غلق جزئي لأحد ملاحق الجسر العملاق بقسنطينة
أغلقت مديرية الأشغال العمومية جزءا من ملحق الجسر العملاق بقسنطينة، بسبب تزايد حدة الانزلاقات بدعامة الطريق المؤدي إلى حي الشالي، و أكدت مصادر تقنية من شركة «أندراد غيتيريز” البرازيلية أن هذا المحور «مهدد بالانهيار» بعد إجراء اختبارات لمقاومة المواد، فيما لا تزال جل الورشات مهجورة، كما ينتظر أن تسند الحصة المتبقية من مشروع الملاحق إلى مؤسسة «كوسيدار».
وقامت مديرية الأشغال العمومية بغلق الجزء المذكور من الطريق   بشكل مفاجئ، حيث يجد السائقون المتوجهون إلى حي الشالي عبر الجسر العملاق صعوبة في الدخول إلى الطريق الرئيسي، كما لم يتم وضع أية إشارات أو علامات تدل على غلق هذا المحور، في حين لم تحدد أسباب الغلق كما لم يعلن عن وجود أي أشغال، و تم الاكتفاء بإقامة حواجز  لمنع مرور المركبات.
وقد تسبب هذا الإجراء في ازدحام مروري كبير لاحظناه أمس الأول في تلك النقطة الحساسة من وسط المدينة، إذ أن تداعيتها ظهرت على مسافات طويلة وخلقت نوعا من الضغط على مستوى محور الدوران بالقرب من جسر سيدي راشد، فيما وقفنا على وجود انزلاقات وتشققات بدعامة الأرضية، فضلا عن تجمع كميات معتبرة من المياه التي تحيط بالمنشأة الفنية.
و وقفت النصر بكل مواقع  المشروع، على انحدارات ترابية و  تسربات  مائية،  مع تشكل برك داخل نفق الزيادية . وأصبحت الانزلاقات بالطريق الغابي ظاهرة للعيان، كما شاهدنا أن أشجارا كثيرة قد سقطت، في حين أن عددا آخر مال و صار مهددا بالسقوط، علما أن مسؤولا  بمديرية الأشغال العمومية سبق و صرح للنصر أن عمق الانزلاقات خطير جدا و بأنه في توسع مستمر.
وذكرت مصادر تقنية كانت تشتغل بمشروع الجسر العملاق مع مؤسسة «أندراد البرازيلة»، أن النقطة التي تم غلقها تسجل انزلاقات مستمرة، حيث ما إن تتساقط الأمطار حتى تزيد حدتها، كما أشارت إلى أنه قد تم استخراج كميات كبيرة من المياه من المكان، الذي تأثر كثيرا بحدة الانزلاقات بهضبة الطريق الغابي، إذ تشكل قوة ضاغطة من أعلى الطريق إلى غاية شارع رومانيا «رود روماني».
وأكدت مصادرنا، أن مؤسسة «أندراد» هجرت وتخلت عن ورشات وإنجاز ملاحق الجسر العملاق بشكل نهائي، سواء بجسر الطريق الغابي أو الملحق الرابط بالزيادية، إذ أنها تشرف على الأشغال النهائية لحماية وتدعيم الجسر وتصريف المياه ولم يتبق لها سوى شهر واحد لتسليم المشروع نهائيا، و من المنتظر أن تسند تلك الحصص إلى شركة «كوسيدار» بسبب الخلافات القائمة بين الطرفين الجزائري والبرازيلي.
و استعانت الولاية في عهد الوالي السابق، بخبير دولي مختص في المخاطر الجيولوجية، و قد كانت النصر حاضرة في الزيارة الميدانية التي عاين فيها في نوفمبر 2016، النقطة التي تم غلقها، حيث أكد حينها على ضرورة اتخاذ إجراءات استعجالية في هذا الجزء و حذر بأنه يشكل خطرا على الجسر، كما ذكر الوالي السابق كمال عباس في تصريح للنصر، أن الدراسة التي أعدها مكتب الدراسات الفرنسي «سيميكسول» حول مناطق الانزلاقات بقسنطينة جد موضوعية، لكنها بحسبه، توبعت بشكل خاطئ، ما تطلب إعادة النظر فيها من خلال تحديد نقاط الانزلاقات الجديدة وإيجاد حلول نهائية لجميع المواقع التي تعرف هذه المشكلة.
وتنقلنا إلى مديرية الأشغال العمومية نهار أول أمس، حيث حاولنا مقابلة المدير لكنه كان خارج المديرية، كما اتصلنا به في العديد من المرات لكنه لم يرد، في حين رفض رئيس مصلحة التصريح و برر ذلك بأنه لا يمتلك صلاحيات للحديث عن الموضوع. و تجدر الإشارة إلى أن التكلفة المالية الحالية لمشروع الجسر العملاق وملاحقه قد وصلت إلى 3800 مليار سنيتم مقسمة على صفقتين استفادت المؤسسة الأجنبية من حصة الأسد فيها، في حين تمت إضافة 460 مليار سنتيم لاستكمال ما تبقى من أشغال دون أن تجسد على أرض الواقع.  
         لقمان/ق

الرجوع إلى الأعلى