طالب أمس، أولياء تلاميذ ثانوية ابن باديس بمدينة قسنطينة، بوضع كاميرات مراقبة داخل المؤسسة من أجل تمكين الطاقم التربوي من فرض الانضباط، فيما استنكروا الإشاعات بشأن ترويج أبنائهم للمخدرات وتعاطيها، بعدما توقفت الدراسة بالمرفق لسبعة عشر يوما بسبب إضراب الأساتذة.  
ونظمت جمعية الأولياء خلال الفترة الصباحية، جمعية عامة حضرها مدير الثانوية الآمر بالصرف حاليا والناظرة المكلفة بالإدارة ورئيس فيدرالية أولياء التلاميذ للولاية، وخمسون وليا من أصل ثمانمئة وأربعين وجهت لهم الدعوات، حيث أبدى الحضور تخوفات كبيرة من تكرر إضراب الأساتذة الذي استمر لسبعة عشر يوما، وأدى إلى تسجيل تأخر في مسار التلاميذ، لولا أن قررت الإدارة بعد ذلك تنظيم الاختبارات ابتداء من الأحد المقبل، من أجل ضمان الحضور والمراجعة الجادة إلى غاية التاريخ المذكور.
وشملت مقترحات الأولياء تركيب كاميرات المراقبة على مستوى جميع أجزاء المؤسسة، من أجل فرض الانضباط بصورة أكبر وتسهيل مهمة الرقابة على المشرفين التربويين، في حين ذكر مدير الثانوية أنه راسل مديرية التربية رسميا منذ فترة من أجل تركيب الكاميرات داخل المؤسسة، موضحا أنه سعى أيضا بعلاقاته الخاصة من أجل إنجاح الأمر لكن تقلص الميزانيات حال دون ذلك. وقد اقترح رئيس جمعية أولياء تلاميذ الثانوية أن يجمع الأولياء المبلغ المالي اللازم من أجل إتمام الأمر، رغم تأكيده أن أغلب الأولياء غير ملتزمين بالمساهمة حتى في الاشتراك السنوي، الذي لا تحصّل منه الجمعية العشر أحيانا.
وأكد أحد المشرفين التربويين الحاضرين، أن الإشاعات بشأن ترويج المخدرات والمؤثرات العقلية داخل المؤسسة لا أساس لها من الصحة، مشيرا إلى أن بعض التلاميذ يدخنون داخل الثانوية و”هذا أمر واقع لا يمكن إنكاره”، مثلما قال، رغم تأكيده على أن الطاقم التربوي يسعى دائما إلى محاربة الظاهرة، كما بلغت إدارة المؤسسة مصالح الأمن بشأن المنحرفين الذين يسعون إلى ترويج المخدرات بمحيط الثانوية بحسبه. وقد استنكر الأولياء الآخرون إشاعة التهمة بترويج التلاميذ للمؤثرات العقلية داخل المؤسسة، في حين قالت الناظرة إن ولي تلميذ فشل ابنه في تجاوز الاستدراك، فروّج إشاعات مماثلة حول الثانوية.
وأشار رئيس الفيدرالية الولائية لأولياء التلاميذ، إلى أن الهدف من الجمعية العامة هو الحيلولة دون عودة الإضراب، خصوصا وأن الأساتذة علقوه فقط، لأنهم يطالبون بتنحية المدير، رغم أنه معين من طرف الوزارة وما زال الآمر بالصرف بعد تكليف الناظرة، في حين تحدث أحد الحضور عن أن التحويلات من مديرية التربية قد أثقلت المؤسسة، كما أن المطعم الداخلي يطعم حاليا 460 تلميذا. وشمل النقاش الإشارة إلى أن بعض الأولياء يطلبون من أساتذة السماح لأبنائهم بالتغيب من أجل حضور الدروس الخصوصية، في حين ذكروا أن الإضراب توقف بفضل تدخل الأولياء أيضا.
سامي.ح

الرجوع إلى الأعلى