أعاق تأخر تحويل عمود كهربائي على مستوى حي الإخوة عباس بقسنطينة، انطلاق أشغال عملية إعادة بناء مسجد أبي ذر الغفاري، الذي هدم منذ بضعة أسابيع، في حين اقترح السكان مقر فريق “وفاق وادي الحد” لكرة القدم كمصلى مؤقت.
وسوّت الآليّات مسجد أبي ذر الغفاري مع الأرض خلال ما يقارب الأسبوعين من الهدم المتواصل الذي انطلق بتاريخ 14 نوفمبر من السنة الماضية، بعد حوالي نصف قرن من الاستغلال، حيث ذكر لنا نائب رئيس الجمعية الدينية أنه كان من المقرر هدم المسجد في سنة 2004، لكن العملية تأخرت، حيث أن هيكل البناية تضرر كثيرا وتعرض للاهتراء، حتى صار السقف لا يمنع ماء المطر من التسرب على رؤوس المصلين، فيما أوضح أن المشكلة تفاقمت بعد إنجاز توسعة.
واطّلعنا على موقع المسجد الواقع في النهج “ألف” من حي الإخوة عباس، حيث كانت أرضيته موحلة بسبب الأمطار، فيما تجمعت كمية كبيرة من المياه في إحدى الزوايا وأخبرنا نائب رئيس الجمعية أن المكان كان عبارة عن بئرٍ، بيّنت التّحاليل أنّ مياهها غير صالحة للشّرب أو الغَسيل، ما جعل القائمين على المشروع يقرّرون ردمها. ويقع العمود الكهربائي الذي أخّر تحويلُه انطلاق عملية البناء على إحدى حواف الأرضية، حيث ذكر لنا أعضاء الجمعية أنه مهدد بالسقوط في حال الشروع في البناء، و بالتالي تضرر العشرات من سكان الحي.
وأفادت نفس المصادر أن الجمعية راسلت مديرية “سونلغاز” بباب القنطرة منذ الثاني من ديسمبر من العام الماضي، مشيرين إلى أن تأخر تحويل شبكات الاتصال الخاصة بشركة “اتصالات الجزائر” الممررة تحت أرضية المسجد قد أعاق انطلاق المشروع أيضا.
وذكر أعضاء الجمعية أن أموال التبرعات من أجل بناء المسجد الجديد، على مساحة تقارب الألف متر مربع، قد وصلت إلى مليار وتسعمئة مليون سنتيم، كما أن بعض المتطوعين اختاروا التبرع بمواد البناء مباشرة، لكن تأخر انطلاق الأشغال قد جعل الكثير من الأشخاص المستعدين لتقديم المساعدة يترددون في التبرع، بحسب ما أكد محدثونا. من جهة أخرى، قال سكان من الحي أن كبار السن والكثير من قاطني البنايات المحيطة بالمسجد قد حرموا من أداء الصلاة حيث طالبوا بالإسراع في تجسيد المشروع لحل المشكلة.
وأكّد مدير الشؤون الدينية لولاية قسنطينة في اتصال بنا، أنّ الجمعية الدينية لم تراسل المديرية لإخطارها بالعراقيل المذكورة، موضحا أنها كانت لتتدخل لدفع العملية، في حين أوضح أنه تلقى رسالة من السكان يطالبون فيها باستحداث مصلّى مؤقت إلى غاية إتمام المشروع، واقترحوا مقر فريق “وفاق وادي الحد” لكرة القدم كمكان للصلاة، لكن المسؤول نبه إلى أن المديرية قد حولت الملف إلى مصالح الولاية، لأن القرار النهائي من صلاحيات الوالي.
و أوضح المكلف بالاتصال على مستوى مديرية شركة “اتصالات الجزائر” أن هذه الأخيرة تنتظر وضع عدّاد “سونلغاز” من أجل تحويل الشبكة، التي ستزود بتقنية “أمسان”، حيث لا يمكن إتمام العملية، بحسبه، دون هذا الإجراء.
و قال محدثونا من الجمعية الدينية للمسجد أن مصالح “سونلغاز” لم تقدم لهم “المبلغ التقديري” لقيمة عملية التحويل، في حين ذكرت المكلفة بالاتصال على مستوى الشركة أنه من غير الممكن تحويل العمود الكهربائي دون أن يدفع أعضاء الجمعية قيمة الأشغال. فيما أكدت أن المصلحة المكلفة قد قامت بمعالجة الطلب الذي أودعته الجمعية، ويمكن لها بحسب محدثتنا أن تحصل اليوم الأربعاء على المبلغ التقديري للأشغال بالتقرب من مديرية “سونلغاز” بحي باب القنطرة.
سامي.ح

الرجوع إلى الأعلى