 17 التي عزلت لمدة ساعات بعد ارتفاع منسوب المياه ما صعب من مأمورية مرور مركبات القاطنين بهذه الوحدة.
كما لم يكن حال مدينة الخروب أفضل من مدينة علي منجلي، بعد أن شهدت معظم طرقها وأحيائها فيضانات عارمة ، حيث تعطلت حركة السير على مستوى كل من أحياء المنار وتحصيص ماسينيسا ومحطة نفطال في الجهة الجنوبية و طريق مستشفى محمد بوضياف ، وهو ما خلّف حالة من الانسداد عبر الطرقات، وأدى لازدحام مروري دام لمدة طويلة.
وتساءل سكان بعض الأحياء في بلديتي قسنطينة والخروب عن أسباب تراكم  ذلك الكم الهائل من المياه وسط الطرقات وداخل الأحياء، رغم أن مدة تساقط الأمطار لم تتجاوز 30 دقيقة ، كما أبدوا تخوفاتهم من وقوع الكارثة في حالة تساقط كم أكبر عند حلول فصل الشتاء، وإعادة سيناريو الفيضانات التي حصلت بطريق المنية وأدت لسقوط ضحايا، كما قال البعض أنهم وصلوا إلى منازلهم في ساعات متأخرة بسبب الازدحام المروري الناتج عن تعطل حركة السير على مستوى بعض الطرقات.
وعرفت بلدية عين عبيد تساقطا مكثفا للأمطار دام لحوالي ساعة من الزمن، و أدى إلى فيضان وادي برج مهيريس و روافده التي تصب في منطقة الكحالشة أين غمرت المياه الطريق الوطني وتسببت في تباطؤ حركة المرور، وفي وسط عين عبيد أدى نفس التساقط إلى شل حركة المرور جراء ارتفاع منسوب المياه على مستوى مركز التكوين المهني وتعاونية الحبوب بعد أن عجزت قنوات الصرف عن امتصاصها وتصريفها، ونفس الوضع على مستوى النهج المار أمام مسجد أحمد حماني أين تدخلت الحماية المدنية بوسائلها لتصريف مياه الأمطار التي اختلطت مع مياه الصرف.       
حاتم/ب . ق/م 

الرجوع إلى الأعلى