تعيش بعض قاعات عرض السيارات بقسنطينة، بطالة إجبارية و شحا في المركبات المتوفرة، بسبب نفاد المخزون وتوقف النشاط على مستوى مصانع التركيب بعد إيداع ملاكها الحبس لمحاكمتهم في قضايا فساد، حيث يعرض الوكلاء حاليا أصناف جد محدودة حسب الكميات المتبقية، و ذلك بأسعار مرتفعة كثيرا مقارنة بما كانت عليه قبل أشهر قليلة، حيث تراوحت قيمة الزيادات بين 12 إلى 50 مليون سنتيم، مثلما ترصده النصر في هذا الاستطلاع.
استطلاع: حاتم بن كحول
وتنقلت النصر إلى المنطقة الصناعية «بالما» التي يوجد بها عدد لا بأس به من وكالات عرض السيارات، لرصد التغيرات التي طرأت على هذا السوق قبل أيام من نهاية العام، خاصة في ظل المحاكمات التي بدأت مع عدد من أصحاب مصانع تركيب السيارات المتهمين في ملفات فساد، لنقف على نفاد مخازن بعض «الماركات» على غرار «سوفاك»، مقابل توفر كميات قليلة فقط من علامتي»رونو» و «كيا» على مستوى ولاية قسنطينة، حيث اضطرت مختلف الوكالات لعرض نماذج قليلة فقط، فيما تعيش أخرى بطالة حتمية لغاية اتضاح الرؤية حول مستقبل مصانع التركيب المحلية.
توقف استقبال طلبيات المركبات الألمانية
بداية الاستطلاع كانت من وكالة «سوفاك» المتخصصة في بيع السيارات الألمانية المركبة بالجزائر، حيث لاحظنا خلوها من المركبات التي كانت تزين واجهة قاعة العرض، باستثناء سيارتين من نوع «فولكسفاغن كادي» كانتا بوسط المكان لتغطية الفراغ، فيما تمت إزالة المكاتب العديدة التي كانت منتشرة بمختلف زوايا الوكالة، مع الإبقاء على مكتب مخصص لمسؤول المبيعات في المدخل الرئيسي، و قد كانت الحركة شبه منعدمة.
وقال مسؤول المبيعات في وكالة «فولكسفاغن» التابعة لمجمع «سوفاك»، للنصر، إنه وبقية زملائه يعيشون حاليا بطالة إجبارية، بسبب نفاد المخزون بمختلف الحظائر، خاصة وأن عملية التركيب مجمدة حاليا، وأضاف محدثنا أن الطلبات على السيارات الألمانية متوقفة لعدم توفر أية مركبة للبيع، موضحا أنه لا يعلم إن كان سيتم توفير حصص أخرى مستقبلا، أما بخصوص علامة «أودي»، فقد أكد أحد الموظفين أن مخزونها نفد أيضا ولم تتبق إلا بضع مركبات.
تنقلنا بعدها إلى وكالة «كيا» الواقعة في نفس المنطقة الصناعية، حيث كانت هي الأخرى خالية من الزبائن، مع تواجد مندوبة وحيدة للمبيعات، في حين أن صالون العرض يعج بمختلف أنواع المركبات، و قد أعلمتنا الموظفة أن جل الأصناف غير متوفرة في الوقت الحالي.
145 مليونا فما فوق لشراء «بيكانتو»
وبإلقاء نظرة على جدول أسعار سيارات «كيا»، اتضح أنها ارتفعت بنسبة كبيرة، حيث تراوح ثمن «بيكانتو» بين 145 و213 مليون سنتيم، ولكن يتوفر منها نوع واحد فقط هو «بيكانتو إكس لاين» ذات محرك 1.2 بنزين بقيمة 205.5 مليون سنتيم، فيما بلغت قيمة نفس المركبة قبل أشهر ما بين 133 مليونا بالنسبة للمزودة بمحرك 1.0، و143.9 لتلك التي تتوفر على محرك 1.2 يعمل بالبنزين، كما كان ثمن «بيكانتو جيتي لاين» هو 197 مليون سنتيم، ليرتفع حاليا إلى 213 مليونا.
و وجدنا أن سعر «ريو» الجديدة، تراوح بين 189 إلى 269.5 مليون سنتيم، فيما كان قبل أشهر بين 179 إلى 253 مليونا، كما يتوفر حاليا صنف واحد متمثل في «ريو سونساسيون» ذات محرك 1.4 بنزين، و وصل ثمنها إلى 242 مليون سنتيم، أما بالنسبة للسيارة التي لاقت إقبالا كبيرا في الجزائر و هي «سيراتو»، فإنها غير متوفرة والطلبات عليها تبقى مجمدة في الوقت الراهن.
و بلغ حاليا سعر سيارة رباعية الدفع «سورينتو» ما بين 479.5 إلى 674 مليون سنتيم، بعد أن تراوحت سابقا بين 459 إلى 645 مليون سنتيم، و يتوفر الآن هذا النوع على صنف فقط هو «سورينتو سونساسيون» بحمولة 5 مقاعد و ذلك بقيمة 609 مليون سنتيم، ونفس السيارة بحمولة 7 مقاعد تباع مقابل 621.5 مليون سنتيم.
أما «سبورتايج» فتراوح سعرها بين 412.5 إلى 550 مليون سنتيم، فيما كان منحصرا قبل أشهر بين 375.5 إلى 497 مليونا، أي بارتفاع وصل إلى أكثر من 50 مليون سنتيم، كما يتوفر نوع واحد حاليا في الوكالة و هو «سبورتايج فاسيليفت» مقابل 423 مليون سنتيم.
و أكدت مندوبة مبيعات في وكالة «كيا»، أن أنواع المركبات المتوفرة حاليا قليل، كما وصفت الكمية المتبقية من كل صنف بالقليلة، وأضافت للنصر أن جلب السيارة المطلوبة من طرف الزبون يكون في غضون أسابيع، فيما يتم توفيرها بعد جانفي من العام الداخل بالنسبة للراغبين في الحصول عليها بترقيم سنة 2020.
«ستيبواي» لم تعد متوفرة!
عند وصولنا إلى وكالة «رونو»، كانت هي الأخرى شبه خالية من الزبائن، و قد لاحظنا عرض بعض أصناف السيارات بها، فيما علمنا من مندوب المبيعات أن بعض الأنواع غير متوفرة على غرار «ستيبواي» سواء ذات محرك بنزين أو «ديزل»، كما لا تتوفر سيارة «كليو 4» بمحرك بنزين.
وبالمقارنة مع الأسعار التي اعتمدتها ذات الوكالة سابقا، فقد لاحظنا أنها ارتفعت، حيث بلغ ثمن سيارة «كليو 4 ليميتد» بمحرك ديزل، 228.950 مليون سنتيم، بعد أن كان 214 مليونا قبل حوالي 3 أشهر، فيما بلغ ثمن «كليو 4 جيتي لاين» 249.950 مليون سنتيم بعد أن كان 236 مليون سنتيم، أما سيارة «سامبول» فبلغ ثمن المزودة منها بمحرك بنزين 172.950 مليون، فيما بلغ قبل أشهر 161 مليون سنتيم، أما ذات محرك 1.5 ديزل فسعرها وصل إلى 189.950 مليون بعد أن كان 176 مليون سنتيم.
البيع بالتقسيط مستمر وسوق السيارات
القديمة يتأثر
وقال مندوب المبيعات في وكالة «رونو»، إن الكميات المتبقية ضئيلة ومن المتوقع حسبه، أن تنفد قبل نهاية الشهر الحالي، موضحا أن بعض الطلبات لا تزال تصل لكن بشكل محتشم، و أوضح المتحدث أنه سيتم جلب الكميات المطلوبة عند نهاية شهر جانفي من سنة 2020، فيما أكد أنه يجهل تاريخ وصول حصص جديدة تحسبا للعام الداخل، لكنه طمأن بأن عملية البيع بالتقسيط لا تزال مستمرة رغم الكمية المحدودة.
و أدى  نفاد السيارات المركبة، من المخازن، إلى ارتفاع سعر المركبات المستعملة التي زاد ثمنها في الآونة الأخيرة رغم ضعف الإقبال عليها، حيث تبقى عملية البيع مجمدة على مستوى سوق حامة بوزيان بقسنطينة، خاصة وأن حلول سنة 2020 بعد أيام جعل العديد من الراغبين في الشراء، يتمهلون لمعرفة آخر أخبار استيراد السيارات التي يقل عمرها عن 3 سنوات مع ما قد يحمله هذا الإجراء من انخفاض محتمل في الأسعار، إضافة إلى انتظار اتضاح الرؤية أكثر بعد انتهاء محاكمة أصحاب مصانع التركيب.
ح/ب

الرجوع إلى الأعلى