لم تتمكن غالبية المؤسسات التربوية بولاية قسنطينة، من صرف منحة التمدرس التضامينة للتلاميذ، بسبب الضغط الكبير وانعدام السيولة المالية، بعد الزيادات التي أقرتها الحكومة في قيمة المنحة التي ارتفعت إلى 5 آلاف دينار.
وأوضح أولياء تلاميذ بعلي منجلي للنصر، أنهم توجهوا إلى المؤسسات التربوية وقاموا بتجديد الملفات للاستفادة من المنحة، غير أنهم تفاجئوا بعدم توفر السيولة وفق ما أكده لهم مسيرو تلك المؤسسات، فيما ذكر ولي تلميذ يعمل عون نظافة بمستشفى عمومي، بأنه كان يعول على المنحة من أجل اقتناء مستلزمات التمدرس لأبنائه الأربعة، غير أنه تحصل على واحدة فقط لابنته في الطور المتوسط، مؤكدا أنه لن يستطيع اقتناء أي شيء إلا بعد تحصله على هذه الإعانة التي ينتظرها كل عام بفارغ الصبر.  
وتوجهنا إلى أحد المؤسسات التربوية، في الطور الثانوي بوسط مدينة قسنطينة، حيث أكد مديرها أن عدد الملفات قد تزايد بشكل كبير خلال العام الجاري، لكن عدم توفر السيولة المالية، تسبب كما أكد، في عرقلة العملية التي توقفت بعد استفادة جزء قليل فقط من التلاميذ المعوزين، كما لفت محدثنا أن الزيادة التي أقرتها الحكومة قد أخلطت حسابات غالبية المؤسسات.
 وذكر ولي تلميذ آخر أن عملية  توزيع المنحة تعرف كل عام تأخرا كبيرا، حيث أنها  تتأخر إلى غاية منتصف شهر أكتوبر عادة ، إذ يتحجج مسؤولو المؤسسات في كل مرة بعدم توفر   الأموال
وذكر مقتصد يعمل بأحد مؤسسات علي منجلي، بأن غالبية المقتصدين انطلقوا في العملية ابتداء من شهر جويلية، حيث تم منح الأولوية للأرامل وذوي الاحتياجات الخاصة فضلا عن ضحايا الإرهاب، لكن العميلة توقفت بسبب عدم استفادة المؤسسات من الأموال المخصصة للعملية إذ تم منحهم نسب متفاوتة لا تكفي لسد جميع الطلبات، علما أن تعليمات الوزارة الوصية تقضي بإنهاء العملية قبل منتصف الشهر الجاري.
ولفت المتحدث، إلى أن العديد من البلديات على غرار عين اعبيد وبن باديس، قد تكفلت بتلاميذ مرحلة الابتدائي في المرحلة الأولى، لكنهم سيضطرون إلى إعادة العملية مرة أخرى، بعد الزيادات الجديدة، التي أقرتها الحكومة وهو نفس الأمر المسجل أيضا بجل المؤسسات، كما ذكر أن بعض المؤسسات منحت الأولوية لفئات معينة وتم منحها مبلغ 5 آلاف دينار في انتظار استفادتهم من بقية الاعتمادات المالية  و صب الفارق من الأموال.
وكانت الحكومة، قد أعلنت قبل الدخول المدرسي بأيام عن رفع قيمة منحة التمدرس التضامنية، التي يستفيد منها حاليا حوالي 3 ملايين تلميذ، إلى 5 ألاف دينار، وذلك تكريسا لطابع الدولة الاجتماعي، ولضمان تمدرس كل أبناء الوطن الواحد في مستوى اجتماعي واحد.
لقمان/ق

الرجوع إلى الأعلى