خبرة تحذّر من انهيار بناية قديمة بوسط مدينة قسنطينة
عبر  سكان بالحي المعروف بشارع 19 جوان بوسط مدينة قسنطينة، عن تخوّفهم من انهيار بنايتهم على رؤوسهم بعد ظهور تشقّقات كبيرة بها جراء القيام بتعديلات غير مدروسة على محل تجاري مثلما أظهرته خبرة تقنية، في حين دعوا السلطات الوصية إلى التدخل وإنقاذ البناية.
وأفاد ساكن بالبناية رقم 4 الواقعة بنهج مقناني أحمد في حديث للنصر، أن العائلات باتت متخوفة من انهيار منازلها، حيث وجه السكان عدة شكاوى من أجل التدخل من قبلُ، ورفعوا مطلع سنة 2018 دعوى قضائية في القسم الاستعجالي بخصوص هدم عموديْ أساس ترتكز عليهما البناية.
وقد أجرت خبيرة بطلب من السكان خبرة تقنية على البناية شهر ماي من العام الماضي، أين أثبتت ظهور تشققات في عدة شقق خاصة بالمعنيين، قبل أن تُجرى خبرةٌ ثانية من طرف مهندسة خبيرة لدى المحاكم والمجالس القضائية شملت المحل التجاري المُستغلّ أسفل البناية، وبينت، مثلما يرد في التقرير الذي تحصلنا على نسخة منه، أن المكان خضع لأشغال تعديل وترميم، أبرزُها إنجاز صندوق خرساني يشمل السقف.
وتورد الخبرة أيضا أن صاحب المحل قد ترك فراغا بين سقف المحل الخاص بالبناية وسقف الصندوق الخرساني لتأمين المكان من السرقة، خصوصا وأن السقف يمكن خرقه رغم قدرته القوية على احتمال الأثقال، كما تشير الخبرة، إلى العديد من العيوب الظاهرة في شقق شاغلي البناية، من بينها مشاكل في فتح الأبواب في شقة الطابق الأول وتشققات بالمطبخ وتشقق بالأرضية وميلها.
وسجلت الخبرة تشققات شاقولية عند نقطة التقاء الأعمدة بالجدار اعتبرتها المهندسة غير خطيرة بسبب إمكانية ترميمها، رغم «أنها تدل على وجود مشاكل أو خلل إنشائي»، بينما اعتبرت أن التشققات ذات 45 درجة، المسجلة في المعاينة، خطيرة جدا لأنها ناجمة عن عدم قدرة الحائط على مقاومة الأحمال.
وعزت الخبرة التشققات الأخيرة إلى ضعف الأساسات، فيما أكدت أنها مؤشر على الانهيار المفاجئ مع الوقت، كما حملت توضيحا أن السبب قد يعود أيضا إلى خلل في هيكل المبنى نتيجة القيام بتغييرات عليه. ومددت الخبرة الثانية المعاينة إلى المحل التجاري الواقع أسفل العمارة، أين كشفت أنه تمت إزالة الأعمدة خلال الترميم، فضلا عن أن الجدران الخرسانية الجديدة قد ثُبّتت على سقف الأرضية دون أن تدعم بأساسات، ما جعلها توزع الأحمال بطريقة غير مدروسة. وقد استبعدت الخبرة أن تكون الأضرار المسجلة بالبناية مترتبة عن انزلاق الأرضية لأن الدراسة تؤكد أن التربة مستقرة ومقاومة وغير قابلة للانزلاق.
وتضمنت الخبرة تحذيرا شديدا من إجراء أي تدخل غير قائم على دراسة دقيقة لطبيعة المشكلة، فيما وضعت مجموعة من المقترحات لإعادة هيكل البناية إلى وضعيته الأولى، كما اقترحت بعض التدابير للحيلولة دون التأثير على المبنى عند التدخل. وقد ذكر لنا السكان أنهم سيقومون برفع دعوى قضائية ثانية بخصوص المشكلة، لكنهم نبهوا إلى أنهم سيتجهون إلى القسم الجزائي بعد أن صار الخطر يهدد، حسبهم، حياتهم وحياة المارة، خصوصا وأن البناية واقعة في واحد من أكثر الأحياء اكتظاظا بقلب قسنطينة خلال ساعات النهار.
سامي.ح

الرجوع إلى الأعلى