ينتظر مستثمرون الحصول على قطعة أرضية بالمدينة الجديدة علي منجلي بقسنطينة، من أجل تجسيد أول مشروع في الجزائر لإنتاج وحدات متطوّرة لتخزين الفواكه والخضر، بحسب ما أكده خبير في الصناعات الغذائية بجامعة عبد الحميد مهري يوم أمس.
وذكر خبير الصناعات الغذائية والمكلف بالأعمال والتطوير في شركة «جاني أم تي» الفرنسية المنتجة لهذه الوحدات، أحمد سقاوي، في تصريح للنصر، أنه تم عقد شراكة مع مؤسسة «زينيث فارم» الجزائرية من أجل تجسيد المشروع المذكور على مستوى المدينة الجديدة علي منجلي، حيث استقبله والي قسنطينة بحضور مدير الصناعة للولاية واستمع إلى عرضه حول الوحدات المتطورة التي يمكن تصنيعها محليا بأقل تكلفة ممكنة، بفضل توفر المادة الأولية المشتقة من البترول في الجزائر، مثلما أكد لنا.
وأضاف محدثنا أن المشروع يتطلب أرضية تبلغ مساحتها هكتارين، في حين أكد لنا أنه قادر على تصدير هذه الحاويات الصغيرة إلى تونس والمغرب، كما تم الاتفاق على تصدير عشرين بالمئة منها إلى فرنسا، فضلا عن تلبية الطلب المحلي لدى الفلاحين والمتعاملين في هذا القطاع.
وأفاد نفس المصدر أن أطراف المشروع، ما زالت منذ ستة أشهر في انتظار رد السلطات المحلية بمنح الأرضية للانطلاق في التجسيد الفعلي، في حين جاء حديثه عن المشروع خلال فترة النقاش التي أعقبت مداخلته حول تطوير سلسلة تبريد وتصدير المواد الفلاحية الجزائرية، في الملتقى الدولي للصناعات الغذائية الذي نظم يوم أمس بقسم العلوم التجارية لجامعة عبد الحميد مهري، حيث ذكر الخبير أن الكثير من العراقيل تعيق تطوير هذا المجال، وذكر كمثال أن الحصول على سجل تجاري من أجل المشروع المذكور استغرق شهرين، بينما يتطلب هذا الأمر في فرنسا خمس دقائق فقط.
وأوضح الخبير في تصريحه لنا، أن كثرة الطلب على «وحدات التخزين ذات المناخ المتحكم فيه» في أوروبا والولايات المتحدة وكندا جعلت العرض غير كاف، ما استدعى تصنيعها اليوم في السويد وألمانيا وتركيا لفائدة ستين دولة، في حين أكد أن المشروع الذي يعتزم الشريكان الجزائري والأجنبي تجسيده بقسنطينة، سيوفر مئة منصب عمل مباشر على الأقل، بالإضافة إلى حوالي مئتي منصب غير مباشر في النقل، مضيفا أنه سيقوم بنفسه بتكوين شباب لمرافقة الفلاحين على استخدام هذه الوحدات، مثلما كوّن الفلاحين الفرنسيين من قبل.
ولفت سقاوي أن الوحدات ابتكار جديد يحفظ الفواكه والخضر بطريقة طبيعية، مشيرا إلى أنها عبارة عن صناديق بحجم متر مكعب واحد، ويمكنها أن تخزن 350 كيلوغراما من الفواكه مثل التفاح والإجاص، بينما تصل طاقة استيعابها إلى حوالي القنطارين من الفواكه القابلة للتلف بسرعة مثل العنب والكرز.
وأضاف محدثنا أن العملية تتم بوضع الفواكه في غرف التبريد التقليدية وضبطها على درجتين مئويتين من أجل تبريد قلب الثمار، ثم يتم إغلاق الصندوق بعد ذلك، ما يؤدي إلى «ترقيد» المنتج عن طريق الأغشية ذاتية الانتقاء التي تصبح متنفسه الوحيد، بحيث تمنع دخول الأكسجين إلا بنسبة اثنين بالمائة بينما تسمح بخروج غاز ثاني أكسيد الكربون، لتتكيف الثمرة بعد أسبوع مع مناخ الوحدة ويصبح ممكنا المحافظة عليها لأشهر. وقد ضرب محدثنا مثالا بالعنب الذي استطاعت هذه الوحدات المحافظة عليه إلى غاية شهر جوان، والتفاح الذي يمكن تخزينه فيها لمدة تتراوح بين 8 و13 شهرا.
سامي.ح

الرجوع إلى الأعلى